هل أنا مريضة نفسيا
مرحبا أنا أدعى أليف فتاة عمري 21 سنة أعاني عدة مشكلات
طفولتي مشوشة الأحداث من حرب ومشاكل أسرية لكنني كنت هادئة لدرجة تفوق الوصف أول المشاكل التي ظهرت لي هو حالات الإغماء المتكررة علما بأن ليس سببها مرض عضوي وخوفي من الخروج من المنزل فأنا لا أخرج إلا للضرورة للدراسة أو الامتحانات وقمت بتأجيل دراستي لعامين قد مضيا وأنا بالمنزل.
أخاف أيضا من الحيوانات خاصة الخيل والخروف والقطط تقريبا جميع الحيوانات لدرجة أنني قد أغير اتجاه سيري أو أعود إذا واجهت هذا الأشياء، كنت سابقا أخاف من أبي لكن ليس الآن، وعندما يتحدث أحد لا أستطيع التركيز حتى أنني أنسى ما كنت سأقول.
المشكلة الأخرى التي ظهرت علي وأنا في مدرستي الابتدائية وتقريبا في السادس الابتدائي والأول متوسط هي عد حروف الكلمة التي أسمعها لذلك لم أكن أستطيع التركيز مع أستاذ المادة لكنني تغلبت على هذه المشكلة لأنني كنت ذكية جدا ولم أعد أعد الكلمة كما كنت في السابق.
في الخامس الإعدادي بدأ مستواي الدراسي بالتراجع إلى أن وصلت لدرجة أنني لم يعد باستطاعتي المذاكرة أو ممارسة أي نشاط رياضي أو أي نشاط. في السادس الإعدادي كنت أشعر بالتوتر طوال العام وكنت أسمع صوت جوع معدتي مهما تناولت من طعام.
أما علاقتي مع أسرتي فأنا لا أحبهم ولا أكرههم مشاعري متذبذبة أحيانا أشعر بأنهم ألد أعدائي أستنتج الأمور بسرعة فلدي مشاكل كثيرة والسبب لا شيء أكتئب كثيرا وقد لا أحادثهم بدون سببب ليوم ونصف حتى أنني لا آكل. بمرور الوقت قبل ستة أشهر بدأت أحب أغاني الراب ورؤية القتل وأفلام الاكشن لأنها تهدأني وتعبر عن غضبي.
أحيانا آكل كثيرا جدا أما حاليا فليس لدي شهية فأنا آكل وجبة واحدة في اليوم
أحيانا أنام كثيرا 13 ساعة أو يزيد وأحيانا لا أنام
أحيانا أفكر بالانتحار لكن ما أن أريد المحاولة حتى أخاطب عقلي بأنني تعبت وأريد المغادرة من هذا العالم لكن عقلي يخبرني بأن عليَ الاستمرار للغد في اليوم التالي فعلا تمحى الفكرة من بالي.
أما الدين فأنا أنا لست ملحدة ولن ألحد مستقبلا ولست متدينة لكنني لا زلت أمارس طقوس الإسلام الصلاة والصوم والعبادات الأخرى لدي نظرة سلبية اتجاه الدين الآن وضد الإسلام سلبية شديدة وحتى ضد الرب لكنني مع الرب ومع الدين عندما أكون مع الملحدين يقال عني متدينة وأشعر بذلك وعندما أكون مع المتدينين أشعر بالإلحاد الشديد والناس ترى ذلك في أقوالي وأفعالي
حاليا أنا ليس لدي أهداف مثل بقية الناس مثلا الارتباط فأنا أعتقد بأن الإنسان يفني حريتة وشبابه مع شخص آخر أو أنني أنا لا أحب الأطفال لأنهم مزعجون أنا لا أحب الوظيفة لأنني لا أريد الالتزام لا أتقدم في السن أبدا أتمنى أن أموت قبل الثلاثين أفكاري دائما في اختلاف مع الناس وهذا مثال بسيط على ذلك.
أحب جمع القبعات أو الفساتين علما بأنني لا أرتديها فقط أقوم بجمعها. عندما أذهب للمستشفى أو عند قيامي بتحليل الدم أشعر بأنني سيغمى علي عندها فعلا أشعر بالدوار ويغمى علي. قبل شهر من الآن ظهرت عليَ أعراض غريبة والآن بدأت تتكرر يوميا أصبحت أرى أشياء غير موجودة مثلا ظل أشخاص يسير أو قطة تركض وأشعر أحيانا بجلوس أحد قربي حتى أنني أستطيع سماع حثيث أقدام أحيانا عندما أستمع للموسيقى أسمع صوت صراخ وبكاء على شكل عراك لكن لا يوجد شيء في الواقع.
