السلام عليكم
بداية سامحوني لو أطلت عليكم شكواي، فقد طال عليّ الهم كثيراً.
منذ العام تقريباً تقدم لخطبتي شاب كنت أحبه ورفضته أمي -والدي متوفى- ومرّ العام وقد قررنا سوياً أن نتابع مع أمي المحاولات بهدوء، لكن هذا العام لم يمر عليّ بهدوء! بدأت أقلق: هل أنا مصيبة في اختياري أم لا؟ هل أمي تعلم أكثر مني أم لا؟ أأستمر أم لا؟ هل هو شخص جيد أم لا؟ هل سأكون سعيدة أم لا؟ هل أبتعد أم لا؟... تساؤلات تساؤلات ومخاوف وإعادة التفكير في كل شيء، موت في بعدي عنه وفي قربي منه؟ ماذا أفعل لا أدري! ومع الوقت تداركت الأمور وهدأت وخصوصاً لأن رفض أمي كان بسبب غير منطقي، وبعده ظهرت في وجهي حبوباً لجأت لعلاجها بدواء يسمى (إيزوتروتنوين) بعد أسبوعين من استعماله بدأت أشعر بتعب ودوخة وفقدان تركيز وضيق، وعندما زرت طبيب مخ وأعصاب قال لي أن الدواء سبب لي حالة من الاكتئاب، وقد ذكر هذا في نشرة الدواء.
المهم صرف لي دواء اسمه (مودابكس) أخذت منه حبة مساءً وإذا بي أقوم يوماً من النوم في حاله لم أستغرق في وصفها لأني شعرت أني سأفارق الحياة وبكيبت بشدة! ثم فقدت قدرتي على النوم؛ كنت أنام في حضن أمي حتى أهدأ، صرت أخشى الليل والنوم وبدأت أكتئب أكثر وأكثر، كنت أشعر أني لست موجودة في هذه الدنيا! بدأت اشعر بتنمل في ظهري وعرق غزير ليلاً وانتفاضات وقشعريرة، ذهبت لطبيب آخر أعطاني (دوجماتيل فورت) مع "مودابكس" واستمر العلاج شهراً شعرت بتحسن حينها، ثم طلب مني الطبيب أن أتوقف عن الدواء -كان هذا بتاريخ 16-12-2009- بعدها بدأت أشعر بضيق ونعاس نهاراً وعندي شعور غريب لا أستطيع وصفه بدقة، يشبه حالة الإجهاد وضياع التركيز التي تصاحب نوبات البرد الشديد.
انتكست حالتي من جديد؛ دوخة وإرهاق وعصبية واكتئاب ونظرة سوداوية للمستقبل وقلق من كل شيء في مستقبلي لدرجة أني أتخيل حياتي سلسلة من المعاناة، حتى أني أخشى الزواج ممن أحب وأتخيل أن الزواج بداية النهاية، وأني سأحيى تعيسة وسأكره أولادي! مشاعر سلبية بشعة أطاحت بكل ما أملك من راحة.. أعطاني الطبيب دواء (أركاليون) وحينها طلب مني عمل تخطيط للدماغ، فذهبت لطبيب سامحه الله قال لي أن عندي كهرباء على المخ! صدمت ودارت بي الدنيا وبكيت بشدة حتى ذهبت لطبيبي المعالج وأخبرني أنه لا يوجد عندي شيء إطلاقاً وقياس المخ سليم، وطلب مني فحوصات دم شاملة وغدد وكلها لله الحمد سليمة.
بدأت أعانى من شد فظيع على رأسي وطنين وعيوني زائغة ترفض التركيز وتقلص في عضلات وجهي وصداع، وكنت أعاني أصلاً من آلام في الفك، ذهبت لطبيب جراحة الفك وأعطاني باسط للعضلات ارتحت عليه قليلاً، وذهبت لطبيب أنف وأذن قال لي أني لا أشكو شيئاً رغم أني أشعر أني أعاني دائماً من أعراض البرد، وكتب لي مقويات وفيتامينات بدأت معدتي وجهازي الهضمي في الشكوى، فذهبت للطبيب ولم أجد شيئاً.
