السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أشكركم بالطبع على موقعكم الرائع هذا، وأرجوكم بل أتوسل لكم لتساعدوني في مشكلتي لا بل مصيبتي أرجوكم أحتاج من ينقذني مما أنا فيه واعتذر عن طول رسالتي مقدما
أعرفكم في البداية بنفسي فأنا فتاة من أب أردني وأم مصرية عندي 18 عام، أبي وأمي منفصلان تقريبا وأمي تعيش في مصر الآن وأنا أعيش مع أبي هنا مشكلتي لا أدري كيف آتى بالجرأة وأحكي عنها وأعترف بما أفعله لأني كنت أعتبر نفسي فتاة ذات أخلاق عالية ودين ويعتبرني الجميع هكذا ولكن هذه الصورة لم يعد لها وجود على الأقل أمام نفسي بدون مقدمات يمكن لها أن تضايقكم أو تملون منها ولكني أريد فقط أن أشرح حالتي النفسية وما أشعر به وما أوصلني لهذا ولا ألقى اللوم على أي أحد حتى لو كان قد شارك معي في وصولي لهذا لأني أرى نفسي المسئولة الوحيدة ولكن فقط أريد توصيل الصورة
كما ذكرت لكم أني أعيش مع أبي وللأسف يتمتع بشخصية عنيدة إلى أبعد الحدود وليس بيننا أي مجال للحديث لأنه لا يعرف كيف يتحدث معي ولا يعرف عني أيضا الكثير بل لا يعرف من أنا وما أستغرب له أنني أتذكر معاملته الرائعة لي وأنا طفلة ولكن كلما تقدمت في السن كلما زادت واتسعت الفجوة بيننا وأيضا لا يفعل أي شيء غير مقتنع به أبدا مهما طال حديثي معه بشأن هذا الشيء مثلا أو طال إقناعي له ولكنه لا يقتنع بما أقول أو بمعنى أصح أشعر أنه لا يسمع ما أقول، وإذا نفذ لي رغبة مثلا ينهال علي بكم من التوبيخ وكم من المن إذا صح التعبير ولا أدري لما كل هذا بالعلم أنني لا أطلب شيء غريب أو حرام أو عيب أو أي شيء يمس أي مبادئ وأظن أن هذه بداية مشكلتي.
المشكلة أنني من هواة الكمبيوتر والإنترنت والأجهزة وكل هذا ومنذ أعوام وأنا ألح على أبي بل أكاد أقبل قدميه لكي يوافق على أن يشترك لي في خدمة الإنترنت لأني أحب هذا العالم ومولعة به ولكنه يرفض ويرفض ويرفض بحجة أنه فساد على حد قوله أصبحت ألجأ إلى شراء كروت انترنت لكي أدخل عليه بدون أن يعلم واشتريها بمصروفي الخاص ولكن للأسف أنها غالية علي وساعاتها قليله وأشعر أنني أستهلكها في خلال يوم أو اثنين وبدأت مصيبتي الكبرى أنني حصلت على الباسوورد التابعة للشركة التي يعمل بها عمي والتي تمنحه هذا الباسوورد كميزة من ميزاتها وحصلت عليه بطريقة غريبة نوعا ما وهذا كان بدون علم عمي بالطبع أصبحت مترددة ماذا أفعل هل أستخدمه؟؟؟ لا لا أستطيع هذه سرقة.... هذا حرام..... ولكني احتجته في يوم فدفعني شيطاني لأستخدمه بحجة أنها فقط ساعة ولن أعاود استخدامه واستسلمت لشيطاني اللعين بل لرغبتي الغبية المتهورة وبالفعل بعد ما استخدمته قمت بتمزيق الورقة ولكن لا أدري كيف حدث هذا إنني فوجئت أني قد حفظت الرقم بمجرد استعمال واحد كيف
هذا لا أعرف لا أستطيع تفسير هذا لقد مزقت الورقة لكي أبعد عني الشيطان ولكني حفظت الرقم الآن كيف أمزق ذاكرتي لأمسحه وبدأت أستسلم لرغبتي مرة تلو الأخرى وكل مرة أفوق مما أفعله وأندم واستغفر وأتوب وأقول لن أعاود فعل هذا ولكني لا أستطيع التوقف بدأت بمعاقبة نفسي أو تأديبها وأقول لن أفتح الكمبيوتر وأجد نفسي أصمد يوم يومين ثلاثة أسبوع........... وأجد وكأن أحدا نوّمني مغناطيسيا وأعاود فتحه
فكرت مرة بأن أضع نفسي أمام الأمر الواقع وأقوم بقطع سلك الهاتف الذي أوصله بالنت أو تخريبه أجد نفسي صامدة لفترة وبعدها أجد نفسي أنساق لا إراديا للمحال لأشتري سلك آخر لا أدري ماذا أفعل لدرجة أنني فكرت بتخريب الجهاز نفسه لكي لا يكون أمامي حل آخر وخاصة أعرف أن أبى لن يسرع بتصليحه ولكني أحتاجه في دراستي
