هل أتواصل مع خطيبي السابق؟ وهل عندي اضطراب في الشخصية؟
السلام عليكم، (إذا سمحتم، أخفوا معلوماتي الشخصية والخاصة)
أنا بنت جامعية. كنت مرتبطة بخطيبي السابق لمدة سنة. تشاركنا فيها نفس الهدف وهو رغبتنا في الالتزام بتعاليم ديننا أثناء فترة خطوبتنا الطويلة (سنتين ونصف على الأقل بسبب ظروف دراستي) بالرغم من دراستنا بنفس الكلية إلا أنه لم يحاول التحدث معي أبداً قبل التحدث مع والدي لطلب التعرف علي أكثر بغرض الخطوبة، فكان ذلك سبباً لإعجابي الشديد بأخلاقه والتزامه، تحدثنا مع بعضنا البعض في موضوعات كثيرة عامة وعن الأحداث الصغيرة في يومنا وفرحنا كثيراً لتشابه شخصياتنا وأهدافنا، كنا نتقابل في البداية بحضور والدينا وبعدها بعدة أشهر حينما سافر اتفقنا على التواصل من خلال الكتابة، مع الوقت وبالرغم من أني وافقت على الخطوبة في البداية لأسباب عقلانية ودينية ومشاعر إعجاب وليست حب، أحببته كثيراً كلما تعرفت عليه أكثر.
لأكثر من مرة أثناء خطوبتنا، كنت ألاحظ عن قرب كيفية تواصله معي، فمثلاً إذا مر أكثر من يوم ولم يتحدث كثيراً أو يبدأ الحديث أو يتحدث باقتضاب كنت اسأله وأوضح له أن غرضي من السؤال ليس تغييره أو لومه بل التعرف عليه والتعرف عن إذا كنا نحن الاثنان سعداء مع بعضنا البعض أم لا أو إذا كنت أغضبته في شيء ما. حدث ذلك بالتحديد عندما ازداد عمله في الصعوبة (حوالي ١٢ ساعة في اليوم على الأقل فعندما يرجع إلى منزله يكون في غاية الإرهاق) كنا في كل مرة نتحدث كثيراً ونحاول أن نحل المشكلة من جذورها ولكن اتضح لي أنه كان منزعج بشدة وأخبرني أني يجب أن أتوقف عن البحث عن الطمأنينة منه بينما أنا شخصياً لم آخذ الأمور بجدية، وضحت له حينها أن كل ما في الأمر أن الزواج مسئولية كبيرة من وجهة نظري وأني أخاف من الإقدام على مثل هذه الأمور الكبيرة في حياتي بدون دراسة كافية لها وأن كل ما في الأمر أني أتمنى أن يكون كلانا سعيدين، لم يشرح لي الوضع بدقة إلا مؤخراً عندما انفجر غاضباً (عن طريق رسائل كتابية وبأسلوب محترم، فلم يهاجم أي أحد منا الثاني أبداً من قبل الحمد لله) وقال أني دائماً انتقده وأنه أحياناً يرجع إلى منزله وهو في غاية الإرهاق ولا يستطيع التحدث مع أي أحد وأني لا احترم مساحته الشخصية. اعتذرت له كثيراً يومها ووعدته بألا أكرر ذلك أبداً وأني الآن أفهم أنه عندما يتغير أسلوبه في الكلام فذلك يعني أنه مرهق، تصالحنا بعدها إلى أن أخبرني أنه مشغول بعض الشيء فانتظرت إلى نهاية اليوم فأرسلت له بضع رسائل للسؤال عليه وعن إذا كنت أزعجته في شيء ما فشرح لي الموقف ففهمت أخيراً وعلقت بتعليق بسيط.فوجئت بتغير لهجته مجدداً وسؤاله المفاجئ لي عن إذا كنا نتفاهم جيداً مع بعضنا البعض أم لا، فأجبت لكنه لم يكمل الحوار عندما علم باقتراب امتحان مهم لي. فتوترت كثيراً وأرسلت له عدة رسائل للإجابة عن سؤاله وتجاهل الرد علي يومها وبكيت بشدة لأني شعرت أن هناك مشكلة كبيرة هذه المرة لكني لم أفهمها وحينما أقرأ رسائلي الآن أجد أن توتري كان واضحاً فلم يقم هو بالرد إلا رداً مقتضباً
فوجئت بمكالمته بعد امتحاني طالباً الانفصال. كانت أول مكالمة بيننا منذ عدة شهور وحينما تناقشنا أخبرني أنه نادم بشدة وأن القرار بيدي وأنه يريد أن نكمل خطوبتنا فوافقت وأخبرته أن المشاكل التي كانت بيننا في الشهور الأخيرة بسيطة ويمكننا حلها بسهولة بالتفاهم ولا داعي للانفصال فعلاً. واتفقنا على أن التواصل المبالغ فيه بالكتابة أنسانا بعضنا البعض وأن التواصل بالهاتف أفضل عن موضوعات عامة بينما أكون في المنزل لنحافظ على الحدود الدينية بيننا.