أعتذر لإزعاجي لكم لكنني حقا أريد أن أعرف هل أنا مريضة نفسيا؟ وما هو نوع مرضي بالضبط؟
شكرا لكم
20/5/2016
رد المستشار
ابنتي الفاضلة "أليف" حياك الله؛
لقد وصفت عدة حالات منها نوبات الإغماء المتكررة والخوف من الحيوانات والخروج من المنزل وعد الأشياء وجمع الأشياء كالقطعان والفساتين قلة التركيز وكذلك اضطراب العلاقة مع أسرتك والعنف الخفي الذي تعبرين عنه برؤية أفلام الأكشن والأفكار الانتحارية. وهناك هلاوس بصرية وهلاوس انعكاسية، كل هذا يدل على أنك مررت بمشاكل كثيرة وأنك عانيت ما عانيت من مشاكل نتيجة أوضاع العراق وسببت لك آلاما نفسية واضطرابات نفسية لكي تتعاملي مع واقعك الصعب.
فنوبات الإغماء التي عانيت منها في بداية حياتك هي نوبات سقوط حرامية أو هستيرية وهي نوع من الاضطرابات التحويلية أي تحويل الآلام والانفعالات النفسية الى أعراض عضوية وهي في حالتك (عصبية) لكي تتخلصي من الألم النفسي والصراعات الانفعالية.
أما مشكلة الخوف من الدم والخوف من الحيوانات والهروب منها كالعودة إلى البيت أو تغيير الطريق إذا صادفت حيوانا فهي نوع من الرهاب وهو رهاب الحيوانات وهذا نوع من الاضطرابات النفسية التي تحتاج إلى علاجات سلوكية ودوائية. وعادة الرهابات هي نوع من أنواع الدفاعات النفسية التي تستخدمها الأنا وهي الإزاحة أي إزاحة خوفك من الوالد إلى أشياء أخرى تقبلها الذات لأن الخوف من الوالد غير مبرر وعند تحوليها إلى الخوف من الحيوانات يكون مقبولا من الذات.
كما أنه يمكن أن يكون ناتجا عن الاقتران الشرطي بين أشياء مخيفة مع أشياء غير مخيفة وربما كان الصوت العالي أو الانفجارات المخيفة اقترنت مع رؤية الحيوانات وهذا أدى الى الخوف منها وربما أيضا أدى التعميم لكل الحيوانات التي تمشي على أربع أرجل. أو ربما أن هناك تغذية معرفية من قبل الأهل الذين يخوفون أولادهم وبناتهم من الحيوانات وترسخت عندك بمرور الزمن. وهذه الرهابات تحتاج الى علاج سلوكي و دوائي للتخلص منها.
أما مشكلة العد (عد الأشياء) والتخزين فهما علامتا وسواس قهري وربما هناك لديك أعراض أخرى كإعادة فحص الأشياء أو طقوس معينة أو صور أو اندفاعات تأتي إلى الشعور دون رغبتك أو المبالغة في النظافة وغيرها من الأعراض المصاحبة للوسواس القهري.
والوسواس يكون مصاحبا للتردد والعناد والالتزام بالروتين مثل النظافة وترتيب الأشياء والملابس وغيرها من السلوكيات الروتينية. والوسواس أيضا يحتاج إلى علاج سلوكي أو نفسي وأدوية معينة تتناسب مع حالتك. وكذلك رؤية الأشياء بحالتين متناقضتين والفراغ العاطفي الذي تحسين به والإحساس بالإلحاد أمام المتدينين والعكس مع الملحدين والأفكار الانتحارية ونوبات الاكتئاب يجعل الواحد يخمن من الممكن أنك أيضا تعانين من اضطراب الشخصية.
أما الأشياء التي تسمعينها مع الموسيقى ورؤية الأشياء ربما هي نوع من الإيحاءات الناتجة عن مراجعة السادة أو المعالجين بالقرآن الذين يوحون لمراجعيهم برؤية أشياء أو سماعها لأنهم يعتقدون أن هذه أعراض المس أو من الجن وهذه الممارسات شائعة كثيرا في العراق الآن.
لذا أرى أنك تحتاجين فعلا لزيارة طبيب نفسي لتقييم حالتك بصورة أوضح وليشخص حالتك التشخيص المناسب وللتعامل معك بصورة أفضل
أتمنى لك دوام الصحة والعافية