ما الحب إلا للحب الأول..!
السلام عليكم؛ أولا حبيت أشكركم وأهنئكم على الموقع الرائع، أنا عارف أنو يمكن دي الصفحة مش للمشاكل لكن أنا بحاجة لمساعدتكم......
مشكلتي أني أنا يا دكتور من قبل 3سنين أول مرة أحب وحبيت واحدة من جد من كل قلبي حبيتها كانت هي الحياة بالنسبة لي كنت كل تفصيلة فيها، افترقنا لظروف معينة وتزوجت والآن عندها أولاد، المهم بعد ما افترقنا طبعا كنت في حالة نفسية وكنت جدا تعبان ومرت الأيام وانتهى الحزن والألم وعشت حياتي، تعرفت على بنات كتير وكل بنت ما أقدر أستمر معها اكتر من شهرين وأتركها، وأحيانا تجيء في بالي حبيبتي الأولى من فترة إلى فترة ويحن قلبي.
المهم تعرفت على واحدة أحبتني وكنت أعتقد أني حبيتها وبعد سنة من علاقتنا ولمن بدأ الوقت اللي من جد لقيت نفسي بهرب منها وأحاول أتحشاها وتصدق أني حتى لمن أكلمها بالتليفون كنت أحس بقرف والله.
المهم أنا تركت البنت بسكات حتى من دون ما أديها سبب وهي بتحاول تفهم ليش إديتها سبب شبه حقيقي، وما زالت إلى الآن بتحاول أنها تكلمني بأي وسيلة، المشكلة أني إلى الآن عندي مشاعر اتجاه أول حب وماني عارف ايش اسوي.
ما لقيت البنت اللي تحسسني نفس الأحاسيس اللي كنت أحسها معاها وأحس انو في شي ليا عندها، ويا دكتور أنا حاليا موظف ودي أول وظيفة بشتغلها وأول يوم اشتغلت في كنت متحمس وكنت أبغى انتقالي انو كان موجود واحد أجنبي معايا وهو أقدم مني وطبعا المفروض انو هو اللي يدربني لكن للأسف ما يحاول انو يدربني أو يعلمني عشان ما أكون مكانه وصرت أحس انو الحياة مملة وما فيها أي أكشن أو أي شيء حلو حياة روتينية وأنا الروتين يخنقني، وما أحس أني أنا مبسوط، أحس أني مجبور أتعايش مع الوضع.
أنا نفسي تشوف لي حل الله يخليك...... وشكرا.
وآسف على الإطالة
29/3/2007
رد المستشار
مسكين من يتصور أن الحب الأول يمكن تكراره... فهو أول... لم يسبقه حب ولن يماثله حب آخر مهما فعلنا لذا فقد عز مقامه وعلت مكانته وتزدان وتزداد مكانته إن كان حقيقيا فيصبح قلب المحب بين شقي الرحى عند الفراق!!
والحب الأول يتميز بما لن يتميز به أي حب يأتي في حياتنا من بعده -وإن تكررت خطواته- فلقد كان غضا بكرا بدأ بمتعة الاستكشاف والتلصص اللذيذ علي عالم الآخر ومرّ بلّذة التجريب والتواصل مع من نهوى القرب منه فيه قرأنا الشعر وكتبناه بأيدينا شوقا وحبا أو خوفا وقلقا... معه سلّمنا للموسيقى أنفسنا لتجري في أوصالنا فرحة وكأنها تخرج من بين دقات قلبينا لا من غيره... فيه ناجينا -القمر- ذلك الشاهد الصامت دوما ننظر إليه وينظر إلينا في بهجة تتوارى عن العيون خجلا... حتى في فراقه استأثر بعدم التكرار فلوعة فراق الحب الأول وإن فارقنا ألف حبيب وحبيب بعده لا تتكرر!