ماذا أفعل؟؟ ترجيت أبى مرارا وتكرارا أن يدخل لنا النت في البيت لكي أتوقف عن استخدام هذه الطريقة المخزية أصبحت أبكي وأنا أترجاه وهو يزيد في عنده ويستغرب من هذه الرغبة العجيبة ولا يعرف السر الذي بداخلي والرغبة وراء هذا بأنني لم أعد أريد النت للتسلية بل أريده لعتق رقبتي من نار جهنم أصبحت أكره نفسي ولا أصدق أنني أقوم بهذا مع أني لا أستخدم النت استخدام خاطئ بل بالله العظيم أستخدمه في أشياء مفيدة والتجول في مواقع مفيدة وتصميم بعض الأشياء كجزء من هواية مكبوتة لدي وأكلم بعض الأصدقاء وأول وأهم ما أكلمهم عنه بالنسبة لي أمي وأختي
لم أعد أستطيع تحمل أن لا أكلمهم وأقسم بالله أنى لم أفكر لمرة بأن أدخل المواقع الإباحية وغير ذلك مما يخاف أبي منه لم تعد للعزيمة والإصرار مكان عندي أصبحت أريد حلا فعالا أتوسل إليكم لتساعدوني بالتوصل له يعني أن تصفو لي خطوات أتبعها للتخلص من ذلك أشعر بالخجل الشديد من رسالتي واعترافي هذا بأني أصبحت لصة في الخفاء لا يراها إلا الله الذي لا أعرف هل سيسامحني أم لا.. أعرف أن رحمته وسعت السماوات والأرض ولكن أشعر بان ما أفعله لا مبرر له ولا عذر له وأعرف أن من يسمع بكلامي سيقول ما أهمية النت لهذه الدرجة لتدعوها للسرقة من أجله أني خائفة.
هل تظن سيدي إذا قمت بعمرة هذا العام وتبت هل سيقبل الله توبتي؟؟ هل سيساعدني الله للشفاء من هذا المرض ؟؟أرجوكم أرشدوني إلى أشياء اتبعها للتخلص من هذا.
لي أيضا مشكلة أكبر وأشعر أنها من ضمن ما أوصلني إلى هذا الحد من الانحراف السلوكي وهي أني غير منتظمة في صلواتي أني أحاول جاهدة ولكني أنتظم يوم يومين وأرجع وأتكاسل أصبحت أكره نفسي وأشعر بأني لا أستحق الاحترام
أرجوكم ساعدوني للتخلص من تلك المصيبتين أرجوكم لا تكلموني عن العزيمة والإصرار وهذا.... فذلك الكلام أعرفه جيدا بل كلموني عن كيفية الوصول إلى طريق العزيمة والإصرار والتخلص من ما أنا فيه منذ شهور ولو أني عثرت على موقعكم قبل ذلك لما ترددت من طلب المساعدة خاصة وأني من النوع الذي لا أشكو لأحد عن مشاكلي الشخصية وهي كثيرة ولكن هذه أهمها بالنسبة لي لأني أشعر بعد إن كان لي ضمير حي أصبح ضميري عاجزا مريضا بل مشلول.
أرجوكم أعرف كم الرسائل الكثيرة لكم ولكن أرجو الإسراع في الرد على حتى لا يزيد ميزان سيئاتي الذي أصبح مجرد بحر من الحبر الأسود وأشكركم جزيل الشكر وأعتذر عن طول رسالتي وكثرة كلامي الذي ربما لن يفيدكم في شيء بخصوص المشكلة .
المعذبة (....) ريم 18 سنة
المعذبة السيئة ريم
26/7/2005
رد المستشار
السلام عليكم يا "ريم".
أنت لا سيئة ولا جيدة أنت إنسان عادي يكافح هواه وما أدراك ما يكافح الناس كل يوم, ولكن يشجع الجميع على الاستمرار في المحاولة والمضي إلى الأمام كرم رب العالمين الذي يعدنا بالغفران إن أخلصنا النية والعزم في التوبة, ووعده لمن نهى النفس عن الهوى بأن له الجنة, وهذا هو حال الناس بين الخوف والرجاء من رب العالمين, فإذا تبت فنعم سيتوب الله عليك.
الأمر السيئ في رسالتك هو قولك لا تخبروني عن العزيمة والإرادة فهو كلام أعرفه سبحان الله!!! وهل كانت رسالة رب العالمين لعبيده إلا كلام وهذا وحده يجب أن يرفع قيمة الكلام المفيد لا أن يدنيه فالكلام يوضح لنا الطريق ولكن لا أحد يستطيع أن يسيطر على سلوكك سوى عقلك والذي لن يصل إليه إلا الكلام, ومن ضمن الكلام الذي يوضح أهمية الكلام قوله تعالى عمن حملوا التوراة ولم يعملوا بها قوله" كمثل الحمار يحمل أسفارا" فالحمار مهما حمل من كتب على ظهره لن تفيده لأنها لن تصل إلى عقله!!
