هل يمكن الزواج.. بالعادات والتقاليد؟
الحمد لله الذي سخر لنا أناس همهم خدمة أمتهم فجزاكم الله خيرا وأكرم الله كل القائمين على هذا الموقع بالفردوس الأعلى.
أولا أنا فتاة عمري 22عاما تقدم لخطبتي شاب عمره 27عاما (وعندنا من العادات أن أنظر إليه مرة واحدة هي النظرة الشرعية بلبس محتشم.. وحجاب عند بعض الناس) وبعدين أصلي الاستخارة وإن حدث القبول كان بها وإن ما حدث كمان الله يعين.
المشكلة أني رأيت شخصا مخيفا ( ليس في شكله لا عيب على خلق الله) لكني لم أتقبله بعد أن رأيته وحتى بعد صلاة الاستخارة، وطبعا مستحيل أن أراه مرة أخرى إلا يوم عقد القران، فقد عرفت من أمي أنه شخص بخيل ولا يقيم للمشاعر أي وزن وجد (أنا عكس هذه الصفات تماما).
فأتى أبي وقال هل تريدينه أم أرفضه قلت أبي أنا في حياتي لم أعرف رجلا واحدا طول عمرنا في وسط نسائي في كل مكان سواء مدرسة مجمع حفلة الخ.. فكيف أرفض أو أوافق على شيء مجهول، أنا تركت هذه المهمة لك، أنا حتى لا أعرف عنه سوى الصفات السيئة ثم قال فكري أكثر... وأمي تريد الفرح دائما تقول متى ألبسك فستان زفافك وأقول لها أنت تفرحين وأنا أبكي.
وبدأ نساء عائلتنا الكريمة بالتوافد ليسردن لي تجاربهن المريرة في بداية حياتهن الزوجية ويقلن لي (فين حاتروحي أنت حاتتزوجي وأنت وحظك) وأمي تدخلهن بالدور عشان يقنعوني برجل لا أعرف عنه سوى أنه يعمل ووضعه المادي لا بأس به.
أخشى أن أرفض فأندم لأن أمي هيهات تمرر الموضوع بالساهل وتناديني العانس لأن أمي عاشت فترة في الإمارات وتزوجت وعمرها 15 سنه فتعتبرني عنست.
وأبي يراه حسن الخلق ويصلي!!.
غريبة.. صار اللي يصلي ويزكي ويؤدي الفروض الواجبة وليست السنة يعني حسن الخلق سبحان الله
وأنا لي أحلامي وطموحاتي الخاصة بي وأريد شخصا عونا لي لا علي.
لا أعلم.. تمنيت لو أن أبي يرغمني على الزواج وأرتاح من التفكير.. والخوف من المجهول
يا إلهي... ما أعرف يا ناس أنا أعتمد عليكم بعد الله..
أنا مستعدة لأي شيء لأرتاح من التفكير.. وشكرا.
ولدي سؤال: هل يصح أن ألقي اللوم على العادات والتقاليد وأنها سبب همي.. أو أتمرد عليها وأعتبر بذلك فتاة (فلتانة وقليلة أدب)
12/08/2005
رد المستشار
الأخت الكريمة:
الحياة كما تعلمين ما هي في النهاية إلا نتاج اختياراتنا المحضة أو المشوبة بنوع إلجاء كما هو في المجتمعات التي تغيب فيها عدالة الشرع، حددي ابتداء ما هي المواصفات التي ترينها لازمة في من ستشركينه في رحلة حياتك، واستقصي بحكمة وروية وتعقل من والديك ومن تثقين به من أهلك عن مدى توافرها في الشخص المتقدم لك، فإن وجدت فبها ونعمت وإلا فأنت أيضا مختارة في أن توافقي هربا من ضغوط والدتك ومجتمعك ولكن ضعي في حسبانك أنك ستقعين فريسة لمجهول قد تواجهين معه ضغوطا أشد قسوة، وإما أن تتحملي الحياة بعدها أو تعودين بلقب (مطلقة) بدلا من (عانس).
أو أن ترفضي إلى أن ييسر الله لك الشخص الذي يناسبك.
