هل حقا أنا مريضة بالوسواس ؟ بلى جدا ! م
أكره كوني أنثى
مشكلتي تكمن في رفض كوني أنثى لا أتمنى أن أكون ذكرا ولكن لا أتمتع بكوني أنثى بدأ الموضوع منذ بلوغي في سن الثالثة عشر عندما فوجئت بدماء الطمث تقطر مني ولم تكن أمي بالمنزل وقتها ولكني لم أفزع فقد أخبرتني ابنة خالتي عنها من قبل وعندما عادت أمي للمنزل أخبرتها فصاحت عليّ كيف عرفت تلك المعلومات ومن أين فأخبرتها وعندها قالت أن ابنة خالتي (مش ساهلة ويتخاف منها)
أخبرتني أمي وقتها أنني كبرت ولم يعد مسموحا لي بنفس المساحة من الحرية سواء في الخروج من المنزل أو التأخر بالخارج أو الحديث للغرباء خاصة الرجال أو ملابسي أو حتى طريقة جلستي وشعرت بتضييق الخناق علي عذرا كانت تشتري هي الفوط الصحية لي وكنت ألقيها في القمامة في كيس أسود وأذهب بها إلى الحمام متخفية ويفضل عدم وجود أبي وأخي أو أثناء نومهما كنت أشعر أني أفعل خطيئة يجب إخفاؤها عن الأنظار
وأخبرتني ألا أخبر أحدا أبدا أنني قد بلغت حتى أصدقائي لم تخبرني أية معلومات مثلما فعلت ابنة خالتي فقط أخبرتني بطريقة الغسل ولم أعلم وقتها ما سبب هذه الدماء ولماذا يتكرر الموضوع كنت أشعر بالخارج أن الجميع يحدق بي وأنهم يعلمون أنني قد بلغت فعندما سألني معلمي ذات مرة عن صحتي أوجست منه خيفة وأحسست أنه يعلم وأصبحت أتجنبه تماما
وبعد فترة بدأت الوساوس القهرية التي لا زلت أعاني منها لا أعلم كيف بدأت ولكن ربما لأني أصبحت محاسبة على أفعالي وتولد عندي خوف أثر علي .... بدأ جسدي يتغير شكله ولم أحب ذلك لم أحب أنني لم أعد تلك الطفلة الصغيرة أخبرتني أمي أن أرتدي حمالة الصدر ولم أرغب أبدا في ارتدائها لأنها سوف تعلن نهاية مرحلة طفولتي وبداية أن أكون امرأة وذات يوم نسيت ارتدائها بغير عمد فوبختني أمي كثيرا واتهمتني بعدم الأخلاق والانحراف وأني أرغب أن يحدق في جسدي الرجال ومنذ ذلك اليوم لم أخلعها أبدا رغم كرهي لها
في رمضان أثناء الحيض لم تسمح لي أمي بالإفطار خشية أن يعلم أبي وأخي فقط أشرب الماء قبل المغرب في المطبخ أو أتناول أي شيء صغير عندما يذهبان للصلاة مثلا خارج البيت وأتناول الطعام في غرفة مغلقة بسرعة شديدة خوفا من أن يراني أحد فيزيد كرهي لتلك الدورة الشهرية وبغضي لها
صورت أمي أن كل الرجال ما هم إلا ذئاب بشرية ينتظرون الإيقاع بالفريسة وأنهم ينظرون لجسد المرأة فقط فازداد كرهي لجسدي وبغضي له وكانت ترى أن الرجل لا يتحدث إلى امرأة إلا إشباعا لشهوته فقط فالمعلم يتحدث إلي بلطف لأنه معجب بي أو بالأخص جسدي وكذلك صاحب المحل أو البقال أو أي شخص وعندما أعارضها في ذلك تخبرني أني صغيرة لا أفهم الناس
بعد كنت أعارض أمي في ذلك ولكن تبين أنها مصيبة إلى حد كبير فقد أخبرني أخي أن زملائه الشباب كثيرا ما يتحدثون عن الفتيات خاصة أجسادهن بشكل جنسي وبذئ وأن ذلك ما يهتمون به في الفتاة ويشغل اهتمامهم كذلك عندما أرى صورة لفتاة أو فنانة مشهورة على مواقع التواصل الاجتماعي أرى الرجال بمختلف أعمارهم يتحدثون عنها بشكل بذئ مقزز مقرف يجعلني أزداد اشمئزازا من هؤلاء الرجال وأزداد كراهية لجسدي وسخطا على كوني فتاة وحنينا لطفولتي البريئة اللي كنت أعامل فيها كإنسان لا جسد أشتاق للعبي ولهوي وحريتي وأماني
