الكاتب: د.أحمد عبد الله نشرت على الموقع بتاريخ: 18/05/2005
إذا سألت أي ناشط أو مهتم بالعمل العام في مصر سيقول لك أنه – مثل الجميع – يرفض التدخل الأجنبي في تغيير الأوضاع في مصر، والحقيقة أنه – مثل الجميع – ينتظر أن تمارس أمريكا ضغوطها على الدكتور نظيف لتنظيف الحياة السياسية المتجمدة، وتسليك حالة الانسداد –على رأي إخواننا المغاربة– التي تعاني منها مصر منذ عقدين من الزمان"على الأقل".
*د. نظيف شاب في بداية الخمسينات، وهو يجيد اللغة الإنجليزية –حسب علمي– ولديه ما يقوله للأمريكان من أن نضج المصريين السياسي مازال في "في اللفة" بما لا يسمح بإقامة ديمقراطية حقيقية، ولكن القيادة السياسية التي لا تستجيب لأية ضغوط –أو هكذا تقول- تعطينا الديمقراطية بالقطارة مثل محلول معالجة الجفاف"بتاع الست كريمة مختار، فاكرينه؟!!
سيدافع د.نظيف إذن عن ديمقراطية الست كريمة بوصفها العلاج الوحيد الممكن والمتاح مع تأكيده على الأداء الاقتصادي لحكومته الذي يجري في غفلة من الجميع تقريبا، وعلى طريقة "اللي أنتم عاوزينه، نعمله لكم إحنا".
وفي الوقت الذي يفتتح فيه السيد "إبراهيم نافع" الأهرام بمقال يقول فيه أن القوى والشرائح التي تطالب بالإصلاح إنما تدافع أساسا عن مصالح فئوية، في إشارة واضحة للقضاة، وربما المراقبين الجويين أيضا ولا أدري ما العيب في أن تطالب فئة ما بإصلاح أوضاعها، وتربط هذا بالدور الذي تقوم به، طالما أن هذه هي الطريقة التي تتعامل بها السلطة مع كل الفئات!!!
وفي نفس ذات الوقت سيستعرض د. نظيف بلغة الوقائع والأرقام ما تحقق من إنجازات"فئوية" حدثت في مجالات المرأة، وبدرجة أقل الأقباط، ورجال الأعمال ولن ينسى د.نظيف التأكيد على قدر التسامح الحكومي في شأن الشواذ بما يتيح لهم الوصول إلى درجة وزير أو كاتب كبير أو رئيس تحرير.
وبالتأكيد لن يفوت على د.نظيف أن يؤكد على تحسين أوضاع حقوق الإنسان والمتمثل في إنشاء مجلس قومي يحمل الاسم، وبتحسين أوضاع الشباب بإنشاء وزارة تحمل الاسم، ولا يدري أحد ماذا تفعل، وماذا فعلت لهم ؟! ولن ينسى التذكير بأن معظم قيادات لجنة السياسات بالحزب الوطني، وبعض الوجوه الوزارية هم من الشباب التكنوقراط، الذين تلقوا تعليما أجنبيا على أعلى مستوى، وترجو متاع الغرب والدنيا لينقذوا مصر من أزمتها.
وسيؤكد د.نظيف أن الأوضاع كلها في مصر تحت السيطرة، وأن مظاهرات "كفاية" و"الإخوان" هي مجرد شغب تتعامل معه قوات الأمن بكفاءة، وأن موقف الحكومة من التيارات الإسلامية المعتدلة هو "عال العال"فهم أعضاء في البرلمان، وهم في الشارع يتظاهرون، وفي المعتقلات آمنون.
وسينتظر د.نظيف –كما ينتظر الجميع– ما سيقوله مستر"بوش" لأن ما يقوله سيساهم بشكل سياسي ومحوري في رسم المستقبل السياسي لمصر في المدى العاجل والمتوسط على الأقل.
ولا يمكن أن يخمن أحد ماذا سيقول"بوش"، ولا يمكن توقع بماذا سيرد د. نظيف عليه، وطالما الفئة الباغية علينا قد أفلحت كالعادة في أن تغلب حمار محاولات وقوى الإصلاح الداخلي، فليس أمام الجميع سوى الانتظار.
المواد والآراء المنشورة على هذا الموقع تعبر عن آراء أصحابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
Copyright @2010 Maganin.com, Established by: Prof.Dr. Wa-il Abou Hendy - , Powered by
GoOnWeb.Com
