صح..أنت لا تعرف ما تريد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أنا جذبتني مشكلة السائل، ورد د.نعمت.. وذلك لأني في نفس المشكلة تقريباًً، وهو كيف يختار الإنسان شريكة حياته في مجتمعنا -المصري- في الوقت الحاضر.. المشكلة لها طرفان، الأول هو التشبث بمثالية معينة من حيث طبيعة إحساس القبول المتوقع وعادة تكون التوقعات عالية جدا ً وعادة يؤدي ذلك لصدمة عند المقابلة لأن المتقدم يدخل المقابلة بأفق توقعات عالي، أو مثالي، وذلك عادة الأفلام والأغاني والقصص، ولكن لا يعني ذلك أن يعقد الإنسان العزم على أول واحدة يتقابل معها.. بل يجب التأني، والاستخارة.. فبالتأني تعطي فرصة لنفسك لتتحقق من شكوكك في عدم وجود توافق من أي نوع وأيضاً فرصة لاستكشاف كليكما للآخر، وبالاستخارة لا تندم على أي قرار تتخذه لأنك تعلم يقينا أن الله يريد الخير لك.
الطرف الآخر -الذي أصبح عائقا ً- وأعتقد أن هذا هو محور سؤال السائل: وهو تنوع أنماط الحياة المعاصرة عن ذي قبل.. الناس في الماضي القريب -أيام الأربعينات والستينات- كانت تتعلم في مدارس حكومة لها منهج دراسي واحد، أنماط الحياة لم تكن بالتنوع التي هي عليه اليوم، الكل كان يدخل الجامعة الحكومية أو الأمريكية، التليفزيون كان قناة أو اثنين، المؤثرات الثقافية للناس كانت محدودة، الوضع الآن مختلف تماما، فهناك مدارس حكومة متهالكة، مدارس خاصة نص نص، مدارس خاصة بأسعار غريبة، مدارس وجامعات أجنبية من ألمانيا وفرنسا وبريطانيا، قنوات محلية وفضائية في منتهى التناقض الأيدولوجي، مستوى الخدمات الحكومية المتهالك جعل من تفاوت المستوى الاقتصادي للناس مؤثرا في تركيبتهم الثقافية والاجتماعية عن ذي قبل.. الفروقات المادية في منتصف القرن المادية لم تكن ذات تأثير ملحوظ على أسلوب كلام الناس، وطبيعة علاقتهم الاجتماعية كما هو الحال الآن.. المجتمع الآن أصبح متعدد الاتجاهات ومتناقض في العديد منها.
بصورة أكثر بساطة: الناس بقت مختلفة تماما في أسلوب حياتها، ومعايير حكمها على الأمور، تركيبة العلاقات الاجتماعية في العائلة وما هو مقبول في خروجات البنت وفي الاختلاط. ممكن الاختلافات دي كانت موجودة قبل ذلك لأنها أصبحت أكثر ظهورا وتناقضا عن ذي قبل.
لازم قبل ما تدخل أي موضوع ارتباط إنك تتأنى في السؤال عن الناس الأول، وخصوصا والدها ووالدتها، طبيعة شغلهم، طباعهم الشخصية، ساكنين فين، من فين بلدهم، أعمامها وخيلانها، إخوتها، وتأخذ وقتك.. مقابلة وإثنين وثلاثة.. تحاول من خلال السؤال والمقابلات أن تجد أرض مشتركة ممكن تبنو فيها بيت الحب المنشود، ولو لم تشعر بقبول أو على الأقل راحة، ببساطة متكملش.. ودور ثاني.. وثالث ورابع. لكن ما ترتبطش لمجرد إنك زهقت من التدوير.. الإنسان بيقابل ناس كثيرة في حياته على مدار اليوم الواحد، مش معنى ده إن أي واحدة تنفع.
أنا مش عايز أخرب على حد، لكن ده مش خروجة مع واحد صاحبك مبتحبوش وأهي ساعتين ويعدو.. ده عمر وحياة، مش واحد صاحبك هتطنشه ومتردش على تليفوناته، ده إنسان هينام معاك في سرير واحد، شخصيتك نفسها بتكمل تشكيلها أكثر من خلال طبيعة العلاقة اللي بينك وبين مراتك، فليه تخلق لنفسك عقدة لا حالة لك بها، العلاقة بين الزوجين بتفرق كتير في شخصية الناس، ورأيت هذا في أكثر من شخص.. سواء بالسلب أو الإيجاب.
اللي أنصح بيه حاجتين.. حاول تقرب لخطبيتك أكثر من غير أفق التوقعات العالي، ممكن تجد نفسك معاها على أرض مشتركة.. لكن لو ما حسيتش ده ونفورك زاد، إستخير ربنا وقرر ما تريده حقا..
وأرحب بتعليق د.نعمت، ونهاية الله أعلم بالخير.
27/1/2007
رد المستشار
ولدي العزيز
الحقيقة للمرة التانية أقولك يا أحمد يا مصري أنا ضعيفة جدا أساسا أمام لأسمك.... لإنه اسم عزيز قوي وأنا شاكرة لك جدا هذه الكلمات الموجزة الجامعة معاك حق... ياريت تتخذ من هذه الكلمات توقيع مثلا أو عنوان على صفحاتك لعلك تساعد في غسيل كل القاذورات التي دخلت مع الإعلام والتي أصبح بسببها الزواج عزيز جدا في مجتمعنا وإذا حدث فهو ينتهي في ثلث الحالات بالطلاق.
معك حق:
لازم قبل ما تدخل أي موضوع ارتباط إنك تتأنى في السؤال عن الناس الأول.. وخصوصا والدها ووالدتها, طبيعة شغلهم, طباعهم الشخصية, ساكنين فين, من فين بلدهم, أعمامها وخيلانها, إخوتها, وتأخذ وقتك.. مقابلة وإثنين وثلاثة.. تحاول من خلال السؤال والمقابلات أن تجد أرضا مشتركة ممكن تبنو فيها بيت الحب المنشود, ولو لم تشعر بقبول أو على الأقل راحة, ببساطة متكملش.. ودور ثاني.. وثالث ورابع.
لكن ما ترتبطش لمجرد إنك زهقت من التدوير.. الإنسان بيقابل ناس كتيرة في حياته على مدار اليوم الواحد, مش معنى ده إن أي واحدة تنفع.. مش لما يشوفها يقول لأ... مجرد نظرة من بعيد استطاع أن يستجمع فيها كل شيء ليقرر لحياة كاملة وعادة يكون القرار لأن شعرها أصفر وعينيها خضر... أو لمجرد أنها بيضاء زي القشدة..... ولم يصادفني أكثر من ذلك للقبول... أو لأ لأ لأ لأنها سمراء أو خمرية.... ومازلنا لا نتدخل في تزويج بناتنا الحبيبات من الجنوب.... فمازال اللون عربي وليس أفريقى ياريت نبروز مشاركتك ونوزعها على الشباب... البيوت تحتاج أساس والأساس يجب أن يكون متين..... أما ولدى الآخر صاحب المشكلة الرئيسية فأنا شخصيا أرى في هذه الزيجة نوع من الانسجام على كافة الأصعدة..... وما يبحث عنه لا يعرفه أحد ولا حتى هو..... إذن قبل أن يبكى النحاس الله يرحمه مبروك عليه خطيبته التي تبذل كل جهد لإرضائه وإسعاده وأهلها وأهله على وفاق وتناغم.