مشكلة أخي الصغير! بيتنا أصبح جحيمًا
بدايةً أود أن أشكركم على جهودكم الرائعة وجعل الله هذا الموقع في ميزان حسناتكم. مشكلتي هي أخي الصغير, تشاورت مع أمي وقررنا الكتابة لموقعكم؛ لعلنا نجد الإجابة الشافية.
أخي يبلغ من العمر عشر سنوات, وهو في الصف الخامس.
أولاً: إليكم الأحداث المهمة التي قد يهمكم معرفتها:
1- عندما كان أخي في الصف الأول توفيت جدتي ورآها وهي متوفاة.
2- عندما كان في الصف الثاني انقطعت الكهرباء وهو في الحمام فأصبح يخاف أن يذهب إلى أي مكان بدون أن يرافقه أحد حتى داخل المنزل لا يذهب إلى الغرفة المجاورة دون أن يرافقه أحد.
3- أخي الأكبر منه ضربه عندما كان طفلاً على رأسه وظهره (ضرب قوي حتّى أن نفسه قد ضاق تلك اللحظة)
4- منذ أربع سنوات في بداية أحداث سوريا كان أبي يفتح التلفاز وأخي يرى الأطفال أشلاء والصواريخ وأصبح يراها في منامه ويخاف ويرسمها.
5- لا يوجد أي شخص في العائلة يعاني من أي مرض نفسي, أو مرض عضوي وراثي.
والآن إليكم سبب الاستشارة وكيف أصبح أخي؟
- في البداية لم تظهر عليه أي أعراض غريبة وهو طفل, ومنذ أن دخل إلى المدرسة كان يكره الواجبات ولكنه كان خجولاً وهادئاً, ومنذ سنتين فجأة أصبح غريب الأطوار, أصبح إذا تحدّث أحدهم معه لا يرد عليه, لا يهمه العقاب ولا الثواب, وبعدها أصبح كثير الصراخ, بمعنى يكون جالساً وفجأة يصرخ ويستمتع بالصراخ.
- يكره الهدوء كرهاً شديداً وإذا كان الجو هادئاً يستمر بالغناء والصراخ غير مبالٍ بأمي التي تبكي أحياناً من ألم رأسها من صراخه. (أمي تعاني من مرض أعصاب).
- لا يستطيع الجلوس في غرفة وحده وحتى لو كنا موجودين ولم يصرخ يصر على أن يشغل أغاني أو التلفاز أو أي مصدر إزعاج.
- عندما يرى أحدهم يبكي أو يتألم يضحك كثيراً. (لم يكن هكذا قبل سنتين وإنما كان حساسًا جدًا)
- عندما يحدث أمر يزعجه مثل أن تحذف لعبة من ألعابه على الحاسوب يصرخ ويبكي, وعندما يريد والدي أن يأخذنا في مشوار يحبه يبدأ بالصراخ أو فعل حركات تضايق الآخرين ويقلد كلامنا حتى نصرخ ونغضب فيضحك ويصمت. (يصرخ ويضايقنا في حال كان حزينًا أو سعيدًا).
- عندما أتحدث معه بهدوء لا ينتبه إلى كلامي وإنما يضحك أو ينظر إلى أي جدار أو إلى السقف المهم أن لا ينظر إلي.
- يقاطع الآخرين أثناء حديثهم.
- سواء تم تجاهله أم لا يصرخ ويقلد كلامنا.
- يحب أن يجمع الخردوات والعلب الفارغة من أجل أن يصنع منها أشياء وألعاب.
- انطوائي وخجول خارج المنزل.
- أحيانًا وفي حالات نادرة إذا تحدثت أمي أو أبي أو أنا إليه منفردًا ولا يكون أحد آخر في الغرفة يستمع ويناقش ولكن إذا سألناه عن سبب صراخه أو ضحكه يبدأ بالضحك.
- كان نظيفاً جدا قبل سنتين والآن يكره الاستحمام وأحيانا يأكل فيسقط على ملابسه من الطعام ولا يرضى أن يغسل يديه أو يغير ملابسه.
- فوضوي ويترك ألعابه على الأرض ودائماً يفعل فوضى في أي مكان يجلس به.
- عندما يلعب على الحاسوب أو الآيباد ينفعل ويرفس ويصرخ مع اللعبة (لم يكن هكذا).
- يحب أن يشاهد فيديوهات حوادث الطيران والسيارات (منعناه فأصبح يفعلها في السر), وأيضاً يحب مشاهدة أشخاصًا يلعبون ويصرخون (أصحاب قنوات يوتيوب)
لم يعد يحب الرسم بعد أن كانت هوايته المفضلة.
- يقلد كلام الذي أمامه باستهزاء حتى في المواقف الجادة, مثلا أمي تكون مريضة أحيانا فأجلس معه لأنصحه وأقول له حرام ماما مريضة فيرد علي: مريزة، ويضحك. وهذا التصرف يفعله يوميًا بشكل مستفز جدًا ويستمر بتقليد أي كلمة يقولها أي أحد من العائلة حتى لو لم تكن موجهة له حتى نغضب فيضحك.
