كم آلمتني صور الأطفال الممزقة في لبنان وفلسطين من جراء القصف الإسرائيلي على الأحياء والبلدات وبقدر مماثل وأنا أطالع صور فتيات إسرائيليات ما بين الثامنة والعاشرة من العمر من قرية كريات شمونة على الحدود مع لبنان وهن يكتبن بابتسامات سعيدة وبريئة رسائل لأطفال لبنان علي قذائف صاروخية....
ثم أقرأ رسالة من امرأة محبطة من رجلها وتعايره بحسن نصر الله... وإذا بصديقي الصحفي العربي في واشنطن وهو يبثني ألمه واحتراقه أمام الإعلام الأمريكي الذي يبث صور الجرحى الإسرائيليين ويتجاهل متعمدا الإبادة والتدمير الإسرائيلي في لبنان وفلسطين..... ثم أتابع عبر وسائل الإعلام هتافات المتظاهرين المصريين في الأزهر الشريف يهددون الحكام ويتوعدون بمحو دولة إسرائيل ويطالبون بفتح باب الجهاد..
أما المظاهرات في البلاد الديمقراطية في الغرب والتي تشارك فيها الجاليات العربية مع قوى السلام في تلك الدول فتنادي بوقف العدوان على لبنان هذا البلد الجميل الصغير المعذب وفي لبنان نجد المناداة بتوحيد الصفوف لأن ذلك ليس وقت المراجعة أو الحساب.... وأواجه ذاتي ليل نهار لأحسب أين أقف الآن وماذا علي أن أفعل فأجد أن تخفيف الألم والمعاناة هو ما أتمنى أن أفعله, أن أنضم إلى حركات السلام العالمية..
وأفيق على الواقع والممكن فأتوجه إلى السفارة اللبنانية لأسأل كيف أساعد وأعلن تعاطفي مع الشعب اللبناني رغم إدراكي أن الألم أكبر من مجرد التعاطف الذي لا أملك سواه... كما أشارك في تنظيم أمسيات في حب لبنان فألتقي بأصدقاء قدامى تعرفت عليهم منذ حوالي خمسة وعشرين عاما من خلال لجان مناصرة الشعبين الفلسطيني واللبناني وقت الاجتياح الإسرائيلي للبنان عام اثنين وثمانين كما ألجأ إلى أصدقاء جدد فأجد الحس الإنساني يرتع في القلوب والرغبة في الدعم تفور وتبحث عن السبيل.. وكلي أمل حين نلتقي أن نخلص إلى أشكال أرقى وأعمق ونعلن مطلبنا "أنقذوا لبنان"، بالكلمة والقصيدة والأغنية والفيلم السينمائي والحكايات، بكل ما نملك من وسائل لوقف واحدة من أبشع المجازر في تاريخ الإنسانية.
الأصدقاء في لبنان قلوبنا معكم.
واقرأ أيضا:
وادي الكباش/ لماذا هم قصار القامة؟