|
|
|
في نكهة القهوة.. ::
الكاتب: سماء
نشرت على الموقع بتاريخ: 26/06/2005
باعتباري عاطلة عن العمل.. أصبحت أصاب كل يومين تلاته كدا بنوبة اكتئاب وزهق وقرف وسخف وغلاسة.... الخ كنت أتحدث مع صديقتي على الماسنجر، واتفقنا نتقابل في كافيه عائلي.. قلتلها خلاص الساعة تمانية ونص هاكون هناك.. لا تتأخري...
وجت الساعة تمانية ونص، وأنا في الطريق، قلت لأختي اللي جت معايا بطلب مني: لَتكون البنت مستنية لوحدها، خليني اتصل بيها,,
واتصلت لاقيتها قافلة الموبايل.. يا ليل بنفسجي (دا اقتباس من يوميات السرير البنفسجي).. قلت لنظريات (دا اسم أختي الكودي طبعًا!): الحمد لله انك جيتي معايا، مش مشكلة نقعد مع بعض لو صحبتي ماجات.. وأنا جوايا باتوعد صديقتي بالويلات.. طب لو فرضًا كنت جيت لوحدي.. لأ لازم أقتلها لازم ما في حل غير كدا..
المكان الي اتفقنا عليه.. كافيه من أشهر الكافيهات اللي في مدينتنا.. عائلات بس.. يعني ما في شباب يدخلوا لوحدهم .. بس البنات ممكن يدخلوا لوحدهم.. وهو مكان أساسي (للديت) والديت معناه: لقاء العشاق.
وكل حاجة ممكن تلاقيها فيه.. يعني ممكن تسمع اصوات بنات بتضحك بصوت عالي.. وعلى جنب ناس رايقين وهاديين.. وعيلة محترمة.. وبنات لوحدهم بيتكلموا وبيضحكوا بدون مسخرة..
وفي أي وقت ليلاً أو نهارًا تجي المكان دا تلاقيه مليان ناس.. بنات.. شباب وبنات.. عوايل.. والناس بتوقف بالدور عشان تدخل..
بجد هذا المكان قلب مدينتنا النابض..
يعني لو حد يبغى يرصد التغيرات الاجتماعية لمجتمع هذه المدينة يروح يعشعش هناك..
زمان من خمسة عشر عامًا مضت.. ما كنت تشوف بنات بيخرجوا لوحدهم مع السواق ويروحوا كافيهات.. هو أصلاً كان في كافيهات عائلية أيامها.. والله ما أعرف!
والحجاب.. تشوف هناك ألوان وأشكال. الحجاب الملون الهاديء أو الأسود الصافي أو العبايات الصارخة.. أو العباية بس بدون طرحة.. أو النقاب الكامل.. ما هو حتى الملتزمات (مع تحفظي ع المصطلح) بقوا بيخرجوا وبيتفسحوا.. الله يرحم أيام ما كنت في التحفيظ زماااااان وكانت المعلمة بتقولنا لو هفتكم نفسكم ع الملاهي.. اتذكروا الجنة.. طبعًا كانت معلمتنا تلك تتفنن في صد نفوسنا عن الحياة الطبيعية اللي بيعشها كل الناس.. ربنا يسامحها بس..
قعدنا في طاولة على جنب كدا بس ع الطريق (في المكان نفسه أقصد مش الشارع) يعني نشوف الرايح والجاي، جا الجرسون قال لنا: تبغوا بارتشن (حاجز خشبي مزخرف تحاط به الطاولات عند الطلب)؟ قلنا له: لا طبعا.. وبكل ثقة.. قلت في نفسي يا سلام لو أحد شافنا أنا ونظريات من قرايبنا.. سمعتنا هتبقى هباب، وكمان كاشفين وجوهنا والساعة تسعة في الليل..
مدينتنا تتصادم فيها العادات بين الشرائح المختلفة بشكل عجيب.. يعني في عائلات من الطبقة المتوسطة زينا بس ماهم محبكينها زي محيط عائلتنا..
مرت بنت لابسة عباية أنيقة وعاملة ماكياج هادي وجميل، ووراها مشي شاب (كانوا قاعدين مع بعض) بس استنى شوية بعدين قام وكلمها ع الموبايل وكانت قد سبقته بخطوات ليست بالبعيدة.. قلت لنظريات وأنا بابتسم: شكلهم لطيف.. قالتلي بتجهم: أنا ماني شايفة كدا..
