إغلاق
 

Bookmark and Share

اعترافاتي الشخصية: لماذا كل هذا الرعب؟ ::

الكاتب: بثينة كامل
نشرت على الموقع بتاريخ: 05/06/2006


كنت قد أنهيت مونتاج فيلم "شايفنكم" الذي يرصد الوقفات التضامنية مع قضاة مصر الشرفاء والدعوة لدعمهم في وقفتهم يوم 25/5 للمطالبة بسرعة إصدار قانون استقلال السلطة القضائية لعرضه صباح اليوم التالي بنادي القضاة وميدان طلعت حرب... وقبل صعودي إلى المنزل قررت أن أعلق ملصقا على باب بيتي يحمل شعار "يحيا العدل" على خلفية وشاح القضاء الأخضر بنجومه الثلاثة تحيطه نجوم ترمز إلى الشعب المصري ملتفا حول قضاته الشرفاء وعلم مصر وإذا برجال المباحث يقفزون ملتفين حولي بوجوههم المتوترة المتحفزة فابتسمت مستغربة موقفهم المبالغ فيه وبدأوا في تمزيق الملصق وسألتهم أتتصورون أنكم تحمون الوطن من أمثالي بينما البلد ممتلئة بالفاسدين والمجرمين؟ هل فقدتم بصلتكم تماما؟ ألم أستمع إلى شكاوى وهموم أبناء وطني وأنتم منهم لسنوات عبر برنامج "اعترافات ليلية".

لقد سافرت برتبة نقيب إلى سراييفو مع قواتنا المسلحة.. لماذا الإصرار على كتم الأصوات المسالمة المرتفعة؟ أتفضلون جماعات العنف السرية؟ فأجابني ضابط المباحث بأن ذلك كله لا يهمه وأن عليّ تسليمهم كل الملصقات الموجودة بسيارتي فرفضت بعد أن اتصلت بقانونيين أكدوا لي أن ذلك ليس من حقهم وأن اقتحامهم لسيارتي بدون إذن نيابة غير جائز وتمسكت بموقفي فأصروا على منعي من الصعود إلى منزلي وجرت مكالمات على أعلى مستوى وأنا أدعوهم إلى ضرورة مناقشتهم لرؤسائهم في الأوامر التي بدوا غير مقتنعين بها.

هذه معاملة تتلقاها شخصية عامة -كما وصفني ضابط المباحث- بعد منتصف الليل في الشارع والذي ابتسم لي فسألته: أتبتسم لي في الشارع وتهتك عرضي في قسم الشرطة فأجابني بأنه لا يفعل ذلك فاستدركت قائلة نعم إن من هتكوا عرض الصحفيات أمام نقابة الصحفيين في مثل هذا اليوم كانوا يتبعون لقسم قصر النيل.... الذي تعرض فيه الشرقاوي كما أخبرني المحامون الذي حضروا معه التحقيق بنيابة أمن الدولة عن اغتصابه والرواية بالتفصيل كما حكاها تقول:

"لقد أمسكوا بعضوي ووضعوا قضيبا من الورق المقوى بمؤخرتي" كان يحكي ما تعرض له بصعوبة فضلوعه مكسورة ومع ذلك قامت نيابة أمن الدولة العليا متجردة من كل معاني الإنسانية بتحويله على السجن بدلا من المستشفى وأكثر من ذلك رفضوا قيام الدكتورة منى مينا الموجودة بالخارج بالكشف على الشابين شرقاوي وكريم..... كم أتمنى أن أجري حوارا مع النائب العام كي أسأله: هل تقوم النيابة العامة بواجبها في ضمان حقوق الإنسان للمعتقلين وحفظ كرامتهم الإنسانية أم يتغاضون عما يجري في الأقسام والمعتقلات؟ أم أنهم يدفعون المصريين إلى طلب جهات تحقيق دولية لحفظ كرامتهم؟ وأنهي اعترافاتي وكلمات الشاب أحمد صلاح الذي شارك في الوقفة التضامنية على سلالم نقابة الصحفيين بعد ثلاثة أيام من خروجه من المعتقل ترن في أذني...."أعلم أني سأموت داخل المعتقل في المرة القادمة إذن لأمت بشرف من أجل قضية أومن بها........."

للتواصل:
maganin@maganin.com

اقرأ أيضاً:
اعترافاتي الشخصية:هل للمريض العقلي...؟ / اعترافاتي الشخصية: حرية الإعلام / اعترافاتي الشخصية(لا للفساد..لا للتعصب) / اعترافاتي الشخصية:"الوعود التي لا تتحقق" / اعترافاتي الشخصية:ميونخ / إعترافاتي الشخصية:تحيا الثرثرة / الهروب من الصراع / اعترافاتي الشخصية بثينة تتألم / ماذا لو صدَّق مبارك أنه رئيس منتخب؟ / يا ما في الدنيا جاري...يا مجاري[1] / إعترافاتي الشخصية مخلصشي..لسه / اعترافاتي:بابا وماما فين يا محمد؟ / اعترافاتي الشخصية: خارج التصنيف / اعترافاتي الشخصية:سيوة التي لا نعرفها / اعترافاتي الشخصية عار علينا يامصريين... / اعترافاتي:فعلا السودانيون أشقاء لنافي القهر / إعترافاتي الشخصية: نحن جمهور واعٍ / اعترافاتي الشخصية:مادلين القبطية / اعترافاتي الشخصية: صديقاتي الوحيدات / الكدب ساعات مش كدب بس ده كدب / اعترافاتي الشخصية رب ضارة نافعة / اعترافاتي مرثية على أبواب اللجان الانتخابية / اعترافاتي الشخصية:الشفافية هي مطلبي / إعترافاتي: خلاص..يعني..خلاص / اعترافاتي:عُقدُنا كيف نتخلص منها؟(2) / اعترافاتي الشخصية:أفكارنا السلبية ضرورية؟ / اعترافاتي: جراح الحب لا يمكن تجنبها / كله يشبهللو...وأنا تبع نجيب محفوظ / اعترافاتي اللي يفوت ما بيموت / اعترافاتي الشخصية يا سابل الستر اعترافاتي الشخصية شاهدة عيان  



الكاتب: بثينة كامل
نشرت على الموقع بتاريخ: 05/06/2006