الواقع السُلُوكِيِّ البشري لا يُسانِد ما يُسَمَّى "حوار الأديان"، فالأديان وُجِدَت على أن كلًّا منها يرى أنه الدين الأَقْوَم، ولا يُوجَد دين يَعْتَرِفُ بدين آخر غيره، ويَشُذُّ عن ذلك الإسلام الذي يعترف بديانات كِتَابِيًّة أخرى غيره (وهي لا تعترف به). الأديان تتقاتل ولا تتحاور، وتاريخها يُؤَكِّد ذلك ويَدْعَمُه بحوادث مَرِيرَة وقاسية، بل في الدين الواحد يتقاتل فيما بينهم المُنْتَمُون إليه، فأينما ذُكِرَ الدِّين حَضَر سفك الدماء!. فهل وجدتم دينًا يعترف بدينٍ غيره؟! وهل يمكنكم أن تأتوا بِمَثَل لعقيدة ما تعترف بغيرها وتتحاور معها اقرأ المزيد
عاشت أجيال الأمة أكثر من قرن من التَّضْليل والإمعان بالقول بأن تراث الأمة هو ذلك الصِّراع الدَّامِي المُتَوَاصِل حول الكراسي، والذي تم الاستثمار فيه وإلصاق الدين به حتى أَوْهَمُوا الأجيال بأن الأمة ذات تراث مَشِين. ولَعِب المُفَكِّرون دورهم في التركيز على الصراعات، وانطلقوا بصياغة مفاهيم مُؤَدْلَجَة: كالتراث والمُعاصَرَة والدين والتراث وغيرها من الطُّروحات التي تُعادِي الأمة في جوهرها. وعندما نتأمَّل ما كُتِب عن تراث الأمة سيَتَبَيَّن أن الوجه المشرق للتراث مُغَيَّب ولم يُكتبْ عنه إلا القليل النادر، وبنشاطات فردية لبعض أبنائها الغَيَارَى، أمَّا معظم اقرأ المزيد
"إنَّ من البيان لَسِحْرًا". الكلمة عندما تكون طيبة كالشجرة الطيبة، أصلها ثابت وفرعها في السماء... ولو تكاتَفَت أقلام الأكوان وشَرِبت من مياه الوجود ما تمكَّنت من استيعاب كلمات رب العرش العظيم الذي تَنْهَلُ أقلام عِزّتِه من فَيْضِ المُطلَق. الكلمة تُولَد من رَحِم أبْجَدِيّات محدودة لِتَسْبح في فضاء بلا حدود، وتخترق الأزمان، وتتحدَّى الذَّوَبان في جسد التراب، وتتجاوز عمر العقل الذي أَوْجَدَها، فهي كائن سَرْمَدِي المَلامِح، خالد الأثر، بعيد المدى، يحقق دَيْمُومة التفاعلات. اقرأ المزيد
هناك هل توجد في واقعنا إنجازات أصيلة؟ هل جِئْنَا بما هو غير مسبوق، واعتمدنا على مَرْجِعِيَّة عربية بحتة؟ من الواضح أن السائد يعتمد على الأجنبي، ولكي يكون جيدًا فعليه أن يُقْرَن بما هو أجنبي!.. أفكارنا، كتاباتُنا بأنواعها من العلمية إلى الأدبية لا بُدَّ من ربطها بأجنبي لتكون ذات قيمة. وعندما نُعَايِن ما تَطْفَحُ به صُحُفُنا ومواقعنا ووسائل إعلامنا وإبداعاتنا بأنواعها نكتشف أنها دَخِيلةً ولا تقترب من الأَصالة، فالسائد أننا ننسخ ونركض وراء غيرنا، ونستحضر ما تجاوزوه ونحاول أن نكون به، وقد فقد طاقات التكوين، فاستوردنا ما لا يمكن تصَوُّره من إنتاجهم، اقرأ المزيد
هناك الكراسي أَلَذُّ من الشَّهْدِ، وفيها السَّمُّ الزَّعَّاف!.. الكراسي لذيذة، والقاعِدُون فيها كالبالونات التي يتم نفخها والتَّحْلِيق بها عاليًا، ثم تفجيرها ومَحْقِها عن بَكْرَةِ أبيها. ولا يجلس على الكراسي في بعض المجتمعات إلا البالونات ذات الألوان المتنوعة والقدرات المتباينة على الانتفاخ والانفجار المتناسب طرديًّا مع حجمها... بالونات تَعْصِفُ بالوجود المجتمعي، وتراها وقد انفجرت فجأة وغابت لِتَحُلَّ مَحَلَّها بالونات أخرى تنتفخ حتى يَحِينُ وقت انفجارها، وهكذا دواليك. اقرأ المزيد
