لا يوجد في الأرض وحشٌ يدمّر الجمال، ومخلوقات لا تحترمه إلا البَ شر!!
البشر الذي يضع على رأسه حرف (الباء) ليستر شروره، وفي حقيقته، إنه مجرّد منه، ولا يساوي بطبيعته ونوازع نفسه السيئة إلا (شرّا).
فالبشر عندما يُسقط تاج (الباء) يكون شرا مستطيرا!! وهذا الشرّ يعمّ أرجاء الأرض، ويترجم أشرس ما فيه من طاقات تدميرية تخريبية توحشية، لا تخطر على بال، لأن الدماغ الشرير بتفنن ويُبدع بأساليب التعبير عن السيئات الكامنة في دنياه المفجوعة به.
شرٌّ متوج بأحرف متنوعة، يتظاهر بها لكنه يسكب محتواه من رغبات الخطايا والآثام، فيقترف أفظع الأفعال ويقوم بأشنع الأعمال، ويدمن على الإجرام والتنكيل بالناس، بعد أن يخرجهم من صنف الآدمية، ويلصقهم بمسميات فتاكة تبرر حرقهم وذبحهم وتقطيعهم إربا إربا. فيكون هذا البَ شر قد أوهم نفسه بأنه يترجم إرادة دين أو ربّ ما، أو يحقق رسالة يتصورها وعقيدة يتوهمها. ولا فرق بينه في كل العصور والأزمان.
ألا فعلها الأشرار يوم أحرقوا بغداد عام 1258، وفظائع النازية لا يزال صداها يتردد في الأركان.
البَ شر يمتطي صهوة الدين والرسائل السماوية، ويمضي في غيّه وبهتانه وفظائعه، فيحرق الحرث والنسل والقيم والأخلاق والحضارة والتأريخ. فإلى متى يبقى الناس فريسة سهلة للبَ شر؟!
إلى متى تبقى المنطقة العربية عرضة لهجمات المغول التتار، التي تلبس لبوس عصرها، وتنجز الخراب والدمار وتهتك الأعراض وتمتهن الوجود الإنساني؟ فمَن يحمي الخَلق من البَ شر العاصف في أركان الحياة؟!
مَن الذي ينقذ البراءة والحضارة والتأريخ والدين، والقيم والأخلاق والإنسان من موجات التوحش وأعاصيره، التي تعبث في أرجاء الوجود العربي الإسلامي؟
وإلى متى يبقى الشرّ سلطان، والخير منهزم حيران؟!!
ألا حانَ وقت التلاحم الإنساني لبناء دريئة الخير والمحبة والأخوة والرحمة والتضامن العزيز المِقدام؟!
ألا حانَ وقت الخروج من المُغَفِّلات والمُضَلِّلات التي تبيدنا أجمعين؟!!
واقرأ أيضاً:
حرية التعبير عن الغَيّ!! / المضادات البشرية؟!! / الديمقراطية والبراكماتية!! / العقيدة العلمية الغائبة!!