السلام عليكم
أشكر لكم جهودكم في حل المشاكل النفسية وأتمنى أن يكون ذلك طريقكم إلى الجنة بإذن الله مشكلتي بإيجاز هي أنني أشعر أنني منقسمة إلى جزأين فميلي العاطفي ناحية النساء وميلي الجنسي ناحية الرجال، وكنت أصل في ميلي العاطفي ناحية النساء إلى حد الافتتان.
وحدث لي مرة قبل الزواج أن شعرت باشتهاء لأجساد النساء بعد مشاهدتي لأجساد فتيات عاريات في الانترنت لكن بشكل مؤقت لبضعة أيام ولم يستمر ولله الحمد وأحيانا تأتي في عقلي صور لفتاتين تتبادلان القبلات كنوع من التعبير عن الحب، وكذلك تأتي لي تخيلات عاطفية لفتاتين أيضا عند سماعي للأغنيات العاطفية بداخلي خوف كبير من هذه الصور والتي تجعلني أشعر أنني غير طبيعية وبأن عقلي العاطفي مريض وأنني أعاني من شذوذ عاطفي ثم تأتي أحيان أخرى وأشعر فيها بالرغبة الجنسية الطبيعية ناحية الرجال لكنني أحاول أن أتخيل الرجل عاطفيا فلا أستطيع.
لم أعش قصة حب مع أي رجل قبل الزواج كنت أشعر فقط بالإعجاب العابر الذي سرعان ما يتلاشى ولا أدري إن كان هذا يتبع تغير الهرمونات المستمر في جسد المرأة أم أنه شيء آخر علاقتي بزوجي جيدة فهو شخص متدين مهذب مشكلتي أنه يشبه أخي في شكله وتصرفاته مما يجعلني أشعر أنه أخي وليس زوجي حتى أنني لا أمارس معه الجنس كثيرا بينما مازالت تسيطر على التخيلات التي تجعلني أحاول تخيل الرجل عاطفيا فلا أستطيع وإليكم نبذة عن حياتي:
1- أنا الابنة الكبرى لأمي وأبي كان أبي دائما عابسا صامتا يشعرني دائما أنني غير مقبولة منه بينما يتسامح مع أخي وأختي بينما أمي كانت دائما تمدحني لأنني كنت متفوقة في الدراسة لكن أمي دائمة الانشغال وعصبية في معظم الأحيان.
2-منذ صغري والخلافات مستمرة بين أبي وأمي وكنت دائما أتعاطف مع أمي التي كان لها الدور الأساسي في حياتنا من حيث تولي شئون المنزل وشئوننا الخاصة وانقسمت المسئولية المادية بين أبي وأمي وهذا مصدر خلافهم الأساسي فأمي كانت تشكو دائما من بخل أبي معها وأنه تزوجها فقط لأنها تعمل وهو يشكو من طمعها.
3- نشأت منذ طفولتي وحتى سن 13 عاما في بلد خليجي حيث المجتمع منغلق والاختلاط بين الجنسين ممنوع منذ سن رياض الأطفال حيث كانت مدرستي كلها نساء ولا يوجد بها رجل واحد.
4- حدث أن تحرشت بي بنت الجيران وكانت تكبرني بـ 3 سنوات وكان عمري وقتها 8 سنوات ولم يتعد الأمر قبلة طويلة في فمي وحاولت مرة أن تجعلني في دور المرأة وهي الرجل وتضع يدها على يدي وبالصدفة شاهدتها أمي وانتزعتني منها وإلى الآن أشعر بالاشمئزاز من تلك الفتاة، وهذا كان في البلد الخليجي أما في مصر فحاولت أيضا بنت الجيران التحرش بي بنفس الطريقة وكنت أنا في دور المرأة وأشعر أنني في طفولتي كنت أميل للصبيان وحدث أيضا أن تحرش بي ابن عمة في مثل عمري وهو 7 سنوات لي شاهدني أبى وصفعني صفعة أسقطتني أرضا أمام كل أصدقائه مازلت أذكرها حتى اليوم، وفى سن 8 سنوات بدأت بممارسة العادة السرية.
