|
|
|
في مصر إحنا زبالة ليه ::
الكاتب: محمود
نشرت على الموقع بتاريخ: 08/01/2007
إحنا زبالة ليه "من أخبار الحوادث في مصر"
مهزلة في رسالة من مواطن مصري يعيش في أمريكا ضايقته أكوام الزبالة في شوارع الهرم ذهب ليشكو إلي محافظ الجيزة بعد 3 دقائق قالوا له: المقابلة انتهت، بالكاميرا.. هذا هو الفارق بين شارع الناس.. وشارع المحافظ!
عندما يصف أولاد البلد في مصر شخصا بأنه إنسان سيء يقولون عنه.. 'ده زبالة'! ونفس الكلمة يمكن استخدامها ليس للمفرد وإنما للجمع. يعني يمكن أن نقول 'دول ناس زبالة'! طبعا الوصف صعب.. بل ومقرف أيضا! لكن الأصعب والأمر والأدهي.. أن تنطبق الكلمة علي ضمير المتكلم.. فنقول.. 'إحنا زبالة'! آه صحيح.. 'إحنا زبالة'.. ليه؟
وأرجو أن يعذرني القراء في هذه المقدمة الصعبة. لكن والله لم أجد سواها تصلح للموضوع. والموضوع رسالة مؤلمة وقاسية علي النفس. تلقيتها من مواطن مصري اسمه صلاح فهمي يعيش في الولايات المتحدة الأمريكية.
يقول أخونا صلاح في رسالته أنه يقوم بزيارة مصر مع زوجته وأطفاله كل سنة. وخلال هذه الزيارة يقيم لدي أقاربه له يسكنون في منطقة الهرم. التي هي علي حد قوله من المناطق السياحية الهامة في مصر. وأقاربه هؤلاء يسكنون في شارع العشرين المتفرع من شارع أحمد لطفي السيد. الذي لا يفصله عن المنطقة التي يسكن فيها السيد محافظ الجيزة سوي شارع الأهرام نفسه!
ويضيف أخونا المصري 'بتاع أمريكا' أنه كلما جاء لزيارة مصر يؤلمه جدا منظر أكوام القمامة 'الزبالة' والنفايات، التي حولت شارع العشرين نفسه إلي منفذ لإلقاء الزبالة. وأن هذه الزبالة مستمرة وموجودة منذ 3 سنوات. بل أنها تزيد وتتراكم مع كل زيارة سنوية. وأن هذا المنظر المخزي يواجه نافذة حجرة نوم أولاده. ويشاهدونه كل صباح ومساء.
الأخ صلاح 'بتاع أمريكا' طبعا أخذته الحمية والغيرة علي بلده. وفكر في أن يقابل محافظ الجيزة شخصيا ليبلغه بهذه المسألة الخطيرة فالزبالة مشهد غير حضاري في عيون زوجته وأولاده 'الأمريكان'.. ناهيك عن عيون السياح الذين يتجولون في شوارع منطقة الأهرام.. ثم أنها تؤذي سكان المنطقة أنفسهم وتنقل لهم الأوبئة والأمراض.
وعلي الطريقة الأمريكية كتب الأخ صلاح شكواه. بل وقام أيضا بتصوير أكوام القمامة. وذهب ليطلب موعدا مع السيد المحافظ. وسلم مستندات الشكوى والصور للموظف المختص. حتى يكون المحافظ علي علم بموضوع الشكوى قبل لقائه.
يقول الأخ صلاح 'بتاع أمريكا' في رسالته الموجعة: وتحددت الساعة الثامنة موعدا للقائي مع السيد المحافظ. فذهبت قبل الموعد تماما بعشر دقائق.. لكنهم لم يسمحوا لي بالدخول لمقابلة الموظف إلا الساعة الثامنة و 28 دقيقة. وفوجئت بالموظف يقول لي: موعدك مع المحافظ تأجل للأسبوع القادم! قلت له بدهشة: ولماذا لم تتصلوا بي لإبلاغي بتأجيل الموعد.. خاصة أنني تركت أرقام تليفوناتي مع الشكوى؟
لم يرد علي الموظف وإنما بدأ في توجيه اللوم إلي موظف آخر. وكلام لم أصدقه ولم أفهم منه شيء. والمهم أنني ذهبت في الموعد التالي بعد أسبوع. وانتظرت لمدة 48 دقيقة. فوجئت بعدها بأنهم أدخلوني إلي مكتب السيد المحافظ مع سبعة أشخاص آخرين. وكان موجودا في مكتبه بالفعل أربعة آخرون. وأخيرا وقفت أمام السيد المحافظ شخصيا..