أصلا نظريات ما تؤمن بأي علاقة خارج نطاق العرف المجتمعي زي ما قال بعض الدعاه.. ربنا يسامحهم بس .. ما أعرف منين اعتبروا إن أي بنت تعمل علاقة مع شاب من غير علم أهلها تكون بتخون أمانة ربنا وخاينة لأهلها وحاجات كدا بتختلط فيها الأمور.. يعني لو الأهل والتقاليد كاتمين على َنَفس الشباب إيش يعملوا؟ يموتوا أحسن؟ بعدين مين قال إن الأهالي لهم الحق في حرمان أولادهم من حقوقهم الطبيعية، وإن الشباب لو سعوا لأخذها بدون إخلال بالحجاب أو شروط الخلوة فهدا يعني إنهم يكونوا خاينين ووحشين ومش ملتزمين..
اتصلت صديقتي أخيرًا.. بعد ما شربت الكابتشينو.. على فكرة اللي يجي عندنا ومايشرب الكابتشينو في المكان دا تكون زيارته ناقصة فعلاً.. بس المهم إنه يحب الكابتشينو أصلاً..
قالتلي صحبتي: أنا جاية بعد شوية اضطريت أتأخر غصب عني أخويا اتأخر عليا.. وجت ع الساعة عشرة.. تصوروا لو كنت لوحدي.. شكلي هيكون كيف؟.. تعرفوا ياريتني ماجبت نظريات ولا كانت صحبتي جت.. كانت هتكون مغامرة برده!
صديقتي دمها خفيف مرة (يعني جدًا)، وكان أكتر كلامنا عن موقعنا واللي بيكتبوا فيه واللي ينكتب فيه، جبنا في سيرة الناس كلهم ماسبنا أحد بس بالخير (أصل إحنا طيبين وقلوبنا بيضا، مش الناس دايمًا تتكلم كدا عن نفسها وإحنا مش ناس برده!)
تلقيت مكالمة ع الساعة عشرة ونص أو11 من أستاذي الذي أحترمه وأقدره.. مش عارفة ليه حسيت بكسوف ساعتها.. وما عرفت أسمعه كويس..
أولاً: لأن ساعتها شالوا أغنية أم كلثوم وحطوا أغنية خليجية صاخبة مالها لزمة ..وثانيًا: لأني مش لابسة نظارة (لا تستغربوا أصلي ما أسمع كويس لما ما ألبس النظارة.. التركيز عندي بيقل.. ماعلينا).
قالتلي نظريات واحنا في السيارة: ليه مكسوفة كده وإنت بتكلمي أستاذك؟ ليه تشعريه بذكوريته وتفوقه وتواري أنوثتك أمامه (آه والله قالتلي كدا).. قلتلها: إيه يانظريات.. إيه النظرية الملعبكة دي جبتيها منين؟ والله الحكاية ما هي كده أبدًا.. ولو كانت وحدة ست في نفس مكانته وقدره كمان هاحس بالكسوف.. قالت: طيب لو كدا يصير معقول.. وبالمناسبة نظرية نظريات دي أقنعتني بس مش في خصوص علاقتي بأستاذي.. بس في حكاية التعامل مع الرجل، والخجل الغبي اللي بيغلبني أحيانا..
الحاصل روَحنا ليلتها ع الساعة 11 وخمسة وأربعين دقيقة، طبعًا أمي بتنظر لنا نظرات عاتبة مزمجرة، وأنا باأدعي في سري: يارب عديها على خير.. صحيح نسيت أقلكم إن جلسة صحبتي مافي أجمل ولا أرق ولا أحلى منها.. (معلش لازم نجامل عشان نلاقي حد يعبرنا) لا والله بتكلم جد.. ليلتها قمت الليل صليت كام ركعة بنفس نشيطة، وقريت في كتاب مفيد.. ونفسي نعنشت شوية.. واتفقنا نخطط لخروجه جديدة..
الكاتب: سماء
نشرت على الموقع بتاريخ: 26/06/2005
|
|
|
|
|
|
المواد والآراء المنشورة على هذا الموقع تعبر عن آراء أصحابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
Copyright @2010 Maganin.com, Established by: Prof.Dr. Wa-il Abou Hendy - , Powered by
GoOnWeb.Com
|
حقوق الطبع محفوظة لموقع مجانين.كوم ©
|
|