شخصية مفرطة الحساسية
سلام عليكم أنا بنت متزوجة وأعاني من شخصيتي الحساسة أحس دائما بالوحدة وغياب الحب والرمانسية في حياتي الزوجية، أحتاج دائما لمن يجاملني ويقول لي كلاما جميلا.
كما أنزعج من أبسط الأشياء، لا أحب المزاح إطلاقا، وهذا يسبب لي الكثير من المشاكل مع زوجي، وأنا أتألم دوما من كل تصرف أراه من أي شخص، أحب الاهتمام الزائد والحب في كل لحظة وهذا غير متوفر لي زوجي ليس من هذا النوع، لا يعبر عن مشاعره إطلاقا، ارجوكم ساعدوني ماذا افعل لتخلص من هذه الحساسية المفرطة
أريد أن أرتاح نفسانيا
وشكراا
29/11/2019
رد المستشار
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أهلا بك عزيزتي. تقولين أن شخصية زوجك تحيرك والأصل أن تهتمي بشخصيتك أولا وهي كما تصفين نفسك بأنك حساسة لدرجة لا تقبلين بها المزاح. اعلمي أن الحساسية المفرطة هي دليل أكيد على نقص الثقة بالنفس لدرجة عدم تقبل المزاح. تشتكين زوجك الذي وصفت في رسالتك السابقة بأنه مثل أبطال الأفلام في لطفه، فما سبب تغيره، هل يكون تأخر نضجك وحساسيتك هي السبب.
تخلصي من حساسيتك النفسية بزيادة ثقتك بنفسك، يمكنك ذلك من خلال تطوير مهاراتك أيا كانت تلك المهارات. تطوير هوايات ووضع أهداف والانشغال بتحقيقها لتحصلي على التقدير دون الاعتماد على رأي الآخرين فيك طوال الوقت. اقرئي على الموقع عن التوكيدية وكيف يمكنك تعلم الثقة بنفسك والتعبير عن نفسك.
وكي أكون منصفة معك يجب أن أسألك عن طبيعة المزاح الذي تكرهين من زوجك، هل هو مزاح مسيء أو مهين أم أنك من تعتبرينه كذلك. يجد الأطفال صعوبة في تقبل المزاح بجميع أشكاله لضعف ثقتهم بأنفسهم، ومع النضج وزيادة الثقة بأنفسنا نحب المزاح ونبدأ بالسخرية من أخطائنا ولا نجد غضاضة في مشاركة الآخرين الضحك على حسابنا فنحن نعرف أنها هفوات أو نقاط ضعف لا تنقص من مكانتنا.
تريدين الراحة وكذلك زوجك حين يعود تعبا من عمله ويحاول التخفيف عن نفسه معك وحين ترفضين يبتعد كله بمزاحه وكلامه اللطيف. العلاقات مع الآخرين تقوم على تبادل العطاء والتحمل لا التركيز فقط على تحقيق ما يريد أحد الأطراف كما تظنين. أقترح عليك أن تخضعي المزاح الذي يزعجك للتفكير، هل يصيب بعض الحقيقة وعندها لا يكون مزاحا بل انتقادا ولذلك تكرهينه بينما ينبغي عليك أن تشكري له وضعه لانتقاده في سياق لطيف كي لا يجرحك. لا نبلغ أبدا مرحلة الكمال وكلنا بحاجة للعمل على تطورنا وتحسين تفاعلنا مع من حولنا كي نسعد.