|
|
|
شباب الجنة:نعمة الليل ::
الكاتب: عاشق الجنة
نشرت على الموقع بتاريخ: 20/09/2005
بسم الله الرحمن الرحيم
شباب الجنة
تخيلنا حياتنا المرة السابقة وكأنها كلون السماء .. أحياناً بهية ومزدهرة فهذه بشرى فنحن في رخاء ... وأحيانا تكون مكفهرة عاتمة فهذا إيذانٌ بابتلاء
المعنى يا شباب إن الواحد يحاول يساعد نفسه إزاي أكون الأغلى والأحب عند الله عز وجل .. وعلشان نكون الأغلى والأحب يبقى لازم نثق في الله أكثر ونتوكل عليه بصدق
مهما كنا وحشيين قبل كده ومهما كنا قساة القلوب فلنا عودة ولنا مولد
وليس بعيد على من أدخل هند بنت عتبة الإسلام أن يدخلك أنت في أحضان القرب منه وفي رحماته
وهى من هي ... هي التي قتلت أسد الله حمزة سيد الشهداء ... ولكن الرحمة أكبر .. والعفو أكبر .. وفضل الله وجوده أكبر وأكبر
أيا غيوم السماء ,, أمطري
(( قل أرأيتم إن جعل الله عليكم الليل سرمداً إلى يوم القيامة .. من إلهٌ غير الله يأتيكم بضياء ؟! .. أفلا تسمعون ** قل أرأيتم إن جعل الله عليكم النهار سرمداً إلى يوم القيامة ... من إلهٌ غير الله يأتيكم بليل تسكنون فيه ؟! .. أفلا تبصرون ))
حدثتك عن معنيين فى الآية الأولى .. وقلت استشعري أن حياتك بذنوبك وبكل ما أصبت وبكل ما أصبت أنت وأنا حياتنا كالغمامة السوداء على القلب جبل من الهم نريد أن نزيحه ونرتاح .. ولكن ... من إلهٌ غير الله يأتيكم بضياء ؟! .... فإن كنت حقا تريد الراحة فخذ منى هذه الشمعة فهي خير ما ينير لك الطريق ... إنها شمعه تدلك على أن الراحة بيد من عصيت .. اذهب إليه انكسر بين يديه وقولي له يا رب أنت الذي قلت ...من إلهٌ غير الله يأتيكم بضياء ؟! ... وها أنا جئتك فأتني بضياء في الدنيا والآخرة
وأما المعنى الثاني .. فكان لكل محزون يشعر أن عنده ما يعجزه ... إلى المريضة التي يئس الطب من دوائها ... إلى الأم التي تقلق على تربية وليدها ... إلى الأخت التي تفقد أخوها وسط مشاكل كبيره .. إلى الطالب الذي اشتدت عليه كرب ليال الامتحان إلى الجميع كلٌ ببلائه ... فقلت ما رأيكم لو تخيلنا أن حياتكم ستظل هكذا طول العمر كلها بلاء قاسي لا يوجد أي حل لأي مشكلة .. هل هذه ستكون حياة ؟ مؤكد لا ... إذن فاعلموا أن الهم مهما زاد والمرض مهما كان والبلاء أياً كان ليس لكل هؤلاء مبدد ومذهب إلا الله ... من إلهٌ غير الله يأتيكم بضياء ؟!
واليوم
موعدنا مع النور لا مع الليل ... مع الرخاء لا مع البلاء .. مع السعادة لا مع الشجن والأسى
قل أرأيتم إن جعل الله عليكم النهار سرمداً إلى يوم القيامة ... من إلهٌ غير الله يأتيكم بليل تسكنون فيه ؟!
