السلام عليكم ورحمة الله
أقدم عظيم شكري وامتناني لهذا الموقع الإنساني العلمي والثقافي والذي يطرح قضايا حساسة وهامة،
سأطرح مشكلتي ليكون الرد عليها بابا لأول خطوات علاجي بإذن الله.
.أولا: أنا إنسانة جامعية عمري 30 سنة أعمل بالمجال الصحفي.
.ثانيا: الحمد لله علاقتي بالناس جيدة وأستطيع كسب ثقة واحترام الناس.. وناجحة بأي مجال عمل التحق به؛ أين المشكلة إذن؟؟؟
تكمن مشكلتي الأزلية مع أهلي الذين أفتقد لثقتهم واحترامهم والذين يشكلون سبب إخفاق وفشل بالنسبة لي؟؟
سأشرح وضعي ومشكلتي باختصار وأضع الأسهم على الأسطر المهمة، مشكلتي بدأت منذ الطفولة أنا أكبر إخوتي ومع ذلك لا يوجد علاقة ودّية بيني وبين أهلي والسبب موقف حصل لي في صغري جعلني أكره والدي كرهي للموت.
الموقف باختصار عندما كان عمري 7 سنوات أوقعت بدون قصد شيشة الوالد على الأرض وأَحرق الجمر الموكيت، وبسبب تعليق والدتي وعتابها لوالدي غضب والدي وحملني من عنقي وصعد بس للسطح وكان على وشك رميي من أعلى، السطح وحاول قتلي لولا ستر الله، وموقف الوالدة الصمت ولم تحاول الدفاع عني كانت سلبية وقاسية.
بعد ذلك ساءت علاقتي بوالدي جدا ولم أعد أثق به أو بوالدتي، مع إني فتاة عاطفية جدا ونضجت بشكل مبكر لم أكن أحب الكلام مع والدي فأصبحت أبحث عن الحب في صديقاتي وصنع علاقات غرامية مع بداية مراهقتي.
كانت والدتي كلما اكتشفت علاقة غرامية لي فضحتني عند والدي وأهلي مما رسم صورة منحرفة لي في عيون أهلي وإخوتي وحتى اليوم مازلت أعاني من تلك النظرة.
بسبب المشاجرات الدائمة بيني وبين والدي وأمي صارت تنتابني حالات عصبية فأغضب وأحطم الأشياء رغبة مني في التعبير عن نفسي ولفت نظرهم لكنهم يتجاهلون حالتي ومرضي مما يزيد حالتي سوءًا.
بعد تخرجي من الكلية لم يوافقوا لي على العمل إلا بعد مشاكل كبيرة وبعدها تزوجت لأول مرة غصب من رجل لا أحبه وتطلقت منه وأنا التي طلبت الطلاق فزاد غضب أمي مني.
بعد طلاقي الأول لم ألقى سوى كل تحقير وذل من أهلي مما جعلني أتسرع في زواجي الثاني وتزوجت من رجل بالشرقية وأنجبت طفلة ومررت بحالة اكتئاب ما بعد الولادة ولم أحب طفلتي ولم أرغب في أن أكون أما وابنتي مظلومة، ضحية تربيتي الفاشلة.. وطلبت الطلاق من جديد لأن زوجي لم يوفر لي الحب ولم يعطيني حقوقي الزوجية فقد كان مريضا ويتعالج... مع أني كنت أعيش في سعادة ورفاهية معه وعملت بالصحافة وكان يساعدني ولكنه لم يستطع احتوائي وأموري النفسية كلها تفجرت معه... كنت أتناول حبوب بروزاك لمدة ستة أشهر ولكني لم أتلقى علاج نفسي وتحليل كلامي؛ وعلى فكرة أهلي لا يؤمنون بالعلاج النفسي وقد طالبتهم مرات عديدة بالعلاج النفسي لكنهم يرفضون.
الآن بعد انفصالي... معاملتهم معي كما هي... أعاني من اكتئاب شديد أنام عدة أيام ولا أهتم بنفسي ولا بطفلتي... وتسيطر عليه فكرة الهرب من البيت... فلقد وفّقت في الحصول على وظيفة بفندق ولكنهم أجبروني على تركه إجبارا بسبب نظرتهم لي بأني إنسانة منحرفة وقد أرتكب خطأ فادحا... أنا أبحث عن الحب والزواج والاستقرار فلماذا أمي تقف عائقا بطريقي ؟؟؟؟
والآن هم قاطعوني فلا كلام ولا سلام وأقضي وقتي بالنوم والتدخين وكنت أمارس التدخين من عمر 15 عام بعد أن توفيت جدتي التي كنت أحبها جدا وكانت لي الصدر الحنون. حاليا أرغب بالإنتحار أو الهرب وربما نفذت فكرتي في أقرب فرصة، لأني مُهملة ولا ألقى علاج نفسي ولا اهتمام ومحبوسة بالمنزل.
لا أعرف كيف أتفاهم مع أهلي ولا كيف أرضيهم فانا مؤمنة بالحرية الشخصية وارغب بالحصول على الحب والزواج وهم يضيقون عليّ الحصار.
