إغلاق
 

Bookmark and Share

ماذا تعني لك المدونات؟عن الصداقة أتحدث ::

الكاتب: عبير عماد الأنصاري
نشرت على الموقع بتاريخ: 03/03/2007

 

صديقتي العزيزة أمنية....
لكم وددت أن أتكلم معك بدون قيود ..وأفضفض خواطري وأحكي.. لكنك الآن في أزمة, وربما الحياة ليست أخذ.... فقط, بل يجب أن أعطيك من وقتي ومن حناني وأؤخر نصائحي إلى وقت لاحق.. وأن أفقد الأمل تماما في أن أحصل منك على حق الصديق. حتى تشفي وتتعافي.

حبيبتي أرجو من الله أن يشفيك وأنا معك وأرجو أن يجمعنا سويا في جنة الخلد في الفردوس الأعلى. لقد علمتني كثيرا يا أمنية عن الحياة الدنيا عندما تعاملت معك. أشكر الله شكرا جزيلا ثم أشكرك.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عبير الأنصاري

كنت أتمشى مع والدتي نتفرج على واجهات محلات الملابس لأنتقي شيئا جميلا بمناسبة العيد عندما قالت لي فجأة وبينما نحن أمام أحد المحلات وأشارت بسبابتها إلي: الحب عطاء!! ودهشت أنا..... واستطردت هي قائلة وأنا ووالدك أعطيناك كثيرا ومازلنا نعطيك..

رددت قائلة: يا أمي أنا أعرف ولم أنكر يوما.. قالت وهي تربت على كتفي: وأنا أعرف أنك تعرفين يا حبيبتي.. ولكني أذكرك حتى إذا كبرت أنا وأبوك ولم نستطع الاستمرار بالعطاء بنفس المستوى فلتعرفي وقتها أننا مازلنا نحبك حتى; ولو لم نستطع إعطاءك شيئا.

أنهت كلامها وبدأت تشير إلى كذا وكذا من الملابس و.... ولكن كنت أنا في واد آخر بعد أن دغدغت كلماتها مشاعري وتذكرت صديقتي أمنية -وهذا بالطبع اسم مستعار- عندما واتتها نوبة من نوبات ذلك المرض الصعب, مرض الفصام ورجعت البيت وأخذت أفتح جميع كراريس مدوناتي.. أبحث عن الخاطرة السابقة كي أقرأها مرة أخرى وأخرى حتى عثرت عليها وما هممت بالقراءة حتى فرت الدموع من عيني وتذكرت يومها.. ذلك الوقت الذي كانت صديقتي الوحيدة التي أرتاح إليها في أزمة.. لم تستطع وقتها العطاء, وكانت سلواي الوحيدة هي أن أرجع كل يوم من الكلية لأجلس معها وأحكي عما حدث وحدث وما فعلت وما فعل بي..وكانت تنصت في احترام وقور وتبتسم... وكانت ابتسامتها تلك تخفف عني هموما كثيرة.

وعندما فاجأتها النوبة كانت تلك هي القشة التي قسمت ظهر بعيري وهاجمني الاكتئاب الشديد بعد فترة استراحة كبيرة منه. وعندما كنت أزورها في بيتها بعد أن انقطعت عن مكان لقيانا كنت أجدها تجلس في أحد أركان غرفتها أو في سريرها متخشبة مشعثة الشعر وقد تمسك في يديها أحد الكتب التي انتقيناها سويا وكأنها مشغولة بالقراءة وهي في الحقيقة لا تحرك عينيها بين السطور ولا حتى ترمش.. لا تتحرك ولا تنطق ولا ترد على أحد أبدا وكانت ترد علي أنا فقط... سلام عليكم يا أمنية.. بدون أن تتحرك أو حتى توجه نظرها لي: وعليكم السلام.

أنا: أزيك كويسة؟ لم ترد علي. كنت أنظر إليها وأتذكر كم أن الإنسان ضعيف جدا.. وأتمنى أن آخذها بأحضاني ونسافر بعيدا بعيدا حيث لا خوف ولا برد ولا مرض. وكأن غيبوبتها تلك كانت فقط لتثير مشاعري نحو صديقتي ونحو العطاء ونحو المرض ونحو الحياة والحب.

ولنا مع الحب والصداقة لقاء آخر
عبير الأنصاري

* ويضيف الدكتور وائل أبو هندي الابنة العزيزة عبير أهلا بك ونعم الاستجابة يا ابنتي لنداء د.داليا مؤمن في مدونتها ماذا تعني لك المدونات؟، أحييك وأشكرك على مدونتك الرائعة هذه، بحق وحقيق ما شاء الله.... ونحن في انتظار المزيد. 



الكاتب: عبير عماد الأنصاري
نشرت على الموقع بتاريخ: 03/03/2007