ذهبت لطبيب نفسي كتب لي دواء يسمى (تريتيكو) بجرعة 50 لمرة يومياً ومعه دواء (توب مود) استمريت عليه شهراً وما زلت مستمرة. حالتي النفسية تحسنت قليلاً وبقيت الأعراض الأخرى، كل هذا وأنا أحاول أن أتماسك 4 أشهر ونصف حتى الآن، وأنا ألجأ لله عزّ وجلّ ثم ذهبت لعمل تحليل سرعة ترسيب لأني أعاني من أوجاع في ظهري، وجاءت عالية نوعاً ما فكتب لي الطبيب حقن بنسلين أخذتها حتى اكتشفت أن الصيدلي صرف لي الدواء الخطأ! انهرت رغم أن الطبيب طمأنني أن لا يوجد أي خطر على الإطلاق... كان هذا آخر ما حدث لي.
مرّت أياماً وبدأت الأعراض البدنية تزداد شدة، تركت الرياضة وتركت دراستي وأخذت في البكاء؛ حيناً أستطيع أن أدعم نفسي بالأفكار الإيجابية وأبدأ في المقاومة، لكن سرعان ما أنهار فأخاف أن يلازمني هذا الشعور بالتوهان رغم أني أدرك ما يحدث حولي وأشارك فيه، وكأنني في مكان والدنيا في مكان! وفقدان التركيز والدوخة. بدأت أشعر أني لا أقوى على الحياة بهذا الشعور، بدأت أتعب من أقل تفكير، والرغبة في التركيز على أي شيء، تعبت واستسلمت.
لا أعرف ماذا يحدث لي! أجيبوني بارك الله فيكم: هل الدواء الذي تناولته في البداية لعلاج الحبوب أصابني بشيء لا أعرفه؟ أم أنا ماذا؟ ماذا يحدث لي، أنا تلك الشابة التي كانت تملأ الدنيا حباً وأملاً؟ هل سأحيى هكذا طوال عمري؟ لقد ابتعدت عمّن أحب رغم أن الظروف تحسنت خوفاً مني أن يعيش هذا الشاب الجميل مع فتاة مريضة. أغيثوني!.
R03;وأخيراً، أود أن أضيف ملحوظة أن الشعور بالدوخة وما يشبه التوهان والإرهاق الذهني جاءني مرة وأنا في سن 13 عاماً، ومرة في بداية مرحلة الثانوية العامة، لكنه كان أخفّ وانتهى.
26/02/2010
رد المستشار
أهلاً وسهلاً بالأخت الكريمة،
حالتك تندرج ضمن القلق والكآبة المختلطة.
بداية أوصيك باستشارة طبيب نفسي واحد وحسب والالتزام معه، لأن تعدد الأطباء يوقعك بخطأ كل منهم. ثم لا بد من تقييم أمور يعينها لديك... ومنها:
تحليل حديث للغدة الدرقية: TSH, Free T4
تحري وجود أو عدم وجود قصة وجود اضطرابات مزاجية في العائلة.
ثم وانطلاقاً من بدء استشارتك أقترح البدء بجلسات مهارات التكيف مع الضغوط وإدارة التوتر وتدريبات الاسترخاء والتأمل. وخلال هذه الجلسات السلوكية أرى تأجيل الأدوية لمدة 3 أسابيع ثم إعادة تقييم حالتك النفسية. والقرار بيد طبيبك النفسي الذي قيّمك عياناً.
تفضلي بالدخول على الروابط المفيدة التالية:
الاكتئاب والقلق: الأعراض الجسدية مشاركة
قلق واكتئاب والأعراض جسدية
بين الجهل والخداع: مريضنا في الضياع متابعة
شاهيناز وخلطة القلق والاكتئاب
تابعينا بأخبارك. أتركك في أمان الله وحفظه.