على وقع نغام أغنية فيروزية معتقة يستيقظ يومي، يلفه سحابة خانقة من لفافة سيجارة أشعلتها، تشتعل تماما كما تشتعل ربوع بلادي بالفتن.
أنهي أول لفافة وتنضم لها أخواتها ليغرق الصباح بسحب قاتلة كتلك التي قتلت أطفال الغوطة تماماً، تمتد سحب سيجارتي لتصل بمكوناتها شتى أرجاء المكان، كالفتنة التي تنتشر في بلادي تماماً.
يبدأ السعال بزلزلة صباحي، يعزف مقطوعة الموت القادمة من تلال بلادي ويبدو كالزلازل التي تضرب قلوبنا وتقتلنا بدعوى الطائفية.
لا يهدأ بالي حتى بارتفاع منسوب النيكوتين بشراييني، رغم ارتفاع أعداد القتلى في كل مكان، نهمي لمزيد من اللفافات كنهم القتلة في الميادين لا يسكن.
استعد ليوم عمل ورائحة التبغ تلف المكان كرائحة السارين التي لفت البراعم البريئة في غوطة الشام، بنيت شواهد لقبور صغيرة، أغصان غضة عاجلها خريف العمر قبل الربيع، عجباً؟؟؟؟؟
أعلم كيف أنهكت هذه اللفافات قلبي، وحرقت صدري وأعلم كيف شاخت منها شراييني، وكيف شحبت منها عيوني؟ كم ستأخذ من سنين عمر وخوفي مآل بلادي كمآل شراييني، وقلبي ستضيق بساكنيها وتشيخ بخريف طويل.
سقمي وتفككي وسحب كآبتي وبل ألمي كلمات أكبر من أن تخرج من فمي فتستقر بجوفي فأشعل المزيد والمزيد والمزيد.
ما حالك يا وطني؟ وأنت لا تبتلع سوى قصص الأسى، وتحولت لمدن الألم وهجرك ساكنوك لما وراء الشمس؟
أي حال حالك يا وطني؟ أي سقم أصابك؟ وأي داء ألم بك؟ متى ستقلع عن إدمان الدم الذي يجري فوق ترابك؟ أم إدمانك كإدماني سآخذه معي للتراب......................
واقرأ أيضاً:
أكره عيد الأم ! / وحدي مع النجوم / جمعة دموية / إخوة يوسف