ملاحظة: أمي إنسانة شكاكة لأقصى درجة ومسيطرة ولها الأمر على والدي وهم الاثنين يقفون موقف واحد مني فلا يعطف عليه احدهم أو يتفهم نفسيتي.
كيف سأربي طفلتي وأنا لا أرغب بالحياة ولا أشعر بالسعادة وأشعر بأني محطمة وفاشلة؟؟؟؟ وأمي تستمتع بحياتها وتتجاهلني كل التجاهل... لدي أخ أصغر مني موظف ولكنه أيضا لا يؤمن بمرضي وضرورة علاجه ويقف موقفًا سلبيًا مني.
أتمنى أن أستقل بحياتي وأعيش في سكن منفصل وألتحق بوظيفة مناسبة ولكن كيف أنفصل عن سبب تعاستي بالحياة (أمي وأبي) !!!!.
آسفة للإطالة
وجزاكم الله كل الخير.
9/10/2017
رد المستشار
الأخت العزيزة:
أهلا وسهلا بك على موقعنا مجانين وشكرًا على ثقتك، أشعرتني حكايتك بكثير من الرثاء لحال أسرنا العربية البائسة ..، وهي مع الأسف كثير وربما حتى عهدٍ قريب كان الظلم الواقع على الإناث أكثر من الواقع على الذكور إلا أنني أحسب هذا تغير الآن ربما لأن الإناث في مجتمعاتنا أصبحن أكثر قدرة على الحركة والحديث وربما لأن الذكور في مجتمعاتنا أيضًا أصبحن أكثر سلبية وأقل قدراتٍ وتحصيلا أكاديميا. أنا لا أعمم هنا، فهناك نماذج ما تزال طيبة واعدة، كذلك أنا لا أخصص ما قلته عليك لأنني لم أسمع من غيرك –أصدقك طبعا- ولكن هذا يختلف عن أن أرى الأمور بغير عينيك وهو ما يمكنني منه أو بالأحرى يجعله أسهل عليَّ أن أرى الأحداث بعين الأعمق معرفة لا المخمن فقط.
أين أنت من كل هذا؟؟؟ الحقيقة أنك ضحية بالتأكيد إما لسوء الظروف التربوية أو للمرض النفسي، فأما سوء الظروف التربوية فأحسب دوره قليلا -فأنت ما شاء الله لم يكسرك ذلك وأصبحت فتاة جامعية قادرة على العمل صحافة وتعاملا مع جمهور الفنادق- يعني أنت كنت أقوى من تلك الظروف التربوية وتحملتها وعانيت كثيرا حتى أحسنت صنعا على الصعيد الدراسي ثم الوظيفي الذي يتضمن الاحتكاك بالبشر، كل هذه نقاط قوة تجعلني أقول إنك وإن عانيت وتأثرت نفسيا مما كان في طفولتك ومراهقتك كنت أقوى من كل ذلك، ولم تكسرك تصرفات والدين أساءا التصرف –هداهما الله وأصلح حالهما-، ومعنى هذا أن ليس الأهل سبب دمار وتعاسة بهذه القوة في حالتك.ضحية بالتأكيد ما تزالين، وإنما يبدو أنك ضحية لعلةٍ أو عللٍ نفسية أثرت كثيرا عليك وإن لم تبدأ آثارها في أن تصبح مدمرة إلا بعد الزواج الأول أو قولي الطلاق الأول، صحيح أنك عانيت كما هو واضح من عسر المزاج، والاكتئاب الخفيف سنوات بدأت حسب إفادتك أي أنه عسر مزاج مبكر البداية؟ وبقيت كذلك حتى أصابتك خلطة اكتئاب وقلق تالية للولادة أو اكتئاب ما بعد الولادة وبعد ذلك تزوجت وطلقت... للمرة الثانية، وأصبحت الآن مكتئبة ولديك أفكار .انتحارية وإن لم تبدُ لي خطيرة من خلال إفادتك.
أنت بكل تأكيد تحتاجين ما هو أكثر من عقَّار اكتئاب من مجموعة الم.ا.س.ا؟، تحتاجين بالفعل إلى علاجٍ نفسي عند طبيب نفسي لا طبيب كيميائي، ولابد من إقناع أهلك أو حتى من إيجاد عملٍ يدعمك في العلاج النفسي، وأحسب في قراءتك للمنشور على موقعنا مجانين نقطة كوم ضمن باب الطب النفسي شبهات وردود ما يفيدك كثيرا في تصحيح مفاهيم المحيطين بك بطريقة منطقية إن شاء الله صالحة، وبعدها إن شاء الله تبدئين العلاج .
فقط حاولي التقرب من ربك واسأليه أن يمهد لك طريق الشفاء ولا تملي من ذلك يا أختي، وأما إذا زاد الأمر عن طاقتك أو احتمالك فإن اللجوء ولو لشيخ المسجد قد يكونُ حلا مطروحا أو ربما أحد المستشفيات النفسية عليك إذا يئست من إقناعهم أن تتصرفي باعتبارك مكلفة تسألين يوم الدين، وعليك أن تطلبي العلاج، ونحن في انتظار متابعة مطمئنة منك، فتابعينا.