|
|
|
استراحة مع (إبراهيم باشا ) ::
الكاتب: د. مجدى سعيد
نشرت على الموقع بتاريخ: 18/01/2005
هل جربت يوما أن تستروح عبق الماضي الجميل، أن تحس بأنك ربما كنت يوما جزءا منه، وأنك ربما ارتديت يوما أحد طرابيش الأفندية وسرت في مظاهرة من مظاهرات الحزب الوطني "القديم" ضد الاحتلال الإنجليزي لمصر المحروسة..
هل جربت شعور العثور على كنز قديم من كنوز ذلك الماضي أو على مصباح علاء الدين تحكه فيعيدك إلى هذا الزمن.. هكذا كان شعوري عندما عثرت على هذا الكتاب "التحفة".. إنه أول كتاب أصدرته "الجمعية الملكية للدراسات التاريخية" وهي أحد الجمعيات العلمية العريقة في مصر..
وما أدراك ما الجمعيات العلمية في مجتمع رصين محترم يبني أسس نهضة بلاده، اسم الكتاب"ذكرى البطل الفاتح إبراهيم باشا 1848-1948"، وهو مجموعة أبحاث ودراسات لتاريخه نشرتها الجمعية في أول أنشطتها بمناسبة انقضاء مائة عام على وفاته.
ولكن هل يعرف أحدكم من هو إبراهيم باشا؟ هل رأى أحدكم مرة تمثاله راكبا على حصانه مشيرا بإصبعه في شمم القواد العظام في ذلك الميدان المسمى بميدان الأوبرا في القاهرة؟ هل يعلم أحدكم أن هذا الميدان كان يسمى باسم ميدان إبراهيم باشا؟ ويقع الميدان فيما كان يعرف باسم حي الأزبكية بحديقته المشهورة، وهو أحد أشهر الأحياء الراقية أو التي كانت راقية في هذا الزمان.
*أعود إلى ذلك الكتاب الذي عثرت عليه منذ أيام لدى أحد باعة الكتب القديمة في ميدان التحرير فكان لابد لي وأنا المتيم بالقراءة في تاريخ مصر الحديث، والمتيم باقتناء وقراءة مثل تلك الكتب "الأثرية" أن أقتنيه، وبالرغم من أن حالة الكتاب لم تكن جيدة فقد أكلت الفئران حوافه العليا وامتلأ الكتاب بما يقرب من كيلوين من الأتربة، إلا أنني لم أستطع إلا شراءه فقد وجدته في الحقيقة كنزا لا يفوت.
عندما يقرع مسامعك اسم "إبراهيم باشا" لابد أن تتذكر أمرين: أولهما بناء مصر الحديثة. وثانيهما أمن مصر القومي وإطارها الإقليمي، وفي هذا وذاك كان "محمد على باشا الكبير" هو العقل المدبر، وابنه "إبراهيم باشا" هو الساعد المنفذ..
هذا إذا هو "إبراهيم باشا" الذي يدور الكتاب حول دوره في تلك الأعمال، أما الكتاب الذي طبعته مطبعة دار الكتب المصرية عام 1948فيحتوي على عدد من الدراسات في التاريخ السياسي والحربي لإبراهيم باشا،
ففي التاريخ السياسي تجيء الدراسات التالية: 0 إبراهيم باشا في بلاد العرب للدكتور عبد الحميد البطريق 0 إبراهيم باشا في بلاد اليونان (وكانت جزءا من الإمبراطورية العثمانية في ذلك الوقت) للأستاذ محمد أحمد حسونة بك 0 جهود إبراهيم باشا في خدمة الزراعة والصناعة والتجارة للدكتور أحمد أحمد الحته 0 إدارة الشام للدكتور أسد رستم.
أما في التاريخ الحربي فتجيء الدراسات التالية: 0 الجيش الذي قاده إبراهيم باشا للبكباشي عبد الرحمن زكي 0 حرب كريت والمورة (جزيرة كريت تابعة لليونان الآن، وكانت أيضا جزءا من الإمبراطورية العثمانية وفيها أوقاف مصرية أوقفها محمد علي باشا) للبكباشي أحمد فهيم بيومي 0 حملة الشام الأولى والثانية للبكباشي عبد الرحمن زكي.
وقد قدم للكتاب الأستاذ شفيق غربال بك(وهو من أهم وأشهر مؤرخي تاريخ مصر الحديث) بمقدمة عنوانها: إبراهيم باشا وبناة النهضة المصرية، وقد سبق المقدمة تمهيدان أحدهما للدكتور عبد الرزاق السنهوري باشا وزير المعارف العمومية والفقيه الدستوري الأشهر وصاحب كتاب "الخلافة أو هيئة أمم إسلامية" والذي كان إحدى رسالتين قدمهما لنيل اثنين من شهادات الدكتوراه من جامعة السوربون(وهو الكتاب الذي ترجمه وقدم لك كلا من الدكتور توفيق الشاوي والدكتورة نادية السنهوري ونشرته الهيئة المصرية العامة للكتاب في أكثر من طبعة)، أما التقديم الثاني فكان لمحمد طاهر باشا رئيس الجمعية الملكية للدراسات التاريخية..
الكتاب الذي يقع في أكثر من 400 صفحة من القطع الكبير من الورق الدوبلكس الناعم يحتوي على مجموعة من الصور والخرائط التوضيحية..وبـ"20 جنيه" بس... يا بلاش.
الكاتب: د. مجدى سعيد
نشرت على الموقع بتاريخ: 18/01/2005
|
|
|
|
|
|
المواد والآراء المنشورة على هذا الموقع تعبر عن آراء أصحابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
Copyright @2010 Maganin.com, Established by: Prof.Dr. Wa-il Abou Hendy - , Powered by
GoOnWeb.Com
|
حقوق الطبع محفوظة لموقع مجانين.كوم ©
|
|