|
|
|
الخرافون في عالم الخرافة ::
الكاتب: مصرية حالمة
نشرت على الموقع بتاريخ: 24/11/2004
هذه هي آخر أخبار الخرافة قديمة – حديثة، الكل فيها يتشاورون ويذكرونني بطريقة مفيد فوزي في حديث المدينة ويتمنون أن يسجل معهم مثلا فلم لا !!!! وأقول بالنيابة عنهم المجانين في بلدي يتشاورون يسألون يتدارسون ويتعجبون ما هو سر هذا العالم المجنون؟!!!! نعم جنون جميل لذيذ ولكنه يحتاج لوقفة (السحر– المس– الجن) كل هذه كلمات باتت واقعا ملموسا مفروضا علي مجتمعاتنا العربية.
وأنا أتصفح صفحات مجانين ولدت هذه الكلمات علي أثر العودة بالذاكرة عشرين عاما إلي الوراء وتذكرت أشياء كثيرة وهي خاصة بمواضيع السحر وإهمال الجانب الطبي خاصة في المجال الصحي والبدء بالمشايخ، أعرف وتعرفون أنه التفكير البدائي فمثلا إذا كان هناك مريض نفسي لابد أن يمر علي المشايخ أولا وكذلك مهما كانت درجة ثقافته البنت إذا تقدم بها السن وتأخرت في الزواج فالسبب الأول يرجع من وجهة نظرهم إلي(عمل )نحن لا ننكر وجود الجن لأنه ذكر في القرآن ولكن علماء الأزهر يقولون أن الجن حقيقة ولكنه لا يلبس أحد.
وكم هو شعب طيب بفطرته شعبنا هذا الذي يصدق الشعوذة ومريض الفصام هو الضحية الأولي في هذا الوطن إذ أنه إذا ما بدت عليه علامات المرض فلتفسير ذلك في التصور الشعبي احتمالان:- [1] الأول: أن يكون وليا من أولياء الله عندما تتمكن منه الخيالات ويتصورون أنه يعلم الغيب أعوذ بالله الذي لا يعلم الغيب إلا هو، وهذا حدث عندما جسلت مع أم تشكو لي مرض ابنتها الشابة وقالت لي ذهبنا للطبيب النفسي وقال لنا لابد من العلاج وبسرعة ولكنها تقول وتتوقع أشياء وتحدث بالفعل وهي ليست في حاجة للعلاج النفسي لأنها رفع عنها الحجاب وأصبحت من أولياء الله الصالحين. [2] الثاني: هو أن يكون أحد الجيران أو الأقارب قد صنع للمريض عملا ووكله لأحد من الجن وفي هذه الحالة لابد من علاجه بذهابه إلي شيخ كبير.
وهنا تكون المأساة إذ تزداد الحالة سوءا ويندم أهل المريض أشد الندم والضحية هي المريض المسكين. ولكن كذب المنجمون ولو صدقوا، فهم يستحيل أن يصدقوا القول أبدا ولدي أدلتي: -
أولا: ما تذكرته وأنا أتصفح مجانين وهو أنني وأنا عمري سبع سنوات كانت والدتي تعاني من غيبوبة سكر وفقدت الوعي وتحسنت بعلاج الطبيب وطبعا تكررت الأزمة وتكرم عليها أولاد الحلال في النصح والإرشاد القاتل كما يقولون وأخذوها رغم أنفها إلي أحد المشايخ وفي ذات يوم كنت أعبث بأوراقها ولفت نظري شيء مربع قد تمت خياطته وببراءة الطفولة فتحته ووجدت فيه هذا الشيء الذي دفعت والدتي فيه مبلغا كبيرا من المال بنصائح صديقاتها وهو حجاب ومزقته وأخذت الورقة وأكلت علقة ساخنة ولكنهم صالحوني بعد ما اتضح أن المكتوب في الحجاب هو:(أمل تلعب بالكرة – أمل تلعب مع عمر – البطة ريشها طويل – ونشيد تقول كلماته: العصفورة جمعت قش – قشة وقشة بنت العش مين عرفها مكان العش - مين علمها تبني العش – هو الله سبحان الله).
