الحزن لا يفارقني: فارقيه أنت
صديقتي.... لا تبكى على اللبن المسكوب... مثل ما كتبت.... عمرك 20 - 25 سنة، يعنى لسه قدامك العمر الطويل أن شاء الله وتقدري تعملي اللي أنت عاوزاه... وبر الوالدين له حدود..... الطاعة العمياء ليست من الدين في شيء...... ابحثى عن سعادتك بجرأة مادامت في رضا الله... ولا تخشى السيف الذي يضعونه فوق رقابنا ويسمونه الأدب وبر الوالدين...... إلا يعلمون أنهم سيحاسبون على بر الأبناء أيضا... اغلبهم لا يعلمون...... اجعلي رقيبك هو الله.... وانطلقي في الحياة افعلي ما تحبين...... نمى قدراتك....... ما حك جلدك مثل ظفرك.......
الإباء من فرط حبهم للأبناء يحبسونهم في قفص من ذهب..... ولا يدرون أن القفص سجن وان كان من ذهب..... وأن التجربة و أن فشلت لها اثر طيب.... وتكسب الخبرات الأب والأم حائط يصد عنا ماداما على وجه الأرض..... ولكن سنة الحياة أنا يتركونا بعد فترة لنواجه الحياة بدون حائط يحمينا...... أنت على حق.... ادرسي ما تحبين لأنك فيه فقط ستنجحين وتتميزين..... تمردي ولكن بأدب....... واعترضي وأنت بارة بوالديك.... لا تعارض في ذلك... صدقيني.
أما موضوع الزواج..... قد تكون أفكارهم أيضا خاطئة..... ولكن أنت أيضا صغيرة.... وخبراتك قليله.... تروى... ولا تفعلي شيئا تندمين عليه..... ولا تطيعينهم إلا إذا رضيت نفسك... تمسكي بحبيبك أن كان يستحق حتى يرضون به..... اعرف شابا وفتاة تمسكا ببعضهما لمدة خمس سنوات وحاربوا معارضة العائلتين بصبر وكلهم حرص على بر الوالدين حتى رضخ الأهل أخيرا وتزوجا وزالت العقبات.... ولكن لا تتزوجي أبدا ضد رغبتهم..... والله الموفق... ولا تنسى الصبر والصلاة والدعاء.
16/01/2007
رد المستشار
السلام عليكم؛
أشكرك على مشاركتك مراسلتنا بالرأي وأتفق معك بأن بر الوالدين لا يعني الرضوخ الأعمى بل هو أبعد من ذلك أنه خفض جناح الذل لهما كما أوصانا رب العالمين.
لا يضمن أحد النجاح في الحياة ولذا لا يجب أن نحاسب على النتائج بل على ما نبذله من جهد وكذلك الوالدين فأنا أحاسبهم على تفريطهم لا أخطائهم وإن كان من أخطائهم حرمان الأولاد من فرص تعلم مهارات الحياة.
أتمنى أن أرى أساليب تربيتنا العربية مختلفة كما أتمنى أن أرى زيادة في مستوى حس المسئولية لدى أولادنا, أريد لجميع أولادنا قبل المطالبة بحقوقهم أن يتولوا مسئولياتهم وليس أبسطها مسئوليتهم عن عدم شق عصا الطاعة على والديهم, أعرف أن بعض الوالدين قساة يزيدون مصاعب الحياة ولكن مثلهم أمرنا ربنا بأن نصاحبهم في الدنيا معروفا.
أحييك على وضعك شرط التمسك بالحب بأن يكون أهلا له بناء على حكم العقل لا أن يستخدم كساحة لمحاربة سلطة الوالدين فقط فالآلام القلب لا تشفى سريعا فلنتجنبها ما استطعنا بالاستنارة برأي من يعرفنا خير المعرفة.
مشكلتها أبعد وأعقد من علاقة عاطفية لا يوافق عليها الوالدان فهي تقف متجاهلة كل ما لديها من ذكاء وما يفترض أنه لديها من قدرة على تطوير ذاتها مكتفية بلوم والديها ولن يفيدها هذا ولن يذهب الحزن عنها سوى العمل على بناء واكتساب الشخصية والحياة التي ترى أنها أهل لها مع خالص دعائنا لها بالتوفيق ولنحصل على بناء متين يجب أن تكون خطواتنا مدروسة وناضجة.
الصورة قاتمة نفتحها شوية ونقول بلاش العتاب ولنجتهد بـ"وما توفيقي إلا بالله"، وما أصابك ما كان ليخطئك وانظر لغدك