عندما سافر مرة أخرى، بعد مدة أخبرني ألا أنتظر اتصاله يومها فوافقت. في فجر اليوم الثاني (ظنا مني أنه نائم، سألته عن إذا كان هناك أي ما يزعجه هذه المرة) لأن في المرة الأخيرة التي تقابلنا فيها أخبرني أنه قبل انفصاله كان يردني أن أعرف أن هناك خطأ ما بتصرفاته عن عمد. فوجئت أنه لم ينم بعد وانفجر قائلاً أن يومه كان صعباً جداً وأنه متعب للغاية وأني أوتره بشدة وأنا لا يريد التحدث الآن. فأسرعت في الرد بأن اتصاله ليس أهم منه وأني حزينة أن يومه كان صعباً وأني أدعو أن يكون يومه في الغد أفضل من ذلك وأني آسفة لما حدث. فلم يرد على هذه الرسائل في اليوم التالي. حينها توترت بشدة متذكرة ما حدث في المرة الأولى وأخذت بشرح ما كان في نيتي وأني لم أكن أنوي اختلاق المشاكل بعدما تصالحنا فرد علي بهدوء أن أهدأ من روعي وأتركه قليلاً حتى يهدأ وأنه كان مشغولاً في العمل ذلك اليوم فلم يكن يستطيع الرد. فوافقت ولم أحدثه طوال اليوم التالي إطلاقاً. عندما مر يومين، أرسلت له رسالة مازحة فغضب مرة أخرى وأخبرني أني لا أتعلم أبداً من أي شيء يقوله فكم من مرة شرح لي أهمية مساحته الشخصية وأن كل ما أفعله هو زيادة التوتر في حياته. فصمتت يومها.
في اليوم التالي، اتصل بي بعد امتحاني لينفصل للمرة الثانية. فنسيت كل حزني من تعاملنا مع هذه المشكلة وحاولت مناقشته في ذلك القرار. فتغيرت لهجته وهدأ وتراجع عن قراره وأخبرني أنه يود أن نستمر في خطوبتنا فوافقت.
مر أسبوعين بعدها لم نتحدث فيهم كثيراً لكن كان هو من يبدأ الحديث دوماً وكنت في غاية سعادتي أني أخيراً احترمت مساحته الشخصية وأنه هو من يبدأ الحديث حينما يستطيع وأننا على توافق بعد عدة خلافات لا داعي لها من وجهة نظري. وفي مرة علقت على أحد برامج السوشيال ميديا على صورة وضعها بتعليق عام بسيط, فوجدته يراسلني أنه يريد الانفصال (مرة #٣)، فتحدثت طويلاً يومها معه بالكتابة عن لماذا تحدث لنا كل هذه المشاكل التي لا داعي لها؟ تحدثنا طويلاً وشرحت له أن مشكلتي الكبرى من وجهة نظري أني لا أثق بنفسي كثيراً وأني أدرك أن في الشهرين الأخيرين بسبب كل السلبية التي كانت بيننا أن شخصيتي تغيرت كثيراً وأني غير راضية عن ذلك وأني سأحاول إصلاح كل هذه المشاكل. وتصالحنا يومها وكان من أسعد الأيام في حياتي.
استيقظت في اليوم التالي وأنا في غاية سعادتي، وكان أخبرني في اليوم السابق أنه يفتقد موضوعات النقاش بيننا التي تتطلب التفكير بدلاً من مجرد مشاركة أحداث تافهة في يومنا، أخبرته أني أفضل أن يكون كلا منهما في حواراتنا ولكن أوافقه الرأي أن هذه النقاشات لطالما استمتع بها كلانا، فكان انفصالنا الرابع والأخير، أخبرني أني لست واضحة وصريحة وأخبرني أني لا أهتم به بالطريقة الكافية لجعل هذه الخطوبة الناجحة وأنه طالما حاول في البداية لفت نظري إلى انزعاجه من سؤالي المستمر عما يزعجه فذلك دليل على أني لم أفهم كل مجهوداته وقتها وتجاوزت عنها كلها وركزت على السلبيات، وأنه لا شيء يضمن له أنه إذا استمررنا مع بعضنا البعض بأني لن أعود لهذه العادات مجدداً وأن فترة الخطوبة من المفترض بها أن تكون الأجمل في حياتنا لكنها كانت مليئة بالمشاكل بالنسبة لنا وأن ذلك لا يعني أن أياً منا على خطأ ولكن شخصياتنا غير متوافقة، أخبرته أنه إذا كنا غير متوافقين كنا سنكتشف ذلك في البداية وليس بعد مرور عام وأن المشاكل ليست جوهرية وأننا قادرين على أن نواجهها سوياً لكنه رفض وقال أنه لا يريد أن يغير من طباعي.