سبحان الله ألم يقرأ هذا الشيخ هذه الكلمات المؤثرة البريئة ليعرف أن الله هو المعلم وهو عالم الغيب والشهادة – ويشهد الله علي أنني وأنا أتصفح صفحات مجانين تذكرت هذا فجأة فأقسمت أن أهديه لمجانين، وانتابتنا وقتها حالة من الضحك بعد قراءة هذه الكلمات وقالت أمي أنها صحيح مجنونة هكذا قالت علي نفسها؟؟؟!! ودللني الجميع لأنني كشفت المستور بشقاوة الطفولة البريئة. وأتذكر في هذا اليوم أنني كنت نائمة بإرادتي وسمعت أصواتهم تناديني فخشيت من العلقة الثانية، ولكن حملني أبي علي كتفه وأنا أري كل شيء ولكني أغمض عيني إذا اقترب مني أحد. والحمد لله الشيخ هو الذي كان يستحق الضرب ولست أنا.
المؤسف جدا أن هذا الشيخ كانت له شقة من أربع غرف وصالة استقبال كبيرة وكراسي مثل عيادة دكتور أستاذ مثلا وبالحجز ليبيع التخلف حتى للمثقفين من الأمة وكنت لا أجد مكانا فأنتظر والدتي في الخارج طبعا ما هو أحسن من الدكتور.هذا هو مجتمعنا مجتمع لا يفقه فنون الحياة في كثير من الأحيان .
ثانيا: تجربتي الشخصية، عندما حدثت لي نوبة من الاكتئاب وأجبرتُ على الذهاب للشيخ وإذا به يقول لقد لبسك ثلاثة من الجن نتيجة عمل لم يؤتِ ثماره بسرعة فأحاله صاحبه إلي الجن ليتصرف معك، وأنا لا أقتنع بالمشايخ أصلا لأنني شاهدت موقف والدتي، وإنما ذهبت لكي أؤكد لمن معي صدق حكايتي القديمة أنا ووالدتي وبالفعل أخذ يتصل بي ويقول أن حالتي خطيرة وأن أمري يهمه وأنه لم تمر عليه حالة تمكن منها الجن بهذه الدرجة، ولابد أن أنقذ نفسي وها أنا بصحة جيدة بعد مرور ما يقرب من ثلاث سنوات صحتي جيدة ولم يحدث لي واحد في المليون مما قاله لي الشيخ فرجاء كفانا إيمانا بالخرافة.
فمتي تبحث البنت التي تأخر سن زواجها عن الأسباب الجوهرية لذلك فإذا كانت ذات حسب ونسب وجمال فلتبحث في شخصيتها لأن التزاوج يكون بين الأفكار وليس بين الأجساد فالزواج زواج لجمال في الروح ومقومات حميدة في الشخصية نفسها وليس لابنة فلان التي تري من نفسها ملاكا طاهرا بدون عيوب فلا توجد فتاة تأخر سن زواجها إلا لسبب وبالطبع ليس هو الجن.فلا بد من بحث الأسباب المنطقية وتذليلها. ولكن هنا يحضرني شيء فأنا قبل تمكني من السيطرة علي الموقف كدت أشعر بشيء من الرعب، عندما يسألني الشيخ هل تتخيلين بأحد يمر بجانبك، هل تستمعين إلي أنفاس غريبة في غرفة نومك هنا كان يلعب الإيحاء دورا بارعا إذ أنني من شدة الوهم كنت أتخيل سماع الأنفاس بالفعل وكانت ترعبني، وكنت أتذكر تهديداته لي بما سوف يحدث لو أنني لم أفعل ما طلبه مني من طقوس وشراء أشياء ليقوم بالعلاج من خلالها وهنا كانت الوقفة وستر المولي عز وجل فأقنعت نفسي أن تهديداته مستحيل أن تحدث وساعدني في ذلك الطبيب النفسي أيضا لكي أنسي آثار صدمتي ورعبي من هذا الشيخ.