مسكين من يحبس أنفاسه عن حاضره ويتخاذل نحو صوت المستقبل وهو يناديه وقد قبل أن يحيا في التاريخ يتعامل مع أشباح ويناجي أطيافا متجرعا آلام الذكريات فاقدا الأمل في الغد ذاهلا عن أن الغد سيأتي لا محالة وقد وقف هنالك متخاذلا سلبيا يري أحلامه تهوي حلما تلو الآخر.
خسيس من يرمي قلبه في الوادي البعيد لينساه... محاولا أن يمحو من عمره جزءً غاليا عليه، فيه شعر بقلب آخر يهواه ويتمنى العيش له ومعه... خسيس من لا يحترم مشاعره ويقف عندها مرثيا تارة معترفا بعجزه عن تغيير الواقع تارة ومفاوضا تارة حتى يصل لحالة الرضا والرجاء في رحمة الله منتظرا المنح آجلا أم عاجلا.
فهكذا يكون إنسانا تعلو فيه بشريته حين يقف لفترة يحترم فيها حزنه على جزء غال من عمره مضى وقد أخذ معه من يهواه ويرغب!
وبين احترام حبنا الماضي الغالي الجميل وفرضية العيش مع الواقع الجديد.... علينا أن نقف على أقدامنا لنرى بوضوح إلى أين نسير؟ وماذا نريد لأنفسنا؟ محتفظين معنا بأمر هام لا ندعه يغرب عن أعيننا وهو "أن نحنو علي أنفسنا لأنها هي الأبقى وأن الحفاظ عليها هو الأجدى" لنستطيع أن نستمتع بروعة الماضي بداخلنا ونتعامل مع بهجة المستقبل فتتوازن.
لذا سأعرض عليك عدة نقاط لعلك تدركها...
.. الحب غير الزواج!! ولا تتعجب فالحب مشاعر وأحاسيس وأحلام واعدة أما الزواج فيظهر لنا ما خفي عنا حيث المتعة نعم ولكن بثمن فتتمتع بالأبوة مثلا وتدفع ثمن ذلك صراخه ليلا حين تتوق للنعاس أو مرضه المتكرر وتحمل مسؤولية إسعاده وهكذا في كل الشؤون.
.. الإنسان يتحسر دوما على ما فاته متصورا أن ما فاته كان بالضرورة أفضل... وقد يكون حقا أفضل ولكنه قد لا يكون الأنسب له -علوا كان عنه أو دنوا- وينسى في تحسره هذا ما في يديه ليراه "بروّية" فيقع فريسة التحسر والمقارنة مرة أو ضحية لقرارات هوجاء يتصورها ترياقا مرة أخرى.
.. لا تقاوم الذكريات فلا تعارض بين الوفاء للماضي بما يليق مع مراعاة الحاضر بواجباته ومتطلباته فقد تكون أحببت شمسا مشرقة لكنها ظلت بعيدة عنك لسبب أو لآخر وقد ترتبط بسراج منير لكنه بين يديك وكلاهما نور والنور لا يعاكس بعضه بعضا فلتحتفظ بذكرياتك في قلبك مستدفئا بها فرحا ولا تجعلها عثرة تحجب عنك الرؤية فقط تصالح مع الحاضر فتخطو للمستقبل...
والحاضر يقول لك أنك تحتاج لهدنة فأسوا ما يمكن عمله أن تخرج من حب ملأ عليك قلبك لتنخرط في علاقة أو زواج ولم تبرأ منه بعد أو علي الأقل لم تعطِ للزمن فرصته ليقوم بدوره ولو قليلا.
.. في مجال عملك أجد الكثير مما يفيدك منها:
* أنه فرصة للحصول على الهدنة التي ذكرتها لك والتي من الضروري الحصول عليها فتحميك من الدخول في معارك حالية أنت في غنى عنها ولتقف عند حدود السبب شبه الحقيقي الذي قلته للفتاة الأخرى معتذرا لها دون تلاعب بها أو مراوغة حتى لا تشقى بعلاقة غير حقيقية بداخلك ناهيك عن أنه موقف يتعارض مع الرجولة ولا يجوز هنا أن تفكر بطريقة عصفور في اليد أو أنها تشغل فراغك وتنسيك حبيبتك فلن تتجرع إلا المزيد من التيه والاكتئاب فاثبت.
