كيف أكسب صديقي
السلامـ عليكم… أعاني أنا من مشكلة في حياتي قد تكون صغيرة إلا أنها تؤثر عليّ.
انعزالي عن العالم وانطوائي على نفسي جعلني أبتعد عن كسب الأصدقاء استمر هذا في الست سنوات الماضية ولحد العام الماضي حاولت أن أغير من نفسي وطباعي لكن كل محاولاتي لجعل من حولي يحبونني فشلت ولازلت أشعر بأنني غير مرغوب به في مجتمعي
فكيف لي أن أجعل صاحبي يعرف أنني أحبه وأود أن أكون صديقا مقرب له دون أن أخبره بذلك؟ وكيف لي أن أنجح بكسب الآخرين.
وشكراً لكم
27/12/2015
رد المستشار
رداً على استشارتك يا "فرقان"
لا تحملي نفسك أكثر من طاقتها وأنت في مقتبل العمر، فعمرك الآن ١٦ سنة، ويجب أن تعلمي أن هناك صورة نكونها عن أنفسنا، تختلف عن الصورة التي في ذهن الآخرين، فما طرحته هو فكرتك أنت عن نفسك ويمكن تلخيصها فيما يلي: (منعزلة عن العالم/ انطوائية/ أبتعد عن كسب الأصدقاء/ حاولت كسب الأصدقاء ومحاولاتي باءت بالفشل/ أشعر بأنني شخص غير مرغوب فيه). هذه هي فكرتك عن نفسك، ودعينا الآن نتحدث عن هذه الأفكار ونرى هل هي صحيحة أم تحتاج إلى تغيير.
فإذا قمنا بتحليل محتوى رسالتك، سنجد تعارضاً بين الانعزال عن العالم والانطوائية وبين بذل المحاولات لكسب الأصدقاء، فالشخص المنعزل والمنطوي على نفسه لا يسعى لكسب الأصدقاء ويحاول تجنبهم. إذاً فأنت في الحقيقة لست منعزلة ولا انطوائية ولكنك قد تحتاجين إلى اكتساب بعض المهارات الاجتماعية التي تمكنك من كسب الآخرين.
وقبل أن نتحدث عن الخطوات التي يمكنك اتباعها لتحقيق ذلك يجب أن نوضح لك بعض الأمور المتعلقة بالمرحلة العمرية التي تمرين بها الآن فعمرك ١٦ عام وأنت في مرحلة المراهقة وهذه المرحلة بها تغيرات ضخمة على جميع المستويات الجسمية والانفعالية والعقلية والاجتماعية والجنسية، ولن نتطرق لجميع التغيرات ولكن يمكنك قراءة كتاب في علم نفس النمو عن مرحلة المراهقة وسماتها والتغيرات التي تحدث بها.
وما يهمنا الآن أن تفكير الشخص في هذه المرحلة يتميز بالتأرجح، ويشعر فيها أن سلوكه مراقب، وأنه محط أنظار العالم من حوله، ويعتقد أن الجميع يتابع كل ما يقوم به من سلوكيات سواء حركة أو مشي أو تغييرات وجهية أو إيماءات أو كلمات، كما يهتم كثيراً برأي الآخرين فيه بخاصة أقرانه من نفس الفئة العمرية، ويهتم اهتماماً كبيراً بأن يكون مقبولاً من هذا الوسط، ويزعجه كثيراً الشعور بالابتعاد عنهم، أو الشعور بأنه غير مرغوب فيه.
ولذا يسعى الشخص في هذه المرحلة لمحاولة كسب رضا الآخرين واحترامهم ويبذل قصارى جهده من أجل تحقيق ذلك.
هذا يا "فرقان" شعورك الحالي، وهذا ما عبرت عنه بقلق واضح قي رسالتك. ولذا بدأت الرد على استشارتك بألا تحملي نفسك فوق طاقتها، فما تمرين به حالياً طبيعي جداً ويتناسب مع مرحلتك العمرية الحالية ومع التغيرات الفسيولوجية والنفسية المصاحبة لهذه المرحلة.
ويجب أن نثني عليك حيث أننا أمام شخصية تحاول فهم نفسها، وتسعى لتطوير شخصيتها، ومهاراتها الشخصية وهذه نقطة إيجابية لديك لها درجة كبيرة من الأهمية، وما دمت حريصة على كسب الآخرين فإليك بعض الخطوات التي يمكن اتباعها لتحقيق ذلك:
- قابلي الآخرين دائماً بابتسامة على وجهك.
- استمعي إلى الآخرين بإنصات واهتمام.
- لا تكوني مجادلة بالدرجة التي ينفر منها الآخرون.
- لا تتحدثي عن نفسك كثيراً.
- لا تنتظري أن يسأل الآخرون عنك بل بادري بالسؤال عنهم والاطمئنان عليهم.
- لا تحصري أصدقائك في فئة معينة، فيمكنك تكوين صداقات مع من هم أكبر أو أصغر سناً منك بالإضافة إلى من هم في نفس عمرك.
- إذا رأيت في المحيطين بك ما يستدعي المدح والتعزيز فامدحيهم وشجعيهم.
- لا تكوني كثيرة النقد لمن حولك.
- أَعْط من حولك الاهتمام فالبشر يحبون من يهتم بهم.
- عليك أن تعلمي يا "فرقان" أن الإنسان قد يكون محاطاً بعدد كبير من الأصدقاء، ولكن من بين كل هؤلاء قد يجد الإنسان صديقاً واحداً فقط أو أثنين يمكن أن نطلق عليهم أصدقاء فعليين وهذا يكفي.
ويمكنك قراءة هذا المقال المنشور على الشبكة العربية للصحة النفسية الاجتماعية بعنوان (أنا والآخر)، وفقك الله
مع أرق تحياتي
واقرئي أيضًا على مجانين:
كيف أكسب الأصدقاء؟
أريد حبا وأصدقاءَ
متفوقة، وذات مهارات.... ليس لدي أصدقاء
الأصدقاء ركيزة مهمة في حياتنا
كيف نهزم الخجل ونحبُّ الأصدقاء!؟