5- في سن 13سنة بدأ إعجابي وصداقتي بفتاة متفوقة دراسيا وشعرت أنها رجل فصوتها كان خشنا مثل الرجال كذلك شكلها أقرب للولد وكان كل إخوتها من الصبيان وكل من شاهدها وسمع صوتها شعر بذلك وشعرت ناحيتها بكل مشاعر الحب التي أسمعها في الأغاني والأفلام لكن بدون اقتراب من الجنس وإن كانت هي أول إنسان يشعرني بالحب والتقدير والاهتمام من خلال كلماتها ومكالماتها الهاتفية وطريقة لمسها لوجهي أثناء حديثها كل هذا فجر بداخلي مشاعر حب عميقة وافتتان كبير وحدث الانفصال بشكل مفاجئ حيث كنت في قمة حبي لها فقد اضطررنا للعودة نهائيا إلى بلدنا مصر ولم أرها منذ ذلك الحين.
6- بدأت المشاكل بعد وصولي إلى مصر فالمجتمع مفتوح إلى حد ما والاختلاط بين الجنسين موجود وكنت أسمع قصص الحب من صديقاتي وأتساءل كيف يشعرن بهذه العواطف تجاه الأولاد بينما لا أشعر بها أنا مما أشعرني بأنني غريبة وغير طبيعية وكان كل همي تعويض الصداقة العميقة بصداقة مع فتاة في مثل عمري ولكن كل هذه الصداقات انتهت بالفشل لأنني كنت أريد حبا مثل الذي عشته مع هذه الفتاة لكنني لم أجده بل كنت أصطدم دائما بالبرود وقلة الاهتمام.
7- بدأت علاقتي تسوء بأمي فهي تتشاجر معي لأتفه الأسباب وازدادت علاقتي سوءا بأبي الذي كنت ومازلت أكرهه فهو دائما ينتقدني ويشعرني أنني منحرفة ولم يرض أبدا عن أي علاقة لي بفتاة بل كان يتصنت على مكالماتي وأعترف أنني كنت شديدة التعلق بصديقاتي لكن عاطفيا فقط ولم يتعد الأمر ذلك ولم تسمح لي تربيتي المنغلقة أن أزور صديقاتي أو أن أقيم علاقة مع شاب ومما زاد من نفوري من الرجال كراهيتي لأبى وزوج خالتي الذي كان رجلا شرسا يختلق المشاكل معنا وكذلك سوء معاملة الأولاد للبنات باسم الدين والدين منهم برئ فالمرأة في نظرهم شيطان ينبغي أن تلزم بيتها.
8- انفجرت مشكلتي مع الرجال عندما تقدم لخطبتي شاب يكبرني ب13 عاما كان شخصا بغيضا لا يريد التحدث معي وكلما فتحت معه موضوعا للتحدث أسكتني وأحبطني حتى أنني شعرت أنه مجبر على خطوبتي وكنت أنا الخطوبة الثالثة له ومع مشاعره السلبية التي يحملها ومحاولات أمي وأبى العديدة لإقناعي بقبوله عشت أسوأ فترات حياتي حتى عرضني والدي لطبيب نفسي كبير وصف لي ذلك الطبيب دواء منع الاكتئاب cipram تحسنت حالتي قليلا مع استمرار رفضي الداخلي لخطيبي حتى تشاجر فجأة مع أبى وتم فسخ الخطبة وحمدت الله.
9- خطبت للمرة الثانية والثالثة وفشلت هذه الخطوبات لكن هذه المرة اتفق أبي وأمي معي أن هؤلاء الرجال لم يصلحوا لي.
10- ثم حدث الزواج بهذا الشاب الطيب الذي ارتحت له منذ الوهلة الأولى ولكن كل ما كان يعيبه هو شبهه الشديد بأخي ولخوفي من تأخر زواجي وافقت به وبعد زواجي خفت حدة افتتاني بالنساء إلى حد كبير وعلاقتي بصديقاتي أصبحت سطحية كما أنني لا أختلط بالجيران وليس لي اختلاط كبير بأقاربي وعائلة زوجي.