لكن المفاجأة أن الوقت المتاح لي لعرض المشكلة كان ثلاث دقائق فقط! وبدأت أعرض المشكلة علي المحافظ وأريه صور القمامة في الشوارع التي التقطتها بنفسي.. وأشرح له كيف تجذب القمامة أعدادا كبيرة من القطط والكلاب الضالة والطيور الجارحة التي تأتي لتأكل في القمامة.
لكن للأسف الشديد.. كان السيد المحافظ يقاطعني في محاولة لإيقافي عن توضيح وجهة نظري. ولا يترك لي أية فرصة للكلام! وتدخلت السكرتيرة قائلة: المقابلة انتهت! أي والله.. المقابلة انتهت! لكن الزبالة بقيت كما هي. رغم تصوري أن لقائي بالسيد المحافظ سيجعل الجهات المسئولة تتحرك وتأتي لرفع أكوام الزبالة. ومع ذلك فإنني اتصلت بمسئول في إدارة النظافة والتجميل. وفوجئت به يبلغني أن هذه المسألة ليست مسئوليتهم. وإنما مسئولية هيئة النظافة بالجيزة! ومرة أخري ذهبت إلي محافظة الجيزة. وحاول الموظف المختص إرضائي. وقال لي: لا ده مش كلام.. أنا حا أبلغ السيد المحافظ بنفسي! قلت له: لكن يا أستاذ الحكاية بقي لها شهرين.. وما فيش حاجة حصلت! نظر لي متعجبا من إصراري.
ثم قال لي: ده النظام.. والنظام لازم يأخذ دوره.. وإحنا أبوابنا مفتوحة 24 ساعة لشكاوي الناس.. نعمل إيه أكثر من كده؟! خرجت من المحافظة وأنا لا أصدق ما سمعت وكل ما حدث معي.. وأسرعت أحمل الكاميرا وذهبت إلي الشارع الذي يسكن به السيد المحافظ نفسه لأبحث عن أكوام القمامة فيه. لكن الكاميرا سجلت الفارق بين شارع المحافظ وشارع المواطنين.. والكاميرا يا أخي لا تكذب!
يقول الأخ صلاح 'بتاع أمريكا' في نهاية رسالته: المهم يا سيدي أنني أخذت زوجتي وأولادي وعدنا إلي أمريكا. لكن لم أنس كل يومين أن أتصل بأقاربي لأسألهم عن أحوال الزبالة. وهل حضر أحد لرفعها وإزالتها.
لكنهم في آخر اتصال قالوا لي: الزبالة بخير في مكانها.. وإمبارح بس كلب ضال كان فوق كوم زبالة وعقر أحد أطفال الحي! وأرجو أن تلاحظ يا سيدي. أنني لم أتحدث أبدا عن الفارق بين شوارع أمريكا وشوارع مصر.. أنا حكايتي كلها عن الفارق بين شارع المواطنين.. وشارع السيد المحافظ! انتهت رسالة الأخ المصري بتاع 'أمريكا'.. والآن.. هل عرفتم: 'إحنا زبالة'.. ليه؟!
اقرأ أيضا: الذوق العام/ الذوق والجمال في شخصية المسلم المعاصر
الكاتب: محمود
نشرت على الموقع بتاريخ: 08/01/2007
|
|
|
|
|
|
المواد والآراء المنشورة على هذا الموقع تعبر عن آراء أصحابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
Copyright @2010 Maganin.com, Established by: Prof.Dr. Wa-il Abou Hendy - , Powered by
GoOnWeb.Com
|
حقوق الطبع محفوظة لموقع مجانين.كوم ©
|
|