إغلاق
 

Bookmark and Share

قبل المداولة: الاحتفاء بالصغائر ::

الكاتب: صفية الجفري
نشرت على الموقع بتاريخ: 12/03/2007


حكى الشيخ محمد الغزالي في مقال له بعنوان: (الدين ليس احتفاء بالصغائر) أن صديقا له أخبره أن إحدى المجلات الدينية هاجمته لأنه قال: إن الغناء كلام حسنه حسن وقبيحه قبيح. قال الشيخ: قلت للصديق: قد يكون الخطأ قريبا مني فلست معصوما، وعذر هؤلاء أن أغلب الأغاني الشائعة خليع ماجن، وأن البيئة الفنية هابطة المستوى، قال: كأنك تقترب منهم، وددت لو جمعتكما ليزول الخصام، فأجاب الشيخ لا أحب هذا اللقاء هناك مثل غربي يقول: إن ضعفاء العقول كالنظارات المكبرة تضخم الأشياء الصغيرة ولا ترى الأشياء الكبيرة، وكان جديرا بأصحابك هؤلاء أن يكترثوا بمصائب المسلمين الداهمة بدل أن يشغلوا الناس بقضية الغناء! (كتاب: قضايا المرأة بين التقاليد الراكدة والوافدة: الشيخ محمد الغزالي).

ولي هنا وقفتان مع كلام الشيخ الغزالي رحمه الله أولاهما مع قضية الاحتفاء بالصغائر هل سيظل الشيخ على موقفه اليوم مع فشوها حتى تغلغلت في بنية التفكير الديني للمجتمع المسلم؟ أم سيحتفي بها بطريقة (تنويرية) إن صح التعبير لحلحلة العقد الصغيرة التي باتت تكبل تعامل المتدين أو المقبل على التدين مع نمط الحياة العصرية؟

طلبت من الدكتور مجدي سعيد أن يقرأ سطوري في (فقه المخالطة) فقرأها مشكورا ثم علق قائلا: ألا ترين أن الخوض في التفاصيل الصغيرة قد لا توصل القارئ إلى الصورة الكلية وأن ذلك يحتاج إلى شرح للقواعد العامة، والكلام عن أهمية فقه الواقع. قلت له حينها: أظن أن عرضي للتفاصيل الصغيرة كان ضمن التأكيد على القواعد الكلية، لكني سأركز على ذلك أكثر مستقبلا.

والآن لما أعدت التأمل فيما كتبت، وجدت أن نهج الاحتفاء بالتفاصيل الصغيرة، واستقصائها مهم، لأن القواعد الكلية وحدها لا تكفي في تثبيت المعلومة وتأكيدها في العقول والقلوب، أيضا النهج الذي تشربه العقل المسلم طويلا كان احتفاء تفصيليا بالصغائر تضييقا يفصل بينها وبين روح الإسلام ومقاصده وقواعده، وبالتالي فالعلاج لا بد أن يكون تفصيليا أيضا.

والوقفة الثانية: هي مع رفض الشيخ للاجتماع لمناقشة هؤلاء الذين شنعوا عليه، وفي تقديري أن موقفه هذا غاية في الحكمة، لأن فقه المخالطة يقتضي أحيانا عدم اللقاء المباشر مع من يختلف معنا في المنطلقات، لأن لقاء مباشرا قد يفضي إلى مزيد من الجفاء، لكن يظل كل يطرح رأيه مترفقا بمخالفه، ولعل البعد يجلب قربا وائتلافا.. والله أعلم.
24/02/2007

واقرأ أيضًا:

الحب المستحيل، والفقه.. / شباب الجنة للنساء فقط / إلى بثينة كامل.. من وحي سطورك / حكايات صفية: عقولهم ترللي../ حكايات صفية :أخلاق الحقيقة / حكايات صفية:تفاصيل صغيرة / حكايات صفية: الملائكة تلعن النساء فقط؟! / حكايات صفية: المكلا.. لمحات إنسانية (6) / للنساء فقط.. في سطور / حكايات صفية: التعويذة .. موازنات غائبة / حكايات صفية: التسامح.. فضيلة المتناقضات / حكايات صفية: فليتك تحلو والحياة لذيذة .. / حكايات صفية: لأنك إنسان! / حكايات صفية: ثرثرة صيفية!! / حكايات صفية: نسيم أهل الحجاز / حكايات صفية: مساحات رمادية / الحزن الحر / إنهم يريدون الرفقة لا الرفيق! / الحب المستحيل، والفقه.. / إلى بثينة كامل .. من وحي سطورك / حكايات صفية :تفاصيل صغيرة  / السنة والشيعة ومفهوم الأمة الواحدة / غربة وألفة / في فقه المخالطة بعد زيارة مصر .



الكاتب: صفية الجفري
نشرت على الموقع بتاريخ: 12/03/2007