|
|
|
اعترافات سرية جداً ::
الكاتب: فتاة معذبة
نشرت على الموقع بتاريخ: 10/02/2007
أخيراً عبرت حاجز التردد المقيت وكسرت حاجز الخجل الذي قيدني عن كتابة هذا المقال كثيراً، وكثيراً هذه تعني سنوات، فإذا كانت حجتي السابقة عدم وجود الوسيلة المناسبة لنشر اعترافاتي هذه، فقد أصبحت مجانين نافذة يطل منها كل صاحب مشكلة أو صرخة أو اعتراف أو رأي مختلف، فشكراً لكم يا مجانين أن أتحتم هذه الفرصة لي.
ومشكلتي هي أنني أريد دائماً التعبير عما يجول بخاطري، وما يشعر بهِ قلبي، أريد أن أفضفض وأفرغ مشاعري باستمرار، ولأني أعيش وحدي مع أمي بعد وفاة أبي وزواج أشقائي كلهم لأني أصغرهم، فكنت أتصور أن تكون أمي هذه ملاذي الذي ألجأ إليه عند الرغبة في البوح الذي لا أستطيعه مع الآخرين، أي آخرين، ولكنني كنت واهمة للأسف، فأمي لم تعودني على الفضفضة معها، ولا التعبير عن أسراري لها ولا التعبير عن خصوصياتي معها، بل وضعت سدودًا وحواجز أمام هذا، ولكم أن تتخيلوا فتاة تقترب من الثلاثين من عمرها لا تجد من تعبر له عن مشكلاتها النفسية والجنسية، لكم أن تتصوروا ضغط وإلحاح الشهوة الجنسية التي هي في جزء منها رغبة طبيعية فسيولوجية دون أن أجد من يشعر بي أو يهون عليَّ ما أنا فيه.
فلماذا لم تتركني أمي منذ مراهقتي أن أفتح لها صدري وأبوح لها بمكنون أعماقي ورغباتي واحتياجاتي؟ لماذا لم تصادقني أمي؟ لماذا كان عليّ أن أتعذب هكذا؟ أهو الخجل اللعين؟ أم أنها تعتبرني حجراً بلا مشاعر أو رغبات واحتياجات إنسانية؟
اللعنة على الخجل ألف مرة هذا الذي يحول بين الأم وابنتها! واللعنة على المعتقدات الاجتماعية الخاطئة التي تواري وتشوه كل ما له صلة بالجنس من قريب أو بعيد على حساب الإنسان، إنني أظن أن الجنس من أكثر العلوم التي يجب أن يتعلمها الإنسان ويعرفها لأن الإنسان يمارس الجنس كسلوك طوال حياته، فكيف لا يتحدث ولا يعرف عن سلوك مهم مثل هذا في حياته؟
فالحديث عن الجنس لا يعني قلة الأدب أو الإباحية أو خلع برقع الحياء، لأن الجنس في حد ذاته سلوك إنساني مألوف ومعتاد وطبيعي وسليم إذا مورس بصورة شرعية، وكم أشعر بالألم حين تتحدث أختي عن الجنس باعتبار أنه "قلة أدب" على طول الخط حتى ممارستها مع زوجها تعتبرها كذلك! وأنا أرى أن الجنس ما هو إلا تعبير عن الحب وإن كان لا يمكن ممارسته بشكل طبيعي إلا في إطار الزواج.
إنني أتصور أن مجتمعاً يدعو لغلق كل أبواب الحديث أمام الجنس هم مجتمع يدعو في نفس الوقت إلى نشر الإباحية! ليت أمي تسمح لي أن أجلس معها في حديث بلا قيود وبلا خجل، أعبر لها عن رغباتي، وتشعر فيه بي وبمشاعري واحتياجاتي الجنسية، ليتها تفعل. ولهذا فقد قررت من الآن ألا أضع ابنتي في هذا الجحيم، وأن أتركها تفضفض وتحكي لي عن كل ما يجول بخاطرها، وسأكون صديقة مقربة منها منذ اللحظات الأولى التي يمكنها فيها أن تعي الصداقة، فأنا لا أريد لابنتي أن تعيش جحيماً عاشته أمها من قبل!
وحتى لا يذهب عقلكم إلى أن حياتي متركزة حول التفكير الجنسي وحده، فإن لي أنشطة متعددة منها القراءة والكتابة كما ترون، والرياضة وإضافة لعملي والدراسات العليا التي أحضرها، كل هذا ولا يمكنني أن أتخلص من الهاجس الجنسي الذي يحاصرني يومياً، ويعذبني بإلحاحه وضغطه القوي!
أعرف أن مشكلتي هذه مشكلة ملايين الشباب العربي، ولكن ماذا عني أنا؟ إنني أتحدث عن معاناتي الشخصية الآن وليس عن المجتمع؟ وأنا لا ألوم أمي على سلوكها معي بقدر ما ألعن العادات والتقاليد الاجتماعية الحمقاء التي تبني حواجز وتضع سدوداً أمام البوح الجنسي حتى لأقرب الناس إليك باعتبار أنها عيب!
اقرأ أيضاً: جاثوم الجنس والفتاة العربية.. خبرة ومحاولة.. (4) المخيلة الجنسية لفتاة عربية: فك الرموز المخيلة الجنسية لفتاة عربية: كركبة ! المخيلة الجنسية لفتاة عربية: مشاركة!
الكاتب: فتاة معذبة
نشرت على الموقع بتاريخ: 10/02/2007
|
|
|
|
|
|
المواد والآراء المنشورة على هذا الموقع تعبر عن آراء أصحابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
Copyright @2010 Maganin.com, Established by: Prof.Dr. Wa-il Abou Hendy - , Powered by
GoOnWeb.Com
|
حقوق الطبع محفوظة لموقع مجانين.كوم ©
|
|