سيدي الفاضل
السلام عليكم ورحمة الله بركاته
أنا فعلا محرجة جدا من حضرتك لأنني سأرسل نص الرسالة إلى صندوق البريد لكن حاولت أن أرسل المشكلة عن طريق أرسل مشكلتك وفعلا وجدت المجال مفتوح لكن لما خلصت من كتابة المشكلة ووضعت إرسال ظهرت لي عبارة{أهلا وسهلا بك نعتذر..........الخ} أعتذر من حضرتك جدا وأرجو أن لا تهمل رسالتي لأني فعلا محتاجة لمشورتكم.
نص الرسالة
أساتذتي الأفاضل
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بداية أود أن أشكر حضراتكم جزيل الشكر على ما تقدمونه من جهود وأراء سديدة في حل مشاكل القراء فجزاكم الله خيرا، وفعلا أنا محظوظة جدا لأنه أخيرا سمحت لي الفرصة أن أرسل الى حضراتكم مشكلتي
فأنا فتاة أبلغ من العمر 18 عاما الحمد الله خلوقة وطموحه كنت أتمنى أن أكون صيدلانية عندما أتخرج من الثانوية العامة وأفتتح مركز بحوث حتى أخدم ديني ووطني في هذا المجال
المهم تخرجت من الثانوية العامة بنسبة 99% بفضل الله المشكلة إن أهلي اعترضوا على التحاقي بالكلية الصيدلة بحجة أن هذه الكلية ليست موجودة في منطقتنا وأنني مازلت فتاة صغيرة لا أستحمل الدراسة في الغربة بعيدة عنهم واقترحوا علي أن أدرس علوم الحاسب في كلية التربية طبعا وافقت على مضض وللأسف لم يكن أمامي سوى هذا الخيار فجميع محاولاتي مع أهلي في الإقناع بائت بالفشل حاولت أن أتقبل الأمر وأسلم بقضاء الله وقدره وأقول لنفسي يمكن يا بنت الله مو كاتبلك خير يمكن لو درست هذا التخصص تكوني فاشلة فيه ومن هذا الكلام حاولت أن أضع لي أهداف جديده في حياتي لأن من وجهة نظري أنه لا قيمة للإنسان بدون رسالة وهدف يعيش من أجلهما.
المشكلة يا أساتذتي الكرام مو قادرة أستوعب أن أدرس مجال أنا لم أختره بل أهلي هم الذين اختاروه لي فأقول لنفسي كيف يا بنت أهم قرار في حياتك أحد اتخذه بدل عنك طيب حتى لو كانت وجهة نظر أهلي صحيحة كانوا سمحوا لي أن أخوض هذه التجربة، أجل كيف أتعلم من مدرسة الحياة إذا كان أهلي يجنبونني المتاعب؟
فعلا نفسيتي تعبت كثير سرت دائما طفشانة متذمرة من كل شيء حاولت أن أطور نفسي بالقراءة وتعلم برامج جديدة في الكمبيوتر لكن للأسف وقتي يضيع على الفاضي ويمر اليوم بدون أن أقوم بعمل مفيد حتى عبادتي لله عز وجل ضعفت سرت بس أؤدي الفروض الخمسة استغفر الله بدون إتقان أهملت النوافل وحفظ القرآن بعد أن حفظت جزءين
أصبحت تأتيني نوبات من الملل الضيق والبكاء حاولت أن أحب كليتي وأن أكون متميزة فيها لكن حدث العكس جميع المحاضرات بالنسبة لي مملة-بس بصراحة هو أسلوب الدكاترة رتيب جدا- ولا أذاكر إلا قبل الامتحانات بأسبوعين
فعلا أنا حاسة أن إرادتي صفر وهمتي ضعيفة وخايفة يمر بي الزمن بدون أن أنجز شيء في حياتي ما العمل كيف أتقبل واقعي وأنجح في دراستي وأكون متميزة فيه ؟كيف اقوي من إرادتي؟
أعتذر على الإطالة وعلى أسلوبي الركيك وأفكاري المبعثرة
وأتمنى أن لا تهملوا رسالتي وشكرا
22/4/2005
رد المستشار
هل تعلمين يا ابنتي؟! ما هو أكثر شيء يفسد على الإنسان حياته؟! قبل أن تقرئي إجابتي اغمضي عينيك نصف دقيقة وحاولي أن تجيبي بنفسك..