- يقول أشياء غريبة مثلا شوفوا ماما تغني ويضحك مع أن أمي جالسة. هو لا يتوهم وإنما فقط يقول من باب الاستهزاء ومحاولة استفزازنا.
يستمتع باستفزاز الآخرين بأي شكل من الأشكال.
- قبل النوم كل ليلة ينام على سريره ويحس بالندم على بعض الأفعال ويتأسف أحيانًا لأمي لكنه في الصبح يعود أسوأ من الأمس.
- يذهب إلى البقالة بجانب منزلنا ويحضر أغراضًا ويحب أن يفعل ذلك وحده ولكن من المستحيل داخل المنزل أن يذهب إلى الغرفة المجاورة وحده بل يخاف من الجن والشياطين أو أن يحصل له شيء, في النهار يذهب بشكل عادٍ ولكن في الليل فقط يخاف, مع العلم أننا لا نروي أي قصص عن هذه الأمور في المنزل.
- كان يراوده منام كثيراً وهو أن الباب يتحدث.
- يعاني من وسواس شديد في مسألة الأزرار الكهربائية, مثلا يقف أمام شاحن الآيباد ويرى المقبس يعمل والآيباد يشحن ويقف أمام الزر ويبدأ بقول: شغال، مطفٍ، شغال، مطفٍ، شغال، مطفٍ، حوالي خمس دقائق ثم يذهب. وأيضًا في المساء يقول تصبحي على خير أكثر من عشر مرات ويقوم من سريره أكثر من مرة ليذهب لغرفة والدي ويقول تصبحون على خير.
أرجوكم أريد حلا, أصبحنا نعاني كثيرًا منه خصوصًا من صراخه وعدم مبالاته وإهماله وتقليده للكلام بشكل مستفز. إنه يصرخ دائمًا وفي كل المواقف أصبح البيت جحيمًا بسببه. أرجوكم الحل وإذا كان يوجد شيء يمكن أن أشتريه من الصيدلية سيكون أمرًا رائعا, فقد جربنا معه نظام جدول النقاط وإذا كان (شاطر) طوال الأسبوع نحضر له هدية لكنه مزق الجدول, وجربت معه أن أحرمه من قصة ما قبل النوم فلم يبالِ وإنما يصرخ ويفعل ما يفعله طوال اليوم ثم في المساء يغضب إذا لم أحكِ له قصة.
أنا أريد منكم أن أعرف ممّ يعاني أخي؟
وما الحل؟ وجزاكم الله خيرًا.
3/9/2015
رد المستشار
السلام عليكم أختي الكريمة:
إن ما ذكرتموه من سلوكيات واضطرابات بالنسبة لأخيك الصغير يحتاج إلى تقييم شامل وإجراء الاختبارات النفسية ليتبين لنا التشخيص المناسب بالنسبة له. ولاشك أن ما تعرض له أخيك من صدمات في طفولته زعزعت لديه الإحساس بالطمأنينة. فرؤيته لجدته متوفاة والبقاء في الظلام أثار فيه الخوف الشديد. ومع استمرار الخوف في محيطه من رؤية ما يحدث في سوريا وضرب أخيه الأكبر له جعله يلجأ إلى سلوكيات تشعره بالطمأنينة أو تشغل باله بعيدًا عن الخوف. على علم أن هذه السلوكيات غير سوية ومؤذية عاطفيًا للمحيطين به.
هناك تقسيمتان لسلوكيات أخيك، فالتقسيمة الأولى: هي السلوكيات الغريبة أو التي تسبب الإزعاج للآخرين وخصوصًا المقربين فربما هو يستخدم هذه السلوكيات للاستحواذ على الاهتمام والطمأنينة أو تعلمها للتخلص من الخوف في فكره. الأمور الحزينة تخيفه ويتعامل أو يتغلب عليها بالاستهزاء أو الصراخ ولما تبدأ العائلة بالاهتمام به عن طريق التجاوب مع سلوكياته يهدأ.
أما عن الخوف والفزع ومراقبة الشاحن فتندرج تحت تصنيف الوسواس القهري أو في أقل الأمور اضطرابات القلق. فإعادة التأكيد على الأمور هي طريقة الأشخاص المصابين بالوسواس للحصول على الطمأنينة. وأحيانًا المصابون بالوسواس يكون لديهم هوايات غريبة ومنها تجميع الخردوات وماشابه ذلك.
أيضًا ربما إعادته لكلماتكم جاء بسبب الوسواس القهري وليس عنادًا أو سلوكًا. والمصابون بالقلق أو الوسواس يكونون انطوائيين ويفضلون الأمان مع أفراد العائلة وخصوصًا الأم فحين خروجهم. ولايختلطون مع الآخرين ولا يتكلمون وهنا تأتي أهمية معرفة سوكياته في المدرسة وتحصيله الأكاديمي.
وهنا من الضروري عرضه على طبيب نفسي ومن ثم أخصائية نفسية للوصول لتشخيص متكامل حيث أن الأعراض التي ذكرته لن يتحسن بدون التدخل العلاجي المناسب وليس هناك أدوية تباع في الصيدليات لها. والرجاء أخذ اقرب موعد عند طبيب نفسي؛ لتقييم حالته حتى لاتتدهور.
حفظكم الله لبعضكم.