ومما أيضا يزيد ذلك ما أقرأ عنه من حوادث الاغتصاب والتحرش الذي تعرضت للفظي منه بل وتعرضت مرة للتحرش الجسدي وأنا صغيرة ولم أفهم وقتها ما هذا عندما لمسني شاب من الخلف وأدركت بعدها أنه تحرش
عندما كنت طفلة لم أكن أخشى شيئا لم أكن مطمعا لأحد ولم يكن جسدي يشهتهيه أحد.... أكره كل مظاهر الأنوثة أكره حقائب السيدات ملابسهم وأدوات التجميل وكل شيء يتعلق بهن وبالأنوثة أرفضه ولا أستخدمه وأحاول أن أختار أشياء أصغر من سني وألا أظهر أيا من مفاتني التي أكرهها كرها شديدا
أكره الزواج فهو بالنسبة لي الضربة القاضية التي ستنهي براءة طفولتي فأنا أتقزز من الرجال ومن تلك العلاقة بين الرجل والمرأة خاصة عندما أجد الرجال يتحدثون عنها على الإنترنت أن المرأة مثل الفريسة التي ينقض عليها وما يذكرونه من تشبيهات وإيحاءات مقززة ومزعجة وما أراه من شكاوي السيدات من عنف من أزواجهن وتعاملهن معهن كأجساد لمتعتهم فقط... أنا الآن في سن الخطبة وأعلنت لأهلي رفضي لهذا الموضوع مستقبلا ولكنهم غير مقتنعين
ولم أخبرهم عن السبب الحقيقي لأنني لا أستطيع التحدث معهم في مثل هذه الأمور
ولو حدثت أمي ستتهمني بسوء الخلق وفساد الأخلاق.
14/8/2019
رد المستشار
الابنة الفاضلة "سارة" أهلا وسهلا بك على مجانين وشكرا على ثقتك، ومتابعتك خدمة استشارات مجانين بالموقع.
مؤلم جدا ما حدث معك ولكن المؤلم أكثر أنه هو ما حدث مع ملايين الفتيات العربيات وكثيرات قبلنه وكأنه قضاء الله وقدره... ولعل ما كتبه أخي وصديقي أحمد عبد الله في سيكولوجية الفتاة العربية مشيرا إلى كيف تربى البنت في مجتمعاتنا وكأنها مشروع فضيحة! وكذا ما كتبه عن الجنس في حياة الفتاة العربية من أهم الكتابات الكاشفة عن الضرار التربوي الذي تتعرض له الفتاة العربية في غلالة مكذوبة من الأخلاق والأدب... فما قالته لك أمك وتعليقاتها على تصرفاتك البريئة هي واحدة من التنويعات الشائعة لذلك الضرار.
كتبت لنا إفادتان قبل هذه ولم تشيري إلى هذه المشكلة التي تبدو اليوم محورية في حياتك... وأحسب أن لذلك معنى ما... وهو أنها ربما لم تكن مشكلة محورية وقتها، وأما الآن وقد دخلت بالفعل مرحلة الصراع حول قبول الخطبة وقبولك بالدور الأنثوي الذي ترفضينه -وهو الصراع الذي أتمنى ألا يطول- فقد كتبت لنا اليوم تشتكين من هذه المشكلة وتعلنين كرهك لكونك أنثى.
أحسب أنك بحاجة إلى مناقشة رأيك الحالي وتخطيطك للمستقبل... وهل أنت فعلا تكرهين الدور الأنثوي أم الوضع الأنثوي في مجتمعات المتخلفين التي نحن جزء منها؟ من المهم أن تكون الأمور واضحة لك وهذا لا يتأتى إلا بالنقاش المعمق يا "سارة" مع معالج نفساني يسمعك ويساعدك على ترتيب أفكارك ومراجعة مواقفك.
ومرة أخرى أهلا وسهلا بك دائما على موقع مجانين فتابعينا بالتطورات