11- أخشى أن أظلم زوجي معي بإعراضي عنه لكنه لم يتذمر لكثرة انشغاله بعمله ومن عيوبي كسلي في أعمال المنزل وكثرة سرحاني وشرودي
12- أحيانا أشعر بالميل العاطفي الشديد للنساء وأخاف من هذه المشاعر التي تجعلني أشعر أنني غير طبيعية ويسيطر على هاجس أنني ربما أكون شاذة.
13- مؤخرا بدأت أنظر إلى أجساد الرجال في الانترنت وأشعر أنها تعجبني ولكن عندما شاهدت بالصدفة على صور للشواذ من الجنسين أشعر بالتأثر العاطفي الشديد لرؤية فتاتين معا ولم أشعر بالاشمئزاز وهذا ما يقلقني بينما رؤيتي لرجل وامرأة لا تؤثر في كثير وأعتبر مشاعري ناحية الرجال رخيصة ومقززة لأنها مشاعر جنس فقط ودائما كنت أشاهد الأفلام حتى أعثر على رجل أحبه ولو في خيالي لأتخلص من مشاعري العاطفية ناحية النساء لكنني فشلت.
14- أشعر أن لدي طاقة جنسية مكبوتة رغم الزواج وأخاف من ميلي العاطفي الشديد ناحية النساء وهذا أكثر ما يشعرني بالتعاسة فهل أنا طبيعية.
15- مميزاتي هي حبي للعلم والتعلم تديني إلى حد ما رغم أنني ألوم نفسي بشدة على صور الشواذ التي شاهدتها حدث لي اضطراب مرة كما ذكرت وبدأت في حب أجساد النساء وأثارت في مؤخرا مشاهد قبلات فتاتين مشاعر عاطفية وجنسية حيث أتخيل نفسي دائما الطرف السلبي كنت قبل الزواج أشك في أن جميع الرجال شواذ وأنني أنا أيضا شاذة أتمنى أن أعرف الحدود الطبيعية للحب المثلي وهل أنا طبيعية.
16- عثرت مؤخرا على رقم صديقتي الحميمة التي أحببتها في بداية مراهقتي ثم حاولت التحدث معها لكنني لاحظت أنها لا تريد الاتصال بي وقد أثر ذلك في تأثير سلبي حتى أنني مزقت صورتها وكل ما يتعلق بها كي لا أتذكرها مجددا وأشعر الآن بالارتياح لما فعلته أرجو الرد على مشكلتي علما بأنني لا أرغب مجددا في رؤية صور الشواذ لأنني أشعر بالخوف من الله.
أحيانا تسيطر على فكرة معينة لا أستطيع الخروج منها إلا بعد عدة شهور فمثلا في بداية المراهقة سيطرت علي فكرة أن كتابتي بقلم معين ولبسي جلباب معين هم السبب في تفوقي وبعد الزواج سيطرت علي بعض الشكوك في العقيدة استطعت بفضل الله التغلب عليها وأثناء الحمل سيطر علي شعور بالاشمئزاز من رقبتي وكنت أقوم بتدليكها حتى تخف عني حدة هذا الشعور وكذلك كانت تسيطر علي فكرة أنني شاذة قبل الزواج وأن جميع الرجال شواذ ولم أتخلص من هذه الفكرة إلا بعد الزواج والآن يعود إلى هاجس أنني ما زلت شاذة وأنني أميل نفسيا إلى البنات، كان لدي عمة تعالج من الاكتئاب وكذلك عم تنتابه بعض الوساوس،
فماذا أفعل للخروج من هذه المشاعر السلبية
أعتذر للإطالة وشكرا جزيلا لكم.