أشعر بحزن وألم عميق أني لا أستطيع مراسلته لتوضيح موقفي خصوصاً، تحدثت معه بعدها بيومين عن قرار انفصاله وعما إذا كان قراراً نهائياً وأخبرته بعدة حلول من وجهة نظري واقترحت عليه عدة حلول لكنه باحترام أخبرني أنه لا يريد أن يكمل حياته معي وأنه يتمنى أن أقابل شخصاً أفضل منه يجعلني سعيدة معه، وحينما أخبرته أني كنت سعيدة معه ولكن لأني كنت أفضل التحدث عن المشاكل البسيطة حتى لا تتراكم ظن أني لم أكن سعيدة، أخبرني أن أرضى بالقضاء وأن أنساه وأنه لا يستطيع أن يجد أي دافع للإكمال، ثم حذف رقمي.
تساؤلاتي الآن، بعد كل هذه التفاصيل (أعتذر لإطالتي)، هل تفكيري يدل على إصابتي باضطراب في الشخصية؟ بدأت الشك في Borderline PD لأني لا أثق بنفسي كثيراً وكنت أفكر سلبياً في نفسي إلى أن تحققت مخاوفي وانفصلنا بالفعل. هل كان ذلك طبيعياً؟ كذلك تذكرت الآن أني أقوم دائماً بدون قصد بقضم أظافري، وحينما كنا نتحدث في البداية (قبل إدراكي للمشكلة في النهاية) في ال ١٠ مرات التي تحدثنا عنها، كنت وبدلاً من التركيز على حل تلك المشكلات التافهة وقتها أتفاعل مع كلماته على أنها هجوم علي، كذلك أشعر بالتوتر الشديد عند التحدث مع أشخاص لا أعرفهم في غير نطاق العمل. بالإضافة إلى ذلك استغرق الموضوع وقتاً طويلاً مني لفهم موضوع مساحته الشخصية واحترامها، غضبت أمي كثيراً عندما علمت أننا انفصلنا عدة مرات وتساءلت أين كرامتي، بينما لم أشعر أنا بأي حزن إلا عندما انفصلنا نهائياً في المرة الأخيرة، ولكنني لم أراه في أي وقت على أنه سيء الشخصية بل كنت فقط أتساءل عن الجزئيات التي لا أفهمها عنه.
هل مراسلته مرة أخيرة فكرة صائبة؟ خاصة وإذا اتضح بالفعل أن توتري مرضي؟ ما يمنعني هو وعدي لأمي بألا أكرر ذلك ولكن أريد أن أسمع ذلك من شخص حيادي كمحاولة للقضاء على الألم في نفسي وشعوري الشديد بالتقصير، (في البداية أكثر من النهاية).
هل تنصحوني بزيارة طبيب نفسي؟ هل كان قلقي زائداً عن الحد معه؟ anxiety؟ هل تعلقي به مرضي؟ مع العلم أني لم أصادق شباباً من قبل ولم أوافق على الارتباط بأي شخص آخر قبله فكان أول من أحببت، أستطيع الأكل، النوم، الذهاب للجامعة ولكن لا أستطيع التركيز على دراستي وهذه من أهم السنوات الدراسية في حياتي ولا أشعر بأي سعادة. بماذا تنصحوني؟ مر حوالي شهر على انفصالنا وكل يوم أحلم أبكي بشدة عندما أستيقظ أو أقرأ محادثاتنا القديمة.
شكراً جزيلاً وأعتذر مرة ثانية على إطالتي،
جزاكم الله خير.
6/1/2018
ثم أرسلت في اليوم التالي الاستدراك التالي:
لا أعلم إذا كان بإمكانكم إضافة تعديل بسيط إلى استشارتي الأولى أم لا
عندما راسلته بعد زيارة أقربائه، كان قلقي بعد حضورنا لحفل عائلي مشترك مع والدي واختفاء خطيبي السابق عند منتصفه حتى يجلس مع أصدقائه وكان ذلك بعد عودته من السفر وشوقي لرؤيته مع والدي. بكيت يومها في طريق عودتنا للمنزل لكنه راسلني في نفس اليوم بأنه لم يتعمد ذلك (لم أسأله، هو تذكر بنفسه). فبسبب هذه الحادثة سألته في نهاية اليوم التالي عندما غضب من سؤالي وأدى ذلك إلى انفصالنا الأول.
