شخصية حدية أم ثناقطبي.. المعالج سيحدد
تطور في الحالة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، لقد سبق لي وطلبت استشارة وأجابني الدكتور عادل كراني هنا، لكن نظراً لضعف إمكانياتي للذهاب إلى طبيب والاحتمالات شبه مستحيلة فلا أعلم حقًا ماذا أفعل؟
فكرت بالعلاج السلوكي المعرفي لكن لم أفهمه كاملاً. الآن أعتقد حالتي تزداد سوءًا! ربما من التأثير الخارجي حيث كما قلت في الاستشارة القديمة عن الواقعة التي حدثت، ولكنني أفضل أن ألخصها في أني اتهمت ظلماً في شرفي ونوديت بأقبح الألقاب ولا أزال أنادى. منذ تلك الواقعة تخلى الجميع عني وأصبحت مهمشة في عائلتي ومنبوذة. ذكرت أيضًا في التعليق على الاستشارة أنه بعد تلك الواقعة تم نبذي بالكامل وعزلي عن الجميع لمدة سنتين أعتقد كان عمري 12 أو 13 سنة وكان ممنوع لأي شخص سواء من العائلة أو الأصدقاء أن يتحدث معي أو فقط يكون معي.
والآن لا أملك حقا أي ذكريات عما حدث من قبلح لأنني طوال السنين الفائتة كنت أحاول أن أنسى ولا أفكر بكل ماحدث لأنه قاسٍ جدًا ومؤلم. لأنه كان ظلمًا، ويجب أن تصدقني والله ظلم ماحدث لي.
وإلى الآن مستمرة نظرات الشفقة والقرف لي من العائلة والألفاظ السيئة والمعاملة الكريهة. حتى عندما أضرب أو أشتم فإن أمي وأبي لا يفعلان شيئًا ولا يدافعان عني. وقد أخبرت بأنني غلطة وفضيحة، وأنني أقذر من التراب، ووالداي قالا لي بأنهما يكرهاني. ولكن بعد تلك الواقعة هما هرعا إلى كل الناس وأخبروهم بما حدث وبأنني فعلت شيئًا خاطئًا ولذلك تشوهت سمعتي. كيف يفعلان بي ذلك؟
الآن أنا مع شخص يبدو أنه يحبني، ولكن أنا خائفة جدًا من الحب، وأعتقد أنني غير محبوبة حقًا وهو فقط يشعر بالشفقة علي. مع إنه أكد لي حقيقة مشاعره تجاهي. أنا كان في اعتقادي أن الشخص الغير محبوب من عائلته لا يستحق الحب. فقط قبوله لي شفى قلبي، ولكنني طوال الوقت مترددة هل يحبني؟ هل يكرهني الآن؟ وعندما لا يرد بسبب أنه مشغول فأصدق أنه كرهني وسيتركني لا إراديًا أفكر هكذا. أتمنى حقا الشفاء لكن لا أعرف كيف. بحثت في عائلتي، ووجدت أن جدي كان مصابًا بمرض نفسي لم أعلم ماهو، وابن عمي بالاضطراب الثنائي القطبي.
فقط لا أتحمل نظراتهم ولا كلماتهم. لأنني لم أؤذِ أي منهم أبدا! لماذا يفعلون بي هكذا؟! أنا أؤكد لك أني شريفة، لكن في بعض الأحيان أقول في نفسي إذا كان أهلي الذين هم أقرب الناس لي يقولون العكس، من الممكن أن يكونوا صادقين! بدأت أشكك في نفسي، ولكنني أعلم حقًا بأنه كذب, كل مايقولونه كذب! هل في بعض الأحيان من الممكن أن يكون الأهل ظالمين؟ هل من الممكن أن ينسوا ابنتهم ويتخلوا عنها؟ هل من الممكن أن هنالك حقًا أهلا ظالمين، ويفعلون هكذا بابنتهم؟ أنا فقط لا أستطيع التصديق!
