حتى نكون أنفسنا
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
أحب في البداية أن أشكركم على هذا الموقع الرائع والذي استفدت منه كثيرا وإليكم رسالتي والتي أرجوكم أن تنشروها لعلي أجد من يشاركني، إلى كل العالم إلى كل إنسان لازال عنده رأى مستقل لا ينساق وراء ما يقال بل إلى كل عقل قررت أن أكون نفسي...
فهل تستفزك هذه الكلمات لتكمل باقي الرسالة من هو الانتحاري ؟ من هو الفدائي؟ من هو الاستشهادي ؟ من هو العنصري؟ من هو الإرهابي؟
خمس مسميات اختلط تعريفهم في أذهان الناس فالمحطات الفضائية والأرضية للأسف توقفت عن استخدام كلمة الفدائي والاستشهادي واستبدلتهم بالإرهابيين والانتحاريين....؟؟
أليس في الإسلام جهاد وأين الشهادة الحقيقية وسط ما يحدث، سوف أبدأ بنفسي... حتى لا أردد ما يقال والإجابات في رأي هي:
الانتحاري: هو شخص مبتعد عن الحياة عازف عنها لا قضية له ولا انتماء في الغالب يعاني من اضطرابات في الشخصية وهو في ديننا الإسلامي كافر من أهل النار.
الفدائي: شخص شجاع يدافع عن قضية أو وطن ويبذل كل ما يملك حتى روحه فداء لقضيته.
الاستشهادي: هو إنسان مسلم صح إسلامه فهو يضحي بروحه مخلصا النية لله من أجل الدفاع عن الإسلام أو المسلمين أو الأرض أو العرض وهو في أعلى مراتب الجنة.
العنصرية: هي التمييز بين البشر على أساس اللون – الأصل – العرق –الدين وهي نزعة جاهلية ألغاها الإسلام ونهانا عنها فالكل سواسية.
الإرهابي: هو أي إنسان يروع الآخرين فكريا أو ماديا بشكل جائر عدائي - بدون مبرر- على الحقوق والملكيات فهو والمجرم والمافيا سواء –ليس له قضيه أو دين أو حقوق يدافع عنها وهو إنسان دنيوي محب لها كاره للموت ويخافه.
نداء إلى كل مسلم حر أن يشارك برأيه في هذه التعريفات لعلها تكون نواة لبداية جديدة تسمى فيها الأشياء بأسمائها.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
1/2/2006
رد المستشار
الخلط في المفاهيم والمصطلحات والتعريفات آفة شائعة في حياتنا الفكرية والاجتماعية، وطالما ليست للعقل عندنا مكانة، فإننا سنظل وليمة دائمة على موائد كل صاحب فكر وأيدلوجية يتلاعب بنا كيف يشاء!!
قيمة التفكير، وممارسة إعمال العقل أصلا غائبة عندنا أو معيوبة معطوبة، والعقل هو أداة التمييز، والتمييز والحرية في الاختيار هما أساسان للتكليف من الله للإنسان، ومهمتنا هنا في موقعكم هذا أن نستفز العقل، ونستنهض التفكير، ونحرص عليهما وعلى الحوار والكتابة والتعبير، والبعض يستجيب.
ليست المسألة مجرد إطلاق تعريفات أو تحديد معاني مصطلحات، رغم أهمية ذلك، ولكن الأهم هو مراقبة وتدقيق عملية دوران وتداول هذه المفاهيم والمصطلحات، وهذه العملية تظل معطوبة ومتعثرة طالما العقل غائب أو مغيب، والتفكير عاطل أو منشغل بما تعرف من توافه ودنايا.
وبمناسبة رسالتك أكرر ما سبق وقلناه من أن لدينا أزمة حقيقية، ليس فقط في تحديد المفاهيم وتصحيح الأفهام والمصطلحات، أو حتى في تداولها واستخدامها بالعقل، أو بعثه من سباته العميق، الأزمة أيضا في بناء تفكير نقدي وبناء، فلا تبدو لدينا مشكلة، أو لبعضنا على الأقل في أن يموت ميتة شريفة موجعا للعدو، لكن الموت يظل هدما وتدميرا، ولم يكن مقدمة لبناء وإعمار، إذا لم تكن في الأمة روح الإعمار، وفكر الإعمار، ومنهج الإعمار، فستكون مقتلة الشهيد وساما فرديا خاصا يلقى الله به، ونزفه نحن فرحين ثم نعود لواقعنا المتخلف أقول ليست معضلة كبيرة أن يميز أي عاقل، أو حتى منصف من الأغراب بين الانتحاري والفدائي، بين المجرم والاستشهادي، ولكن تبدو مشكلة معضلتنا كامنة في عقلية البناء والتشييد والتخطيط والمعارك طويلة المدى، فهذه غائبة عن الحكومات والناس إلا من رحم ربك.
لاحظ مثلا أن سؤالك عن الاستشهاد قد تجاوزته الأحداث بكثير، فنحن اليوم –جميعا– من أمام تحدي من نوع آخر، تحدي لم نستعد له، ولا نكاد مفقه أو نعرف مفرداته أو مساراته!! فضلا عن مصطلحاته ومفاهيمه!! "حماس" المجاهدة في مأزق لا تحسد عليه، وفلسطين اليوم في حاجة إلى جهود بناء وتخطيط، وحشد تأييد من نوع مختلف، تحتاج إلى ظهر مدني إسلامي وعالمي لتنجح في المقاومة بالسلاح، ولتنجح في البناء وكما نجحت في الفداء، فمن يطوي فمن يطوي يا أخي صفحة الموت –ولو مؤقتا– ويحدثنا عن تحديات وخطط وواجبات إعمار الأرض، ومصاعب الحياة؟!!
من يكف الألسنة عن تكرار الكلام في فقه الموت الشريف، وهو حق ونبيل، لتنطلق الألسنة في الحوار عن العيش الشريف، وهو الأصل في حكمة خلق الله للإنسان على الأرض، فما خلقه الله ليموت، ولكن ليعمل مستهديا بهدي الله، ومستعدا دوما لتقديم كشف الحساب والإنجازات والأعمال حين يبقى الله في الموعد الذي حدده له.
تحتاج أمتنا إلى فقه جديد، وخطاب جديد، وعقلية جديدة، وبسرعة. أو سيغرقها الطوفان وهي تفرح به لأنه ميتة شريفة!!! فما هذا الذي نقوله ونفعله؟!
واقرأ:
قيمة العقل في الإسلام ! ماذا جرى؟
ويتبع:>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>> فدائي وإعماري أم....واجبُ الوقت مشاركات