|
|
|
ثمة خبر طيب ::
الكاتب: فاطمة الصالح*
نشرت على الموقع بتاريخ: 28/08/2005
برقت الفكرة الرحمانية في ذهني وأنا أسأل نورة كيف تصلي وماذا تقرأ في صلاتها،أحسست أنها تتهرب ولعلها لا تصلي، ثم تبين لي أنها خجلى بالقليل جداً الذي تعلمته من القرآن في مانيلا.
- هل تعرفين أن مانيلا كان اسمها أمان الله
- أمان الله؟
يصعب أن أشرح لها بالعربية، لكن خطر لي أني يمكن أن أستغل فرصة ضيافتها عندي وقد سافرت مخدومتها في إجازة قصيرة خارج الرياض؛ في تعليمها حروف اللغة العربية.
واسترسلت في أحلام صاحب جرة العسل: نورة يمكن أن تكون ذات مقدرة لغوية فقد استطاعت التفاهم بالعربية بعد مجيئها بقليل، وهي لطيفة خجول( تقول أنها في الخامسة والعشرين) ومبادرة، وثمة وقت كاف لمباشرة الفكرة، وربما تحمّستْ أكثر و تابعت وتعلمت القراءة، وعندما تعود إلى بلدها ستعلم غيرها وقد تتزوج وتعلم أولادها( أو على الأقل تحببهم بذلك) وسيكون لي ثواب في ذلك كله..
رائع! أرجو ألا أكسر الجرة وأنا أحلم.
حرصت على الذهاب إلى المكتبة قبل المغرب لشراء كتاب يساعدني في تعليم نورةَ الحروف؛ تجنباً للزحام، لظني أن النشاط لا يدبّ في أهل الرياض، أغلبِهم، إلا بعد العشاء، والحر عذر مقبول حقاً، لكن الزحام وبخاصة عند الصندوق كان شديداً، كان ثمة آباء وأمهات وأطفال، الأطفال الأمل الجميل الذي يجبرك على عبور الحاضر إلى المستقبل، إذ ترى فيهم التجدد والحماس الذي لن تنجح كل تجاربك، بحمد الله، في الحدّ منه.
قال الطفل الذي فكرت أمامه بصوت مسموع أنِ اقتربت المدارس: بل فتحت. لعلك في مدرسة خاصة. أجاب أبوه الذي تلطف بإعطائي دوره، وباللغة الإنجليزية التي لا أخطئ فيها أبداً نبرة الافتخار: المدرسة الأمريكية...
آه نعم يفوتني دائماً، كون بيتي خلا من الأطفال، أن المدارس الأجنبية لا تتبع النظام العام، مع أنها تضم عدداً كبيراً من المسلمين العرب وغير العرب، ويبدو العامل المادي حاسماً في الموضوع، فالخاصة العربية ذات التعليم الجيد قسطها مرتفع، وتلك الأرخص لا تعلم جيداً، أما هذه المدارس التي يسمونها اليوم العالمية( لعلها العولمية) فتدرّس كما هو معروف باللغة الإنجليزية، وتفرد حصصاً للغة العربية بوصفها لغة ثانية في المدرسة، لكن( والله يا أختي مناهجها قوية وأسلوبها التربوي جيد، تعلم التفكير بدل حشو المعلومات). رائع! هنا ناس يستثمرون جرارهم بدل أن يحلموا.
نورة ذهبت إلى مدرسة عربية في مانيلا أيام الجمع، لم تحقق الكثير، علموها الصلاة والفاتحة، لكنها درست قدراً من الإنجليزية من الأول الابتدائي وحتى السادس.
الخبر الطيب أن نورة تحمّست جداً وبدأت وحدها تقلد حروف الكتيّب الذي جلبته لها، ما اضطرّني إلى البدء معها ولم أكن أنوي اليوم، قالت بعربيتها، التي تكثر فيها الضمائر المنفصلة وكلمة في، أنها إن لم تسرع لن تنهيَ كل الحروف ولن تستطيع القراءة..
تركتها الآن مع الحرف السادس وعشر كلمات.
الرياض 27 آب 2005
*كاتبة سورية تقيم في الرياض
الكاتب: فاطمة الصالح*
نشرت على الموقع بتاريخ: 28/08/2005
|
|
|
|
|
|
المواد والآراء المنشورة على هذا الموقع تعبر عن آراء أصحابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
Copyright @2010 Maganin.com, Established by: Prof.Dr. Wa-il Abou Hendy - , Powered by
GoOnWeb.Com
|
حقوق الطبع محفوظة لموقع مجانين.كوم ©
|
|