تلك حقيقة أَزَلِيَّة قد تَغِيب عن السياسيين في مجتمعات عديدة، مِمَّا يَتَسَبَّبُ بتفاعلات سلبية مُضِرَّة بأطراف الصراع... فالأوطان مهما تَوَهَّم المُعْتَدُون عليها، أو الذين تَسَنَّمُوا السُّلْطَة فيها بأنها مِلْكُهُم وسُيُقَرِّرُون مَصِيرَها، فإنَّها في نهاية المَطَاف ستقرر ما تريد، وسَتُوَاجِهُهُم بما اقترفوه من جرائم ضِدَّها. أي أنَّ الأوطان مُنْتَصِرَةٌ دومًا، ويَنْهَزِم مَن يحاول اغتيالها والنَّيْلَ من كَيَانِها وما يُمَيِّزُها ويُشِيرُ إليها... وهذا ما يُحَدِّثُنا به التاريخ، فلا يُوجَد نظام سياسي مهما تَقَوَّى واسْتَبَدَّ وتَحَكَّم بالبلاد والعباد قد فاز بما يرى ويريد، وإنَّما يَنْقَلِب سِحْرُه عليه، ويصبح اقرأ المزيد
الواقع العربي يمكن رؤيته بوضوح من خلال الأرقام الصادرة عن المُنَظَّمَات البَحْثِيَّة العالمية، وخلاصتها أن العرب نسبتهم 5% من سكان الأرض، ويمتلكون أكثر من 60% من طاقتها، ويُشَكِّلُون 60% من المُهاجرين، ويشترون 50% مما تُنْتِجُه مصانع السلاح العالمية لقتل بعضهم. فماذا تعني هذه الأرقام؟ ألا تُشِيرُ إلى ما يتقاطع مع أبسط البَدِيهِيَّات المَعْمُول بها في عالم المخلوقات؟ ألا تقول بأنَّ العرب تَحْكُمُهُم أنظمة سياسية ذات نسبة ضئيلة جدًّا من الوطنية؟ ألا تعني بأن العرب سينقَرِضُون بالنِّفْطِ؟ ألا تعني أن العرب عليهم أن يكونوا ضد العرب؟ تساؤلات وتساؤلات، والأحوال الفَجَائِعِيَّة العربية تتكلم عنها بصراحة وقوة، ولا اقرأ المزيد
أمم الأرض القوية تتسابق نحو الاستثمار المتنوع على سطح القمر، والأمم الضعيفة المَنْكُوبَة بِرُؤَاها وتصوُّرَاتِها تستحضر أسباب الخطر إلى مُوَاطِنِها، ولا تعرف الاستثمار في ثرواتها ومواردها البشرية، وتتخَبَّط بما لديها من قُدُرَاتٍ وطاقات، وتُسَخِّرُها لإِنْهَاك وجودها وإضعاف دورها في الحياة. والأمم حَطَّت على سطح المَرِّيخ، وتَرْومُ التَّخَاطُبَ مع حضارات كَوْنِيَّة أخرى إن استطاعات، فهي تَبُثُّ رسائلها في فضاءات الأكوان السَّحِيقَة على أَمَلِ التواصل مع المخلوقات الكونية التي رُبَّما تكون أكثر مِنَّا تَحَضُّرًا وتَقَدُّمًا وعِلْمًا. اقرأ المزيد
الكراهية بِضَاعَة يتم تَسْوِيقها وفقًا لأحدث نظريات وقوانين ومهارات التسويق المُعاصِر لكي تتحقَّق أكبر الأرباح، وتُبَاع كميات كبيرة من هذه البضاعة التي تؤدي إلى انبثاق مشاريع خلَّاقة ذات أرباح فَائِقَة. الكراهية مرض سلوكي، وعاهة نفسية مَرِيرَة ومُزْمِنَة ذات طاقات تَخْريبِيَّة وتدميرية فتَّاكة قادرة على مَحْقِ رموز الوجود المادِّية الحَيَّة، وباندفاع شَرِس مُتَوَحَّش لا يمكن رَدْعِهِ بسهولة. الكراهية إرادة أَبَالِيس الأَضَالِيل والبهتان والتَّحْرِيف والخُسْرَان، وسَفَّاكي الدِّماء والأرواح والأحلام والطُّمُوحات، والعابِثِين بمستقبل الشعوب والأوطان. اقرأ المزيد
الكتابة عن المسلمين والعرب خصوصًا تتَّخِذ سبيل التَّعْميم والأحكام السلبية المُسْبَقَة، والتَّصرِيحَات النَّظَرِيَّة الخالية من الرصيد الواقعي والإسناد الواضح، وإنما هَذَيَانَات فكرية يقوم بها أبناء الأمة الذين يحسبون أنفسهم مفكرين ومثقفين وغير ذلك. فالواقع يُشِير إلى أن العديد من الدول المسلمة مُتَقَدِّمَة، وكذلك من الدول العربية، وليس من الصَّوَاب التَّعمِيم، فالمطلوب التَّخْصِيص والإشارة إلى هذه الدولة أو تلك، لا التَّعْمِيم الجائِر... الدول المسلمة عددها (57-60) وأكثر، وتُشَكِّل نسبة كبيرة (تزيد على الربع) بين الدول في الأمم المتحدة (193-206)، ومن غير المعقول القول بأنها جميعًا متخلفة أو متأخرة. اقرأ المزيد