وسواس قهري حاد
أنا آنسة أبلغ من العمر 34 عاما، تنوعت الوساوس معي (طهارة عقيدة أفكار جنسية، حتى الأفكار الشاذة) بالرغم من أنني أحاول الالتزام ما استطعت، وأكثر ما عانيت منه هم الوساوس والأفكار الجنسية مما كان يضطرني للاغتسال بكثرة، حاليا تطور الأمر معي بشكل فظيع، الحقيقة أنا الوحيدة بين ثلاث أخوة، وعلاقتي مع كل من والداي جيدة للغاية والحمد لله، وكان والداي هم الملجأ بعد الله سبحانه وتعالى لكل ما يمر علي من وساوس معاناة.
المشكلة أنني بدأت أشعر بشعور تعلقي بأمي بالذات، وعندما أسمع صراخ أي طفل صغير يزداد لدي هذا الشعور وكأنني هذا الطفل وهو يبحث عن حنان أمه، هذا الشعور أصبح يلح علي بكثرة ويزرع بي رغبة رغم عني باستشعار العطف والحنان من أمي، لكن هذا الشيء أصبح يخيفني خصوصا أن تلك المشاعر أصبحت تولد أحاسيس غريبة تصور أنها تتسبب أحيانا بخروج إفرازات والعياذ بالله لطالما اغتسلت منها (مع أنني لست من الذين يلتصقون بأمهم ويرمون أنفسهم بأحضانها).
وأصبحت أتجنب الاقتراب من أمي أو أن أتناول شيء صنعته، وأصبحت أتجنب أن تلمسني أو أن تلمس ثيابي، أو أن أرتدي شيء كانت هي تلبسه خوفا من تولد هذا الشعور، لكن المشكلة تتزايد وأخشى أن تلاحظ أمي ذلك، لا أعرف ماذا أفعل؟، وهل هذا الشعور طبيعي أم لا؟
وهل يعاقبني الله هل هذه المشاعر واستحسانها أم لا؟
وكيف أتعالج من هذا الشعور؟
05/05/2006
رد المستشار
الأخت العزيزة الفاضلة أهلا وسهلا بك على موقعنا مجانين وشكرا على ثقتك، تشخيصك لحالتك يبدو صحيحا إلى حد كبير كذلك شرحك لكل من الأفكار التسلطية المتعلقة بالعقيدة والغريزة الجنسية والطهارة والأفعال القهرية المشابهة للأفعال الدينية كالاغتسال دون موجبٍ وتجنب أمك أو ما صنعته أو أن تلمس ثيابك ثيابها وغير ذلك مما لم تفصليه.
من الواضح إذن يا عزيزتي أن معاناتك طويلة ومعرفتك بالوسواس القهري كبيرة، ولكن السؤال الملح هو لماذا لم تطلبي العلاج أو لماذا لم يأت أي ذكرٍ للمحاولات العلاجية؟؟
الله جل وعلا يحاسبنا على ما نملك أن نفعل ونملك ألا نفعل أي على ما هو فعل إرادي داخل في أفعال المكلفين الإرادية التي هي مناط التكليف، فأما الأفكار أو المشاعر أو النزعات أو الصور التسلطية كلها فلا قبل للإنسان بردها وإنما يجب عليه أن يطلب العلاج منها لأنها مما يمكن علاجه، فهكذا يجبُ أن يكونَ تصرف المسلم واقرئي: مسلم يعاني من الوسواس القهري: ماذا عن العلاج؟
وساس الطهارة والاغتسال ودوامة الإفرازات التي يعاني منها الموسوسون والموسوسات تحتاج علاجا معرفيا طبيا وفقهيا يقوم به الطبيب النفسي المتفقه في تراث المسلمين في علاج الوسوسة، إضافة إلى علاج سلوكي متدرج، وكل ذلك إلى جانب أحد عقَّاقير الماس أو الماسا، وتجدين هنا على مجانين والفضل لله كثيرا من التراث المعرفي لفقهائنا في التعامل مع وساوس الطهارة والاغتسال والتجنب واقرئي:
وسواس الطهارة عند المسلمين
فتوى مجانين : في وسواس الطهارة
سعودية تسأل عن وسواس الطهارة والصيام
وساوس الطهارة: الحيض والصفرة والكدرة
وسواس الطهارة: هلك المتنطعون.
أيضًا أنت تعيشين في بلد شقيق كان له الفضل بعد الله في نشر أول كتاب عربي حديث(ينشر على نطاق واسع) في موضوع الوسواس القهري، حيث طبعه المجلس الأعلى للثقافة والفنون والآداب ضمن سلسلة عالم المعرفة الشهيرة تحت عنوان الوسواس القهري من منظور عربي إسلامي، احصلي على نسخة منه، واقرئيه وتابعينا إن وجدت بداخلك ترددًا ما يزال فيما يتعلق بضرورة طلب العلاج النفسي،
وأهلا وسهلا بك دائما على مجانين.