أنت أختي يا من تقرئي كلماتي وتمرري عينك عليها .. جاوبيني بصراحة ... ما رأيك لو كانت حياتك كلها سارت كما كنت تريدين ... لو كان والدك ما مات بل ظل حياً معك بجوارك إلى الآن ... لو كانت الامتحانات أسهل .. لو كان المستقبل مضمون ...لو كان الولد أكثر طاعة وإقبالا على الله ... لو ما كنت عصيتي أبدا بل دوما أنت في طاعة .. لو كنت وجدت الزوج الصالح منذ زمن بعيد ... لو كنت وجدت من تبحث عنها ... لو كنت خدمت الإسلام في هذا الجانب بقوة كما تمنيني ... لو كانت حياتك أطهر من هذه وأقرب إلى الله من هذه التي عشتيها ...
ما رأيكم لو مرت حياتنا كلها هكذا .... كلها نور ليس فيها ظلام ... كلها نهار ليس فيها ليل ... يا ترى الحياة دي كانت تعجبكم ؟؟ يا ترى هي دي أغلى أمانيكم ؟؟ يا ترى شايفين مين أحلى ؟؟ اللي حياته مشيت كلها نهار ومشيت كلها طاعة ولا اللي كان عنده نهار وليل يقوم ويقع يبعد ويقرب ...؟؟ .. من أغلى عند الله
تصدقيني لو قلت لك ... أنتي الأغلى
أحسبك هكذا والله حسيبك
قال العلماء أترى من أقرب إلى الله ومن الأفضل ؟؟ عمر بن عبد العزيز أم القرني هذا العابد الزاهد ... القرني هذا نسبة إلى قبيلة الرجل الذي يقصدونه ... فاجتمع العلماء على كلمة واحدة ... أن عمر نحسبه أفضل والله حسيبه .. أتدرى لما ؟؟
لأن عمر ذاق طعم المعصية ولكنه تركها مرضاة لله ذاق لذة المال الكثير والملك وأحلى الملابس ولكنه خلعها مرضاة لله
أما القرني فهو رجل فقير ما ذاق الغنى وتركه بل هو كل حياته كانت تفرض عليه الزهد وأما القرني كان في صومعته معتكفا منذ صغره لا يختلط بالدنيا فلم يذوق لذة المعصية
فكان الأفضل من وجهة نظر العلماء
هو من تنوعت حياته
هو من ملأت سماؤه أنوار الصباح وظلمات الليل
الحياة التي كنت تبغيها ليست هنا ... بل هناك في الجنة ... لسنا ملائكة ولسنا شياطين .. نحن بشر نخطئ ونصيب ... نبعد ونعود .. وليس لنا إلا الله
لو كانت كل أحلامنا تحققت ؟؟ فمتى كنا نعرف قيمة ... دعاء المضطرتين
لو كانت كل حياتنا طاعة ؟؟ فمتى كنا نعرف قيمة .. اسم الله التواب الغفور العفو الرحيم الوهاب
لو كانت الامتحانات كلها سهلة والدنيا كلها سهلة والمستقبل كله مضمون ؟؟ فمتى كنا نذوق لذة الانكسار بين يدي الله
متى كنا نذوق لذة الاستغاثة بالله أن يا رب كن سندي وصمدي وعوني وغوثي
لو لم تمر بكي هذه المصيبة ؟؟ فمتى كنت تعرفي حقيقة معنى .. الصبر وصدق التوكل على الله
لو لم تكن في حياتنا هذه الصعوبات ... فكيف كنا نُقبل على الصلاة ونرضى أن نمرغ رؤسنا في التراب سجدا لله طالما لسنا في حاجه إليه وإلى معونته
لكننا وضعنا رأسنا فى التراب .. لنقول يــــــــــــــــــــــــــــــــــــــا رب قمنا بالليل ندعوا ونبكي لنقول ... يـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــا رب صمنا النهار وتحملنا الجوع والعطش لندعوا عند المغرب ونقول .. يـــــــــــــــــــــا رب
لأننا نحتاج إليه ... ربي إني لما أنزلت إلىّ من خير فقير ... أليست هذه دعوة نبي الله موسى
رسول كريم مثلك يا موسى فقير ؟؟ نعم فقير لله .. محتاج لله .. بل أصلا من أنا بغير الله .... يا رب ماذا وجد من فقدك .. وماذا فقد من وجدك ؟؟ من فقدك فقد كل شيء .. ومن وجدك فقد وجد كل شيء
قل أرأيتم إن جعل الله عليكم النهار سرمداً إلى يوم القيامة ... من إلهٌ غير الله يأتيكم بليل تسكنون فيه ؟!