أنا فخورة بما اتفقنا عليه وما حافظنا عليه وهو أننا لم نتبادل كلمات أو رسائل رومانسية وما يشابه ذلك. لكن ما يؤلمني كذلك أني أشعر أني لم أعبر عن محبتي بالطريقة الصحيحة عندما كنا مرتبطين. فكان خجلي الشديد يمنعني من حتى التحدث بوضوح كامل معه عن أمورنا الشخصية، فمثلاً بعد عودتنا من الحفل العائلي، كان من الأفضل بدلاً من سؤاله هل أنت منزعج من أمر ما؟، كان من الممكن بكل بساطة أن أخبره أنه جاء من سفر طويل وسيعود بعد مدة قصيرة وأننا لم نتمكن من رؤية بعضنا البعض في الحفل وكانت بيننا هذه المشكلة الأخيرة واتفقنا على حلها وجهاً لوجه بدلاً من الكتابة، لماذا لا تحدد موعداً مع والدتك وأتفق مع والدتي ونتقابل لنتحدث؟ وفي اليوم الأخير عند انفصالنا عندما سألته عن تقييم خطوبتنا لصديق له وغضب مني أني لم أسأل عن الإيجابيات بشكل واضح.
أخبرته بذلك عند انفصالنا، أن توتري كان يمنعني من الحديث بشكل واضح معه ولكن الوقت كفيل بجعلي أكثر شجاعة، لم أعطه ذلك المثال فلا أعلم إن كان فهم قصدي أم لا لأنه وفي نهاية حوارنا أخبرني أن معنى كل ما أقول أني غير صريحة وغير مهتمة به وإلا كنت أخبرته بتخوفاتي التي ذكرتها في المشكلة الأصلية. أشعر بالذنب الشديد لأني مسئولة عن هذا الانفصال وأني لم أتمكن بالتعبير عن حبي بطريقة لبقة لا تتعارض مع ديني. ولا يعجبني ما يقوله أهلي وأصدقائي أن هناك الكثير غيره. فأنا لم أكن أفكر أصلاً في الزواج والارتباط قبل تعرفي عليه ولا أريد الزواج بغرض الزواج بل لأني أعجبت بشخصيته وأحببت أن يكون أقرب وأحب أصدقائي مدى الحياة،
وبالفعل، كنا متفقين على أهدافنا في الحياة وأفكارنا وآراءنا وطموحاتنا الدينية، مر شهر كامل ولا أستطيع تجاوز ما حدث أو التوقف عن بكائي الشديد بعدما ينام أهلي أو رغبتي الشديدة في إرسال إيميل له يشرح ما قصدته، الموضوع خرج عن إرادتي فأضيع ساعات طويلة مثلا في قراءة مواقع دينية أو نفسية عن تجاوز مثل هذه المشكلة لكني لا أريد من داخل أعماقي أن أنساه، وفي المقابل أخسر أهم ما في حياتي حالياً وهي دراستي!
وكل هذه الفوضى وتفكيري الدائم به طول اليوم بعد انفصالنا جعلني أتساءل إذا كنت مصابة بشيء ما أم إذا كان كل هذا طبيعي، (المدة شهر)
ألا يوجد حل سحري في مكان ما يجعلني أحسن من شخصيتي ولا أخسره؟
7/1/2018
رد المستشار
أختي العزيزة "سارة"
السلام عليك ورحمة الله،
قرأت معاناتك في الفترة الأخيرة والوضع الصعب الذي تمرين فيه وأتمنى أن تنتهي محنتك قريباً.
حسب ما تم سردهُ من تفاصيل في حياتك مع خطيبك يبدو أنك تعانين من نمط التعلق القلِق وخطيبك كان لديه نمط التعلق التجنبي.
لا يبدو أن لديك أعراض الشخصية الحدية أو الـ Borderline فقضم الأظافر من أعراض القلق وليس إيذاء الجسم المذكور في أعراض الشخصية الحدية.
وكثرة سؤالك والرسائل المتعددة وعدم القدرة على الانتظار إلى أن يرتاح كل ذلك مؤشرات على التعلق القلق.
خطيبك بتعلقه التجنبي زاد من شدة القلق لديك وأنت من شدة القلق زدت التجنب لديه.
فلجوئه إلى الانفصال كلما حصل لكم خلاف ولو كان كبيراً مؤشر على التجنب بدل المواجهة والذي كان يزيد من قلقك كثيراً.
لذلك يبدو أنكما فعلاً لم تكونا الزوج المناسب لبعض لأنك معه سوف تعيشين في قلق دائم وشجارات لا تنتهي، وفعلاً قرار الانفصال لصالحك.
لا تحاولي الاتصال به لأن كل محاولة اتصال منك سوف يجعله يبتعد أكثر.
المشكلة ليست فقط فيك بل هو أيضاً يعاني من تعلق غير أمن وبذلك لم يستطع طمأنتك.
أتمنى لكِ فرصة زواج أفضل وأسعد