صراع نفسي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وخير بداية لا تكون إلا بالصلاة والسلام على خاتم المرسلين وخير الخلق أجمعين سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام, أما بعد؛
أولا هذه رواية قد سمعتها عن زميل وهي محيرة جدا وهي تتلخص في أنه شاب مهذب وملتزم وهادئ الطباع وأهله فخورين به _طالما هو طائع _ ومشكلة هذا الشاب أنه يريد الارتباط بفتاه مهذبة "بنت ناس طيبين" ومن الواضح أن هذه هي المشكلة (أنهم ناس على قد حالهم) وأهل الشاب رافضين رفض تام لا رجعة فيه والمثير للدهشة التي تقود للجنون _بدون مبالغة_ أن هذا الرفض أسبابه مرة أن أهلها بسطاء ومرة أخرى (دول أهلها بتوع مشاكل) وهذا بدون دلائل والشاب يريد فعلا الارتباط بها وهي أيضا وهو لا يعرف ماذا يفعل.
حاول أقناعهم مرارا وتكرارا ولجأ لوساطة الأهل لمحاولة الإقناع وكل ذلك بدون جدوى وهو تكلم مرة مع خال الفتاة وهذا بسبب رفض الفتاة لمن يتقدمون لخطبتها _فوالدها متوفى_ وقد احترمه خالها كثيرا وقد صارح الشاب والده بهذا الحديث وقال له والده وماذا كان رد خالها عليك فرد بما رد به خالها وهو أنه لن يأخذه من أهله، وعندما يحل مشاكله أهلا به فسمع الوالد الرد وسكت قليلا ثم قال (البنت كويسة وزى الفل وأهلها كويسين وأنا برده مش موافق).
وآخر ما اهتدى إليه هذا الشاب هو الحل الذي كان يعرضه عليه والده سابقا وهو السفر لمحافظة أخرى للعمل كي يبعده عنها وهو كان يرفض ذلك سابقا فوالده يسافر أيضا _للعمل في مجال السياحة_ كل أسبوعين أو 10 أيام ولكن هذا يعد حل بالنسبة له الآن حتى لا يراها دائما أمامه, والمحير في الموضوع هو الآراء المختلفة التي يسمعها من أقارب له منهم من يقول أنساها ورضا الأهل لا يعوض _فهم يقولون اختار يا احنا يا هي_ ومنهم من يقول اسأل أهل الذكر في الأمر ماذا تفعل هل تتزوجها أم ماذا؟, ومنهم من يقول تزوجها وعن تجربة شخصية خاصة به _وهذه نصيحة زميل له في العمل_ وكل شيء يتداوى مع الأيام، وكل ذلك والشاب بمفرده يقع في صراع نفسي فظيع لا وصف له.......
رجائي أن يتم الاهتمام والرد سريعا
وشكرا على سعة صدركم ووفقكم الله دائما لكل ما هو نافع ومفيد.
17/3/2007
رد المستشار
من تتحدثين عنه قد بلغ من الرشد أرذله... فرضاء الأهل مهم ومباركتهم للزواج له الأثر الكبير ولكن...... للإقناع أشكال أخرى أكثر مناسبة من المناقشة الصريحة والتصادم، فالحق لا يمنح ولا يكتسب ولكن فقط يؤخذ ولكن يبقى الأهم كيفية أخذه مع الاحتفاظ بالبر وعدم التناطح أو الخسائر، وقبل الحديث عن الكيفية أتصور خطوة أهم كثيرا دون ضغوط استشارات متضاربة متعارضة وهو سؤال يحتاج من زميلك الإجابة عليه برجولة "هل حقا يحبها ويتحمل تبعات اختياره لها أم لا؟"
ولا يجوز في ردة على هذا السؤال أن يخدع نفسه أو يتوهم أمرا غير حقيقي فان وجد في نفسه تفاوضا لتركها بعد قليل أو كثير من الوقت أو تحت تأثير كل ما سبق أو بعضة فمن الرجولة أيضا أن يعتذر برفق، أما إذا تأكد من رغبته الحقيقية والتي ستجعله يتحمل من أجلها وقت وجهد وصبر مع الأهل وتحمل نتيجة اختياره فعليه أن يبدأ بأحد تلك الطرق -وذلك بافتراض أن رفض أسرة زميلك لا يرجع لتحفظ خلقي أو غيره كما أوضح لك- عدم النقاش الصريح مع أهله حول الرغبة في الارتباط بها ولكن الحوار المعنوي كتغير دفء العلاقة فيكون الأدب مع الأهل ولكن دون ود فيفتقدونه معه.
* الانزواء وإشعارهم بأنه حزين ووحيد وغير سعيد بعدم ارتباطه بمحبوبته.
* إدخال أحد العقلاء ومن لهم كلمة في العائلة للتوسط ومحاولة كسب ودهم كل فتره.
* توضيح الإصرار المهذب بعدم الزواج ما دام لن يتزوج بمن يحب.
* عدم المشاركة الاجتماعية المعتاد عليها معهم.
* توضيح تمسك الفتاة به حيث أنها ترفض الزواج بغيرة حتى الآن.
* توضيح خلق أسرة الفتاة لأنهم يريدون مباركة أهله.
* تذكيرهم بأن الله قال على لسان رسوله الكريم "لم يرى للمتحابين إلا النكاح" فالحياة شاقه وتحتاج لمجهود وصبر وتحمل للمسؤوليات والحب بين الزوجين هو المعين الرئيسي لسير دفة الزواج في سلام.
كل ما قلته سيأخذ وقتا وجهدا يقويه عليه تأكده من صدق مشاعره تجاه محبوبته ولكن يظل في إطار الإصرار المهذب لأنه حقه الشرعي والإنساني أن يختار من تشاركه حياته أضيفي لذلك كونه رجلا صاحب قرار إن لم يستطع أخذه اليوم فسيتردد وينهزم كثيرا بعد ذلك.