أعلمتم كم نحتاج إلى الليل كحاجتنا للنهار ... فعلت الكبيرة ولكن لعل هذه الكبيرة هي التي أيقظتك وأرجعتك لسكون الليل ... تخافي من الامتحانات والنتيجة .. ولكن لعل هذا الخوف هو الذي يعيدك إلى سكون الليل ... رزقك مهدد ومستقبلك كالضباب لا تعرفي منه شيء ... ولكن لعل هذا البلاء هو من يعيدك إلى سكون الليل ... مصيبة نزلت بك .. أو بلاء شديد أوجعك .. أو معصية فعلتيها ... أو كبيرة قد أصبتها .. أو وجع فى قلبك على فوات شيء من الدنيا لم تلحقه ... أو قلق يفتتك على أخوك أو على ولدك الصغير من الغد المجهول ... لعل كل هذا هو الذي يعيدك إلى سكون الليل
من إلهٌ غير الله يأتيكم بليل تسكنون فيه ؟!
هناك ... لحظتها ... تجد السكون الحقيقي ... تجد الإيمان يتجدد ... لحظة ما تكسرك الدنيا أو يملأ قلبك هم المعصية وبلاء الكبيرة أو يشتد بكم الخوف والقلق والحزن .. لحظتها يأتي سكون الليل .. إنها حياة القلوب ... أو تدرون ما هو سكون الليل ؟؟
السكن .. هو الإيواء أي آوي إلى سكني وفراشي وسادتي
سكون الليل .. قد نقول أن من معانيها .. أوي أوي إلى سجدة في الليل ... آوى إلى التذلل بين يدي الله ... آوى إلى الافتقار إلى الله وأن ألوذ به وأقول له يا رب لا تتركني يا رب عدت إليك مكسور فأجبرني يا رب ليس لي غيرك ليس لي غيرك ليس لي غيرك .. أذنبت ولكنك العفو أخطأت ولكنك التواب عصيت ولكنك الحليم
وحينها
تجدوا دموع دافئة ساخنة تنهمر على الخدين وكأنها وقعت على قلوبكم لتحييها ... فتشعري وكأن قلبك كالقطعة الطرية لكم هو رقيق لحظتها وتجدي الشهقة تملأ صدرك والدمعة على خدودك ... فلحظتها تذكري
قل أرأيتم إن جعل الله عليكم النهار سرمداً إلى يوم القيامة ... من إلهٌ غير الله يأتيكم بليل تسكنون فيه ؟!
أو يا ترى لو كانت حياتنا كلها نعيم بلا ببلاء هل كنا سنسجد مثل هذه السجدة؟؟ سنقبل على الله مثل هذا الإقبال؟؟ سنفتقر إليه هكذا ؟؟
أحبكم في الله
ما انتهيت من كل ما بداخلي تجاه هذه الآية .. ولعل لنا تكملة فيها أو لعلنا نكتفي الله أعلم ... فيا رب .. يا رب يا رب فرج بها الكروب واقذفها في القلوب وبلغها للآفاق وارزقنا فيض الإخلاص من عندك
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اقرأ أيضا: شباب الجنة:لون السماء شباب الجنة:من إلهٌ غير الله ...؟ شباب الجنة :"أي الصنفين أنت ؟" شباب الجنة :"أيا غيوم السماء أمطري" 1 شباب الجنة :"أيا غيوم السماء أمطري" 2
الكاتب: عاشق الجنة
نشرت على الموقع بتاريخ: 20/09/2005
|
|
|
|
|
|
المواد والآراء المنشورة على هذا الموقع تعبر عن آراء أصحابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
Copyright @2010 Maganin.com, Established by: Prof.Dr. Wa-il Abou Hendy - , Powered by
GoOnWeb.Com
|
حقوق الطبع محفوظة لموقع مجانين.كوم ©
|
|