21/04/2006
رد المستشار
الأخت العزيزة؛ أهلا وسهلا بك على موقعنا مجانين وشكرا على ثقتك، تشي سطورك الإليكترونية بكثير عنك وعن طريقة تفكيرك إلى الحد الذي يعطي انطباعا واضحا بوجود استعداد قوي لديك لوسوسة وللاكتئاب أيضًا، وكأنما تحملين استعدادا موروثا من ناحية العمة التي كانت تعاني من الاكتئاب ومن ناحية العم الذي يعاني من بعض الوساوس، والحقيقة أن العلاقة بين الاكتئاب والوسواس القهري علاقة مركبة ومتداخلة إلى حد كبير، ليس فقط من الناحية الوراثية وإنما أيضًا من ناحية الصورة المرضية أي الأعراض التي بعاني منها المريض.
أستطيع أن أقول لك أن كل ما تعرضت له من أحداث في طفولتك ومراهقتك وشبابك وحتى بعد زواجك وسواء في الخليج أو في مصر هو العادي والمتوقع والمنتشر، ولا أستطيع اتهام أي حدث فيه بأنه المتسبب في معاناتك التي أراها تتعلق بالوسوسة أو الاستعداد للوسوسة أكثر مما تتعلق بحدثٍ أو ظرف بعينه، فبدءًا من شعورك بأن نفسك منقسمة إلى جزأين ووصولا إلى تلك الأفكار التي ذكرت أنها كانت تسيطر عليك في أوقات من حياتك ودون أن ننسى سؤالك الأساسي الذي اخترته عنوانا لاستشارتك كل هذا يشير إلى وسواس قهري، وجزء كبير من الوساوس إنما يتعلق بالمشاعر حيث يشكك الوسواس الإنسان في مشاعره ويرميه في بحر لا متناه من التساؤل والتحقق والتأكد والتفتيش عن مشاعره وصحتها أو وجودها وغير ذلك مما يصل ببعض المرضى إلى حد ما نسميه باختلال الإنية.
وأما موضوع الميل المثلي الذي تشيرين إليه ويبدو أنه من أكثر الأمور شغلا لك فإن علاقته بالوسواس القهري موثقة في أكثر من إجابة سابقة على صفحتنا استشارات مجانين وروابط تلك الإجابة تستطيعين متابعتها عبر ردنا: ليس شذوذا جنسيا بل وسواس قهري، وذلك رغم أنني لا أرى في كل ما ذكرته أي شيء غير طبيعي أصلا فيما يتعلق بميلك الجنسي، فهو بوضوح ميل تجاه الذكور، وأما تساؤلك المر عن أجساد النساء التي رأيتها على الإنترنت وشعرت أنها تثيرك فاقرئي فيه ردنا السابق: جذبتني أجساد النساء هل أنا شاذة ؟
وكذلك يفيدك أن تقرئي ما كتبناه على مجانين عن وسواس الحب والتعلق المثلي وكذلك وسواس الحب والتعلق المثلي مشاركة وأيضًا المشاركة الثانية في نفس الموضوع، وأما علاقتك بزوجك فإنني أحسب الوسواس القهري يحاول إفسادها عليك، ولا أرى أهمية كبيرة لكون زوجك يشبه أخاك إلا إن كنت تكرهين ذلك الأخ وهو ما لم تشيري إليه، خاصة وأن جزءًا كبيرا من معاناتك الجنسية قد أصبح أخف بعد الزواج وهو ما يفهم من قولك (بعد زواجي خفت حدة افتتاني بالنساء إلى حد كبير وعلاقتي بصديقاتي أصبحت سطحية)، فمن الواضح أن هناك إشباعا جنسيا تحقق بالزواج وأما خوفك من الميل النفسي أو العاطفي تجاه النساء فليس أكثر من مخاوف يزرعها ويدعمها الوسواس القهري، كذلك فإن ما كان يحدثُ من بحث على الإنترنت عن رجل تعجبين به لتطمئني نفسك بأنك طبيعية ليس أكثر من أحد أشكال الأفعال القهرية التي كثيرا ما يحكيها لنا أبناؤنا وبناتنا من مرضى الوسواس.
أنصحك بأن تطرقي باب طبيب نفسي متخصص يستطيع تقديم العلاج المعرفي السلوكي وليس العلاج العقاري فقط لعل الله يكتب لك الشفاء قريبا
وتابعينا بأخبارك.
ويتبع >>>>>>: الحدود الطبيعية للحب المثلى م