* أنك تحتاج لتمارس تخصصك وأن تخوض حياتك العملية فهي رأس مالك وأكبر ما يمكن أن يعطيك إحساسا بالنجاح والقيمة وهذه أول تجربة لك في العمل فلا تنشغل عن النجاح فيها بأمر آخر ولا تستسلم لمكر مدربك الذي لا يعطيك فهكذا دوما نجد في العمل هذا الصنف ممن يحبس المعلومات عمن سيأتي من بعده ولكن مهارتك ستظهر حين تتعامل معه بطريقة تجعلك تحصل منه على ما تريد أو تقترب مما تريد وهنا يمكنك أن تتواصل معه إنسانيا واجتماعيا خارج إطار العمل قليلا ليتغير نحوك أو تستخدم طريقة السؤال والاستفسار بالشكل الذي يجعله يذكر بعض التفاصيل أو تتغاضى تماما عن طريقة السؤال المباشر والتفكر بطريقة العطاء قبل الأخذ فتعطيه معلومات لا يجيد معرفتها في مجال مقارب أو بعيد قليلا ثم تتحاور معه حول مجال عملك شيئا فشيئا ولا مانع من الاعتماد على نفسك في محاولة الوصول للمعلومة التي تحتاج إليها قدر الإمكان أو لتقرأ أكثر في مجالك الذي تعمل به للحصول على المعلومات التي تتعلق بعملك ولا مانع أيضا من توصيل رسالة مغلفة بالذوق للأعلى منكما ليتضح أمر عدم قيامه بتعليمك لعلها تجدي ولا تنسى أن من أشهر طرق التعلم، التعلم بالملاحظة والتعلم بالمحاكاة والتعلم بطريقة المحاولة والخطأ وكل ما ذكرته سيتطلب منك إرادة وجهد ووقت وانشغال وهو المطلوب.
.. أين الباقي منك؟ فهذا شأن قلبك وهذا شأن عملك فما شأن هواياتك وصداقاتك وزملائك أم لم يتبقَ منهم شيء؟ فلتتفقد تلك الأوراق من جديد باحثا عن قتل مللك وعن دور فيه.
عندما تأخذ قسطك من الهدنة ويحين الوقت للزواج عليك ألا تنسى أن تبحث فيمن ستشاركك حياتك عن صفات تحتاج إليها وترغبها وتبعد عن صفات تكرهها ولا يمكن التعايش معها ولاحظ أني ذكرت صفات وليس شخصا على أن يكون في إطار من القبول والارتياح ولتترك مرة أخرى للزمن يقوم بدوره وتذكر أن النجاح في الزواج تسعة أعشار نجاحه في حسن الاختيار.
.. إذا سألت أحدا هل أنت سعيدا؟ فستجد عجبا في النتائج عما إذا سألته هل أنت تعيسا؟ فالحديث عن السعادة غير الحديث عن التعاسة مع نفس الشخص!! وحقيقة السعادة ليست في الفرحة الدائمة ولا الابتهاج المستمر فهذا المستحيل بعينه أما السعادة فهي الرضا وأن تشعر في نفسك أن الأمور تسير عامة على ما يرام فإذا وصلت لذلك فستستطيع أن تحصل على الفرح والابتهاج وكأني أريد أن أقول أن المفتاح في الرضا فحين نحصل عليه بعد قليل أو كثير من الوقت أو المجهود سنستطيع أن نسعد أنفسنا ونقتل الملل وشبح الأحزان فقط قرر أن تكون في حال أفضل واسأل نفسك عندما استسلمت لأحزانك ماذا جنيت؟
ويتبع >>>>: حب لا يتكرر مشاركة