والأسف الأكبر عندما قابلتني دكتورة وقالت لي لقد أتيت أحد المشايخ لأنني سني وصل 28 سنة ولم أتزوج حتى الآن وقال لي أن لي عملا بوقف أي مشروع زواج فصرخت وقتها أبحث عن عقلي فوجدته وقد طار فخاطبته قائلة واااااااااااااااااااعقلاه. إنه بحق عالم من المخرفين، وأذكركم بالأدلة التالية:
وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم؛ قال: {مَن أتى كاهنًا، فصدَّقه بما يقولُ فقد كفر بما أُنزل على محمد صلى الله عليه وسلم} [عند أبي داود بلفظ: "فقد برئ"؛ بدل: "كفر"، وأحمد في "مسنده" بلفظ: "فقد برئ"، ورواه الترمذي في "سننه"، ورواه ابن ماجه في "سننه"، ورواه الدارمي في "سننه"، وكذلك البخاري في "التاريخ الكبير" (3/16-17)، وكلهم من حديث أبي هريرة.]، رواه أحمد وأبو داود والترمذي.
وروى الأربعة والحاكم، وقال:(صحيح على شرطهما): (من أتى عرَّافًا أو كاهنًا، فصدَّقه بما يقول؛ فقد كفر بما أُنزل على محمد صلى الله عليه وسلم) [رواه الإمام أحمد في "مسنده"من حديث أبي هريرة، ورواه الحاكم في "مستدركه"من حديث أبي هريرة.].
قال البغويُّ: "والعرَّافُ هو الذي يدَّعي معرفة الأمور بمقدِّمات يستدلُّ بها على المسروق ومكان الضّالَّة، وقيل: هو الكاهن"، وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: "العرَّاف اسمٌ للكاهن والمنجِّم والرَّمَّال ونحوهم ممَّن يتكلَّم في معرفة الأمور بهذه الطُّرق" انتهى.
ولو أن الشيخ يعرف الغيب فلماذا لا ينفع نفسه بهذا العلم ولماذا لا يحقق الوقاية لنفسه ويحمي نفسه من الأمراض؟!! لأنه يعرف أن الشافي هو الله بما سخره لنا من أسباب ومن طب شاء الله أن يكون وسيلة بأمره لتخفيف آلام البشر. أما عالمنا المتحضر فهو عالم (خَرَّاف).
وأقول كما تغني العندليب الأسمر في قارئة الفنجان أقول لمحترفي الذهاب إلي كل من يسعى وراء التخلف (طريقك مسدود مسدود).
**رجاء أن نرحم أنفسنا ونرحم بلادنا التي نحن سببا رئيسيا في تخلفها وسببا في جعلها غارقة في إطار عالمنا الثالث. وإن هم ذهبت عقولهم ذهبوا.
واقرأ أيضًا من على مجانين: بين الرقاة - مس قرين؟؟! أم وسواس قهري؟؟!!! / الجن الأحمر والزار: التفارق والغيبة والتملك / ظاهرة التفارق وادعاء العلم بالغيب / قيمة العقل في الإسلام ! ماذا جرى؟ / التفكير العلمي في مقابل التفكير الخرافي والأسطوري / حيرة مريض نفسي بين الطب والغيب / المس واللبس والسحر في العيادة النفسية / السحر وكيفية كشفه؟ / العلاج بالقرآن من راحة سلبية إلى طمأنينة وجودية / خطيبتي والجن !! : التفكير الخرافي / إذاعة القرآن الكريم لم تخرج العفريت !!! / الممسوس والملبوس: نحن والجن والأمراض
الكاتب: مصرية حالمة
نشرت على الموقع بتاريخ: 24/11/2004
|
|
|
|
|
|
المواد والآراء المنشورة على هذا الموقع تعبر عن آراء أصحابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
Copyright @2010 Maganin.com, Established by: Prof.Dr. Wa-il Abou Hendy - , Powered by
GoOnWeb.Com
|
حقوق الطبع محفوظة لموقع مجانين.كوم ©
|
|