أحس بالخجل الشديد من ذلك الشخص لطالما تحملني, أريد أن أكون أفضل، حتى أستحق كل حبه, أكثر الأحيان أتخاصم معه، ولكنه يبقى مع إني أطلبه أن يذهب لشخص أفضل لكن هو يبقى. وهو يعرف كل حالتي، ويعرف ماذا حدث لي وعن سمعتي، ولكن لم يغير رأيه للحظة عني؛ لذلك أنا حقًا أريد أن أتعافى. فهل هناك علاج أستطيع فعله بنفسي من دون طبيب؟ لأنه حقًا من الصعب الذهاب إلى طبيب مع إني طلبت كثيرًا أن أذهب لكن يبدو أنه من غير الممكن.
الآن نفسيتي تتقلب بين الاكتئاب والسعادة. الاكتئاب يحدث عندما أشعر بأن هذا الشخص سيتركني أي عندما مثلا لا يرد أو يكون كلامه قليلا. والسعادة عندما تكون أحاديثنا إيجابية. أعتقد أني اتخذته كعالمي كله؛ لأنني لم أعد أثق بأي أحد! لا أستطيع أن أثق بأي شخص. أخاف جدًا أن يتركني حتى إني طلبته أن لا يغادر، وقال لي بأنه لن يتركني ابدًا لكن دائما أفكر بأنه سيتركني في أي لحظة، وبأنه من الممكن أن يخدعني أو أنه يكذب علي بحبه. لأنني أعتقد أن الحب شيء شرير جدا! وحقًا لا يوجد مايسمى بالحب.
09/07/2015
رد المستشار
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، الأخت الكريمة:
أستسمحك على التأخير بالإجابة؛ وذلك نظرًا لانشغالي، وقد قرأت استفسارك عدة مرات استشففت منها عدة محاور مختلفة، ولكن المحاور مرتبطة. الحادثة الأولى وما تبعتها من تشويه لسمعتك بين الأهل، وللأسف فإن الأقرب إليك لم يحافظ عليك. علما أنك استطعت أن تثبتي أنهم على خطأ، وأنك شريفة، وتبذلين جهدك لبناء حياتك كما الآخرين، ولم تنزلقي في أكاذيبهم. وكون أنهم لم يعودوا يكترثون لك فابدئي أنت اهتمي بنفسك من الناحية الدينية والعلمية والأخلاقية. واستفيدي من مرحلة الدراسة؛ لتجهزي نفسك للعمل، والذي بدوره سيزيد من ثقتك بنفسك، وربما استطعت من خلال العمل إجبار أهلك على الثقة بك.
أما بالنسبة لل"حبيب" فإنه من الضروري عدم الاعتماد التام عليه. ومن الأفضل التريث في الاعتماد العاطفي الكلي عليه بالرغم من كل ما وصفتِه من الإحساس بالراحة عندما يقف معك. حيث إن هذه العلاقة ربما تودي إلى "تثبيت" اتهامات أهلك لك. فكوني حذرة ولاتتعمقي في علاقتك، وركزي على نفسك والصديقات وأفراد العائلة الأقل قسوة معك من إخوان أو أخوات أو خالات أو عمات؛ لتبني لك حلقة اجتماعية تتكون من عدة أشخاص. حتى إن غادر أحد صديقاتك تظل الأخريات معك. وتخفف عنك إلى أن تجدي الشخص المناسب؛ ليقترن بك كزوج بإذن الله.
والمحور الثالث ما هو تشخيصك؟ فلا زلت لا أرى مما تفضلت به أنك تعانين من "ثنائي القطب". وحالتك أقرب لاضطرابات الشخصية الحدية مع إن ذلك يحتاج لتقييم نفسي مقنن. وأرجع لأنصحك بالذهاب إلى أخصائية في الجامعة أو مستشفى حكومي؛ لمساعدتك على الاستمرار، وحماية نفسك من المؤثرات السلبية الخارجية العائلية. وتبدئي تغيير المعتقدات الداخلية لديك تجاه العالم؛ لتستطيعي أن تبني شخصية أقوى لك في المستقبل.
وختامًا فإن الحب ليس شرًا إن كان متبادلا في منظومة اجتماعية أي الزواج أما خارجها فعليك الحذر من الوقوع في أفعال تعيد "إشاعات" أهلك. وابدئي في التركيز على الدراسة، وضعي العمل هدفك الأسمى ورضا رب العالمين، وابحثي عن طبيب أو أخصائية يساعدونك للمضي قدمًا، وإن لم تحصلي فتزودي بالقراءة عن الشخصية الجدية وتقوية الذات.
وفقك الله.