والآن هل عرفت ؟ّ!
أكثر الأشياء إفسادا وتدميرا للحياة هو :
أن يبالغ الإنسان في تصوره أن ما ضاع منه أو ما لم يحصل عليه هو الأمل الوحيد والجنة المنشودة، وأن يبالغ في تصوره أن ما حصل عليه لا أمل فيه ولا رجاء منه!!
أو بتعبير آخر: عندما يعظم ما لا يملكه ويحتقر ما يملكه.. عندئذ تفسد كل حياته!!
هذا هو ما وقعت فيه أنت الآن، فإذا استطعت الخروج منه فستتجاوزين أزمتك..
أنت تبالغين في تعظيمك للحلم الذي ضاع وهو كلية الصيدلة، رغم أن أسلوب الدكاترة هناك رتيب أيضا تماما مثل كلية التربية !! كما أن (افتتاح مركز بحوث تخدمين من خلاله دينك ووطنك) ليس هو المصير المؤكد لك إذا تخرجت في هذه الكلية، أقصى ما سيحدث – في ظل إمكانياتك المادية العادية، هو أن تفتتحي (صيدلية)، فمراكز البحوث تحتاج للمليارات التي من الممكن – بإذن الله أن تكون موجودة، ولكن هذا ليس مؤكدا لدرجة الحزن على عدم دخول (الصيدلة) ..
وعلى الجانب الآخر أنت تحتقرين ما تملكينه وهو دراستك للكمبيوتر، في كلية التربية.. رغم أنه يقدم لك حلما أكثر واقعية ومنطقية، فالنجاح في مجال الكمبيوتر ثم خدمة المجتمع من خلاله أسهل بالنسبة لك كامرأة وزوجة وأم في المستقبل..
وطالما أنك حصلت على 99 % في الثانوية العامة فإن هذا يعني أن مستواك مرتفع في كل المواد، وأنك لست ضعيفة أبدا في الرياضيات وغلا لما حصلت على هذا المجموع العام الكبير..
أضيفي إلى ذلك أن دراستك في مكان قريب من بيتك سيوفر لك وقتا أطول ودرجة أعلى من الاستقرار الذي يمكنك من المزيد من الإبداع والتميز..
أريد أن أقول أن (الصيدلة) ليست هي الخير كله، وأن (الحاسب) ليس هو الشر كله.. أنا دائما أدعو وأؤكد أن سكون الإنسان حريصا على اختيار الحلم الذي يناسبه وان يقاتل في سبيل ذلك، وما زلت أؤكد على رأيي، ولكني في نفس الوقت اقو لان الأقدار تختار لنا أحيانا، وعلينا أن نرضى بهذا الاختيار طالما أنه لا شيء بأيدينا فعلا نستطيع عمله.. وأقول لك أن اختيارات القدر تكون من ورائها دائما حكمة جليلة.. هي حكمة الله تعالى جل وعلا مدبر الأقدار ومالك الملك هو الحكيم الخبير..
ابنتي الحبيبة.. بداية الخيط هو أن تنظري لما تملكينه وما لا تملكينه بأسلوب مختلف عندئذ ستتبدل كل الأحوال وستعلو همتك وتقوى إرادتك وتنسجين حلمك الجديد. ولا تنسي قول الله تعالى (وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم)
ويضيف الدكتور وائل أبو هندي الابنة العزيزة أهلا وسهلا بك على مجانين وشكرا على ثقتك، ليست لدي إضافة بعد ما تفضلت به مجيبتك الدكتورة فيروز غير أن أحيلك إلى بعض روابط المشكلات المشابهة لعل فيها ما يفيدك:
التردد والوسوسة بين الصيدلة والهندسة
لا تحبين الحاسب أم لا تحبين التعب ؟
وأهلا وسهلا بك دائما على مجانين فتابعينا بأخبارك.