ثم إن الوسيلة المتاحة وهي النظرة العابرة تحقق أدنى قدر من مشروعية (الخطبة)، ووفقا لهذا القدر الأدنى ممكن أن تنطبع في نفسك صورة مبدئية، وهي في حالتك هذه كانت سلبية، لكن كما قلت لك هي مبدئية، وقد تتبدل إذا ما تعمقت في معرفة إيجابيات ذلك الشخص، ما أريد قوله تحركي في المساحات المتاحة لك بحكمة، وحاولي أن تزيدي منها وفق الحقوق الشرعية بحكمة أيضا، الوالدان غالبا لا يبغيان لأبنائهما إلا الخير، ثم إن لديهم من خبرة السنين ما يفوق خبرتك، فلا تسارعي إلى إقصاء رأيهم قبل دراسته بتأن، ثم مدي جسور الحوار بينك وبينهم بكمال بر، وأنس، ليستمعوا إليك راغبين مقبلين، وقد لاح لي من سطورك أن والدك يحمل قدرا مبدئيا من التفهم هو على الأقل لا يبغي إجبارك، ومسئوليتك عن نفسك تقتضي أن تكوني واضحة معها أولا في تحديد ما تريدين، والطريقة التي تحقق لك ذلك بدون صدام أهوج مع محيطك، ثم تبلغي ذلك أباك بأسلوب قوي في هدوئه، هادئ في قوته لا يغفل حق من حولك في تواصل بار بهم كما هو بار بك.
ليس الأمر سهلا، نعم يا أختي، لكنها الحياة، لا تهدينا نعيمها إلا بعد أن نستحقه بحسن تبصرنا، وجميل صبرنا، ومن ذلك أن تمتحنا مع أقرب الناس إلينا، أهلونا، وما حوارك مع والدتك إلا صورة من صور هذا الامتحان، فوالدتك قد ارتكز في حسها أن الزواج هو المأوى الأفضل للفتاة وإن عظمت المشاق فيه فجحيم العنوسة عظيم لا يدانيه جحيم، لا سيما أن الزواج غالبا ما يؤول إلى السكون بين الزوجين بعد طول مكابدة، هذا ما خبرته والدتك من ثقافة جيلها، فهلا ترفقت في مناقشتها، وأخذت بيدها بتفهمك لتقودي علاقتكما إلى شاطئ السلام، وذلك لن يكون إلا بمزيد صبر منك على حدتها معك، وأن لا تواجهيها بما يؤلمها واجتهدي أن توصلي إليها رؤيتك ومعاناتك برفق، فلعل الله يفتح لك خير الدنيا والآخرة ببرك.
كوني مع الله عز وجل، ولن يضيعك، ولا تجعلي العقبات مهما تعددت حائلا بينك وبين رؤيتك لجميل لطف الله بك، وتأملي ذلك في أقدارك كلها، وتذكري أن الألم يزيد جمالك الإنساني، ويكون عبورا بك إلى تذوق معاني الفرح بعد الضيق والكدر، فمنعه تعالى هو عين العطاء، فلا تجعلي الشعور بالحيرة والخوف من المجهول يستغرقك، وليس معنى ذلك أن تنكري على نفسك وجوده، لا بل هو جزء من طبيعتنا كبشر، لكن جاهدي أن تقلصيه لئلا يحجبك عن الرؤية الصافية مهما صاحبها من قسوة التجربة وجدتها . تماما أحس بك، وبصعوبة ما تمرين به، وأسال الله أن يكون في كلامي ما يشد أزرك، وكلنا يحتاج إلى قلب وعقل يشد عضده بهما.
وكما بدأت بالحديث إليك عن الخيارات أنتهي به، الاستقلالية كما يحبها الله خيار، كما أن السلبية خيار، فاعرفي حقوقك الشرعية في كافة مناحي الحياة، وعلى صعيد علاقاتك كلها، مع ربك ونفسك والآخرين ثم لا تلتفتي بعد ذلك إلى الخلط السائد باسم الدين، وتوصلي إلى حقوقك بأداء واجباتك، والصبر، والترفع عما لا ينبغي من جدالات عقيمة، والرفق والرحمة وحسن الخلق، وبعد ذلك أيا كان الخيار الذي اتخذته فإنه سيكفيك من نفسك عزاء أنك كافحت بشرف للتحقق بقناعاتك وعشت لأجلها . والله الموفق
*ويضيف الدكتور وائل أبو هندي الابنة العزيزة أهلا وسهلا بك على مجانين وشكرا على ثقتك، ليست لدي إضافة بعد ما تفضلت به مجيبتكالأستاذة صفية الجفري غير أولا: الاعتذار عن تأخرنا الطويل عليك، والذي نتمنى ألا يتكرر وثانيا بعض الروابط عن قواعد الاختيار الصحيح للزواج من على موقعنا مجانين:
حيرة كل فتاة عند اختيار شريك الحياة
عبء الاختيار في الزواج
زواج الأقارب : وقواعد الاختيار
حيرة الاختيار: في زواج الصالونات مشاركة مستشار
وصمة المطلقة وصعوبة الاختيار
اختيار شريك الحياة : هل من ضابط ؟
فسخ الخطبة فرصة ذهبية مشاركتان
فن اختيار شريك الحياة (1) (2) (3) (4) (5)
وأهلا وسهلا بك دائما على مجانين فتابعينا بأخبارك.