وإذا بفريق من الأطباء الفرنسيين يصلون إلى المعبر وشعرت وكأن الدماء قد تجددت في عروقي من جديد وان هناك من يقاسمنا مشاعر العجز وقلة الحيلة والانتظار القاتل، وتصورت ببلاهة أنهم سيمرون لأنهم أجانب ومعهم جوازات سفر أجنبية ونحن نعلم أنهم فوق الرؤوس، ولكن رغم ذلك خاب أملي فالباشا لم يأذن لهم أيضاَ! وظلوا معنا رفاق المعبر وعدم العبور يتقاسمون معنا التساؤل والغيظ وسماع أصوات الحمير! اقرأ المزيد
اليوم الثالث كان بمثابة نفاد الصبر وعدم تحمل فكرة عدم العبور فنحن لا نفعل أي شيء، فقط نقف طول الوقت على أرجلنا وننتظر السماح ولا نجد إلا "مراد" يحدثنا نفس الحديث حتى كدت أشك انه يدخل لأحد في الداخل أصلا وأنه يغيب ساعتين مع نفسه في الداخل ليخرج لنا بنفس الجملة! وشعرت بضيق تقريبا كل من حولي وشممت رائحة اتخاذ قرار أخافه وأكره سماعه وبالفعل حدث! اقرأ المزيد
عود جديد مع فراغ أكبر، فالمعبر خالي تماما من البشر فلا وفود ولا صحافة ولا تليفزيون ولا أحد، فالباص هو الشيء الوحيد المختلف في المعبر عن الناس الموجودة فيه دوما، وكأننا صرنا بقعة سوداء لا يراها العالم وذهبنا للبوابة التي لم تفتح ويقف عندها مراد لنسأل ماذا عن اليوم؟ قال لنا بابتسامته المعهودة والله يا دكاترة أنتم تتعبون أنفسكم المعبر مغلق ولم تأتي أوامر بفتحه، وقلت في نفسي يبدو أن قناة الجزيرة اقرأ المزيد
فإذا بالدكتور مهدي ينظر لي نظرة تحمل من الاستغراب والتساؤل الكثير حتى ظننت أني أخطأت في القول! ثم قال سريعا إذن نقوم بالتصويت ماذا سنفعل إذا لم نعبر؟ أنعود أم نظل؟ فالكل قال بكل قوة سننتظر حتى نعبر إلا أنطونيوس قال أنا معك لمدة ثلاث سنوات هنا يا دكتور! يا إلهي ما هذا؟ هل هو مجنون أم إنسان أم....؟ فقلت لنفسي ستكون موضوعي يا انطونيوس حتى نعبر! اقرأ المزيد
سئلت: لماذا يعبدون الشيطان؟! وكان الموضوع حول جماعات عبادة الشيطان عندنا. وجدت نفسي أسألني: ولماذا لا يعبدون الشيطان؟!! رجال ونساء، شباب وصبايا في غمرة التيه الذي نعيش، وفي زمن البحث عن هوية، عن قضية، وعن تمرد، عن حقيقة أو عن معنى!! البحث عن انتماء لجماعة، عن لون أو طعم، عن اهتمام أو يقين ولو كذبا!! اقرأ المزيد
وأخيرا ركبنا "الباص" فقد كان متوسط الحجم "لطيف" تشعر فيه بالبركة والتقبل رغم أنه يتمتع بفراغ كبير لأننا كنا تسعة أفراد فقط من خمسين مقعد! ووضعت حقيبتين أحدهما ضخمة جدا وكل من كان يسير معي أو يكون نصيبه أن يسبقني في النزول أو الصعود يحمل هم تلك الحقيبة الفظيعة فقد ملأتها بالأوراق والألوان والصلصال والبلوتاج اقرأ المزيد
ما أروع أن تشعر بالأمن والاستقرار، بين عائلتك والأشجار... هكذا كانت حياة أم شهد كما تحب أن يناديها جيرانها، فبرغم أن لها تسعة من الأبناء الذكور كانت (ست إخوتها)، شهد البريئة ذات الثمانية عشر شهراً فقط هي الأقرب إلى قلب صباح، الأم الفلاحة والزوجة البسيطة. كانت حياتهم هادئة وساكنة إلا من أصوات الطلقات البعيدة، ولم يراودها حتى في أشد كوابيسها ما حصل في تلك الساعة المشؤومة من اليوم السابع من العدوان البربري أو تسونا مي الوحوش الضالة أو سمِّه كم تشاء. مع غروب شمس ذلك اليوم المشؤوم وبينما العائلة الو اقرأ المزيد
ظللت أنتظر حتى نصور الأوراق المطلوبة للباسبور وورق اتحاد الأطباء العرب واستلام الكارت الخاص بي وأنا أشعر أني تأخرت كثيرا عن غزة!! يا الله لقد سئمت من تلك الأوراق والتعقيدات ألا يعلمون أن هناك من ينتظرني؟! ألا يعلمون كم يتدفق الدم بين أوصالي لمجرد التفكير في الوصول هناك؟ ألا يقدّر أحد شوقي لاحتضان تلك الأرض المقدسة أرض الفرقان؟! اقرأ المزيد
لم أكن أتصور أني سأصل إلى أقصى نقطة شمالية في مصر عابرة إلى فلسطين في يوم من الأيام، فكما قلت دخولي فلسطين حلم كبير من أهم أحلامي ولكن...؛ ودائما تأتي كلمة لكن لضياع مشاعر عميقة أو حلم مرغوب بقوة أو موقف صعب وفارق في الحياة، أما أنا فقد مررت بالثلاثة أسباب للكن!، فقبل السفر لغزة كنت قد انفصلت عن الحياة من حولي فلا عمل ولا دراسة ولا مشكلات ولا زوج ولا أبناء؛ فقط أصحو على قناة الجزيرة اقرأ المزيد
* أرسل محمود (19 سنة، طالب، العراق) يقول: اقتراح تحية عطرة إلى أعضاء إدارة الموقع الكرام، عندي استفسار عن سبب تسمية الموقع بهذا الاسم "السخيف" اقرأ المزيد