رهاب واسترجاز.. قمة الإيجاز! م
رهاب واسترجاز.. قمة الإيجاز!
السلام عليكم دكتور وائل أبو هندي، أردت من خلال هذه الرسالة أن أوافيكم بأخباري وفي نفس الوقت أن أستفسر عن أمر حيرني؛ شكرا جزيلا على الرد الأول (النظريات المعرفية للرهاب الاجتماعي كانت مفيدة جدا في فهم ما يدور في عقلي قبل وأثناء وبعد المواقف الاجتماعية)، قمت مؤخرا بزيارة طبيب نفسي نصحني به أحد الأصدقاء لكي يصف لي دواء يساعدني على المواجهة المتدرجة لمجموعة من المواقف التي رتبتها حسب الصعوبة من الأسهل إلى الأصعب، سألني عن أهم الأحداث التي مررت بها في طفولتي، ذكرت له بعد أمي عني من أجل علاج أختي المريضة وانشغال عائلتي، من جهة أخرى قسوة بعض الأساتذة معي والإحساس بالرفض من طرف زميلاتي في اللعب وفي الصف...
كما أخبرته أنني كنت أعاني من احمرار الوجه ولا زلت أعاني منه وأني أعتبره السمة الأساسية لخجلي، أسعى دائما لإخفائه كي لا يكتشف الآخرون أمري، وصف لي دواء fluoxet 20mg stresam 50mg وقال لي أن ما أعاني منه ليس الرهاب الاجتماعي، لأن حسب رأيه من يعاني من الرهاب لا يستطيع حتى الخروج من المنزل، قال أن لدي فقط خجل وشخصية حساسة تشبعت بمشاعر عدم الأمان منذ الطفولة،
نصحني إلى جانب الدواء بالذهاب للمسرح وممارسة أحد فنون القتال، استغربت صراحة من تشخيصه لأنني كنت مضطرة في مساري الدراسي لمواجهة بعض الأمور كالقيام للسبورة، تمثيل دور صغير في مسرحية، والقيام بالعروض، هذه المواقف لا زالت تسبب لي ذعرا كبيرا حتى الآن رغم مواجهتي لها في السابق ولو كان الأمر يتعلق بالخجل لما استمر معي حتى هذا العمر رغم مواجهتي له في الدراسة والعمل،
الخجل الذي يشعر به الناس في المواقف الجديدة لا يمكن أن يحطم حياتهم كما فعل معي، حيث جعلني أدمن على العادة السرية لمدة طويلة من حياتي جعلني أختار مسارا دراسيا بعيدا عن ميولي لأنه لا يتطلب تواصل ومناقشة داخل الفصل، جعلني أتأخر في الحصول على وظيفة وأؤجل فكرة الارتباط إلى أجل غير مسمى، وقف عائقا بيني وبين الكثير من أحلامي ومواهبي، استنزف تفكيري وجهدي..
عشت منعزلة عن الآخرين منشغلة دائما بمشاكلي الداخلية عنهم، أراقب نفسي باستمرار عندما أكون مع الآخرين وكلما شعرت بالأعراض خاصة الاحمرار، انصرفت فجأة متعللة بأي شيء كي لا ينفضح أمري وأكون عرضة لسخريتهم أو شفقتهم أو استغرابهم كانت هذه هي ردود الأفعال التي لاحظتها لدى كل من رأوا الأعراض ظاهرة علي.
ما الذي أعاني منه بالضبط خجل، رهاب اجتماعي أم رهاب الاحمرار أم أنها مجرد تسميات تشير إلى نفس الشيء في النهاية؟ وهل العقاقير والاسترخاء والمواجهة هي الحل لهذا الأمر؟ملاحظة: في السابعة عشر من عمري كنت في أوج أزمتي أرسلت لكم استشارة اقترحتم لها عنوان رهاب اجتماعي ولا أمل في طبيب نفساني
لم أكن أعرف ما هو الرهاب الاجتماعي آنذاك، كنت أسميه "خجل" عرفته عن طريق الموقع.
شكرا مرة أخرى
5/4/2019
رد المستشار
الابنة الفاضلة "لا داعي" أهلا وسهلا بك على مجانين وشكرا على ثقتك ومتابعتك خدمة استشارات مجانين بالموقع.
هناك شكل من أشكال الرهاب المعين هو رهاب الاحمرار والذي قد يوجد منفردا أو يوجد كجزء من حالة رهاب اجتماعي متعمم...... ومريض الرهاب ليس بالضرورة يعجز عن الخروج من البيت فقد يخرج مع رفيق داعم أو يخرج مع معاناة كبيرة عندما يضطر إلى الخروج من البيت، والحقيقة أن تسمية ما تعانين منه أمر يعني الأطباء أكثر مما يعنيك فما يهمك فعلا هو كيفية الخلاص من هذه القيود المزعجة؟
تقولين عن مواقف التعرض التي اضطررت لها أثناء مسارك الدراسي (هذه المواقف لا زالت تسبب لي ذعرا كبيرا حتى الآن رغم مواجهتي لها في السابق) .... والمفترض أن المواجهة المتكررة للمواقف التي تثير الأعراض الرهابية تؤدي إلى تخفيض المعاناة منها وسبب عدم حدوث ذلك معك يمكننا استنتاجه من عدة عبارات في إفادتك هذه العبارات هي : (أعاني من احمرار الوجه ولا زلت أعاني منه وأني أعتبره السمة الأساسية لخجلي، أسعى دائما لإخفائه كي لا يكتشف الآخرون أمري) وكذلك قولك (وكلما شعرت بالأعراض خاصة الاحمرار، انصرفت فجأة متعللة بأي شيء كي لا ينفضح أمري وأكون عرضة لسخريتهم أو شفقتهم أو استغرابهم) فالعبارة الأولى تعني أنك تلجئين إلى
سلوكات التأمين أو احتياطات الأمان كالتحاشي والإخفاء والسرية وصرف الانتباه إلخ بينما تعني الثانية أنك تلجئين إلى الهرب وكلها مفسدات للتعرض بمعنى أنها تجعل تعرضك للموقف المثير للأعراض غير مفيد كما ستفهمين من الإحالة أعلاه.
والحل يكمن في المواجهة (وقد يحتاج ذلك إلى التدرب على الاسترخاء) ولكن ليس أي مواجهة وإنما المواجهة المستنيرة والتي تعني الفهم العميق لما يجب أن يحدث أثناء التعرض من تعاظم للقلق لابد من عدم إعاقته بأي شيء حتى يتوقف من تلقاء نفسه يعني لا تفعلي أي شيء من شأنه خفض مشاعرك بالقلق لا إذا بدأ بالزيادة أثناء التعرض ولا إذا ارتفع بصورة ملحوظة بل اتركي القلق يزيد حتى يتوقف عن الزيادة ويتسطح منحنى القلق ثم يبدأ في الانخفاض من تلقاء نفسه.... وتجدين أمثلة على احتياطات الأمان الشائعة في مرضى الرهاب الاجتماعي في مقالة: احتياطات - سلوكيات التأمين والعلاج بالتعرُّض
وأخيرا أهلا وسهلا بك دائما على موقع مجانين فتابعينا بالتطورات