ولكن الكلام يجب أن يصل إلى عقلك ويوجهه إلى ما يحب الله ما دمت بالغة عاقلة, ولو كنت فاقدة للأهلية لما وجب عليك شيء من التكاليف ولا حتى ضبط النفس عن الهوى, ولو كنت غير عاقلة لكان إلزامك بالحدود المرسومة أسهل من خلال تقييدك ولكن هل هذه هي الحياة التي تريدينها لنفسك!!
لا تبرري اندفاعك وراء أهوائك بعناد والدك ولا حتى شوقك لأمك وأختك فأنت بنفسك ذكرت كيف كان يعاملك بطريقة رائعة وأنت صغيرة وهو لم يتغير عزيزتي ولكنه ينتظر منك شيئا من العرفان بالجميل من خلال اتباع تعليماته وما يراه مناسبا لابنته التي قد يكون بارك الله فيه بالغ في تدليلها فلم تعد قادرة على ضبط سلوكها ولا تحمل أي درجة من الإحباط والحرمان.
لا يكفي أن تعرفي ما هو صحيح بل يجب أن تطبقي ما تعرفين كي يكون له قيمة وتذكري القاعدة التي تقول لقد عرفت فالزم.
قد يكون ما تعانين منه شكلا من إدمان الانترنت والذي يتطلب التخلص منه الاعتراف بوجوده أولا، ثم مجاهدة النفس في الابتعاد عنه حيث يصبح نجاح الإنسان في السيطرة على سلوكه هو مصدر الفرح بالنسبة له بدل موضوع الإدمان, ومن أهم الأمور التي تساعد في التخلص من إدمان الانترنت هو شغل الوقت بنشاطات أخرى جماعية, حيث يشكل التواصل مع الناس الواقعيين بديل جيد عن التواصل مع أفكار الآخرين عبر الانترنت ولا يجب أن يكون محتوى الاستخدام سيئا كي يعتبر إدمان.
وجهي اهتمامك وجهة أخرى في الحياة ولعل يكون من بينها مثلا حضور دروس دينية تشجعك وتشد من أزرك في المحافظة على صلاتك وتزيد من رقابتك لنفسك في كل الأمور فلا معنى لنفس لوامة لا تنهى عن الهوى.
وقد يكون سبب معاناتك هو نمط الشخصية المدللة التي لا تستطيع التعامل مع الإحباط وهنا يجب أن توجهي همتك نحو تقوية نفسك والصبر على الحاجات بدل الاستسلام لها فبدون شخصية صلبة يحكمها العقل لن تنجزي أي شيء في حياتك ولا حتى الالتزام بعباداتك فهل هذه هي الحياة التي تريدين؟؟ اليوم أنت ضعيفة أمام الانترنت وقد نقول بسيطة وما يدرينا ما الأمر التالي الذي ستشعرين أنك ضعيفة أمامه؟؟ لعله يكون كارثة!!!
لا يعيش الناس يا ابنتي في هذه الحياة على هواهم وإلا ما الذي يميز الجنة التي نسعى لها؟؟؟, يقوي عزيمة الإنسان سمو الهدف الذي يريد الوصول إليه فإلى أين سيوصلك سرقة خط الشركة وخيانة عهد والدك؟؟ لا أحبذ أنا أساليب الضبط الخارجي في مختلف المواقف، أي أن ما يمعنا لا يجب يكون عصا مرفوعة فوق رؤوسنا وأحبذ ما يعرف بأساليب الضبط الداخلية عندما توجه سلوكنا قيمنا ومبادئنا وحرصنا عليها لا خوفنا من الآخرين, اهتمي بمقاومة هوى نفسك واتبعي كل الطرق التي تعرفينها في ضبط الأهواء من الاستعانة بالدعاء والبحث عن الرفقة الصالحة وإشغال الوقت في أنشطة نختارها بإرادتنا لا تلك التي لا نستطيع مقاومتها وتابعيني بخطواتك في سبيل مقاومة أهواء نفسك فليست المشكلة الحقيقية في رفض والدك بل في ضعف قدرتك على ضبط نفسك.
ويضيف الدكتور وائل أبو هندي الابنة العزيزة أهلا وسهلا بك على مجانين وأشكرك على ثقتك، ليست لدي إضافة بعد ما تفضلت به الدكتورة حنان طقش فقط أود وصف شعوري وأنا أقرأ سطورك فقد استشعرت شيئا من ارتباك مفاهيمك عن العلاقة بين الإنسان وبين ضبط رغباته وعن علاقته بربه وبذنبه كذلك، لذلك أحيلك إلى بعض ما يفيدك في توضيح المفاهيم، كما يبين لك ما تخاف عليك منه مجيبتك وتصفه بأنه قد يكون كارثة لا قدر الله، فقط قومي بنقر العناوين التالية:
وعودي مع الله: تساؤلات وتأملات
دموع الندم وتجديد الإيمان مشاركات
وسقطت في شراك العنكبوت : أختي مدمنة إنترنت ؟
وأنصحك بعد ذلك بأن تصري على التقرب من والدك ولا تلغي طلبك اشتراكه في النت لك ولكن فقط بعد أن تنمي فيه الثقة فيك من خلال تنفيذ ما نصحتك به د.حنان، وأهلا وسهلا بك دائما على مجانين..... ومن تضيق به الدروب أهلا به.