أحلام اليقظة المفرطة والاكتئاب
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته/ بداية أود شكر كل القائمين على هذا الموقع الفعال الهادف لإنقاذ حياة أناس ضائعين لا يعلمون علتهم ولا حتى لمن يلجؤون فشكرا جزيلا وجزاكم الله خيرا.
منذ أن كنت في 13 من عمري وأنا أتأثر كثيرا بما أشاهده في التلفاز أو أسمعه فكنت دائما أحلم أحلام يقظة عن هذه الأشياء لكنها لم تكن تزعجني كما هي الحال الآن، فقد نضجت والتزمت بالصلاة والاهتمام بالدراسة وكذلك أحلام يقظتي كبرت معي، عندما أستيقظ صباحا أظل في فراشي أحلم بهذه الأحلام وفي وسط النهار أيضا وفي المدرسة وأثناء الأكل والصلاة والدراسة والاستحمام كل دقيقة وكل ثانية (أحلم بأن لي وجها آخر يعني تأثرا بالمسلسلات طبعا وسيارة وثرية وأصدقاء كثر ومحبوبة وذكية...) وفي كل يوم تجري معي مغامرة جديدة أنا اخترعها بل عقلي الذي يرغمني على هذا،
حتى إذا كنت سعيدة في حياتي الواقعية (لخبر مفرح أو هدية من أمي....) فإني أنقل تلك السعادة للعالم الآخر بمغامرة جديدة أنسجها من عندي ونفس الحال مع الحزن والغضب...... لاحظت أيضا أنني عندما أتذكر أمرا يزعجني ولا أكون بخير فإني ألجأ لذلك العالم وأكون سعيدة لكن سرعان ما يتغير كل شيء حين يأتي وقت الصلاة فحينها أتذكر بأن كل الحركات التي أقوم بها يوميا وأنا أحلم وأغلق الباب...
أتذكر أنني أجعل بهذا الله أهون الناظرين لي وهذا يجعلني أنفر من العبادات ومن الحياة بصفة عامة حتى من تلك الأحلام فأدخل في نوبات اكتئاب تقريبا كل أسبوع (أفقد شهيتي لا أدرس ولا أرغب في الحديث مع أي إنسان مهما كان أبكي كثيييرا أشعر بان رأسي يؤلم وأشعر بالدوار وجسمي مخدر وأفقد الرغبة في العيش بل أخاف من أن أعيش أصلا) لقد حاولت إخبار أمي بمشكلتي لكنها لا تستطيع مساعدتي فالحزن الذي بداخلي أكبر من أن يخرجه إنسان وربما السبب أنها لم تعر الأمر اهتماما فهو لا شيء في نظرها بل فترة وتمر هذا ما تقوله وهذا ما يزيد جنوني وبكائي على كل حال في الحقيقة حاولت كثيرا أن لا أقفل الباب على نفسي أن أبتعد عن هذه الأوهام لكن مستحيل فأنا فشلت بل حقا أفكر في أن أبتعد عن كل شيء في هذا العالم حتى نفسي.
في الختام أدعو الله أن تنتبهوا لرسالتي فأنا بالفعل أطلب النجدة في أعماقي لكن ما من مغيث لي للأسف منذ 5 سنوات فساعدوني رجاء
والحمد لله لأني وجدت موقعكم وشكرا.
13/3/2018
رد المستشار
وعليكم السلام والرحمة الله وبركاته
شكراً على كلامك الطيب ونرجو من الله تعالى أن يوفقنا لمساعدة من يحتاج للمساعدة.
عزيزتي "مايا" يبدو أن عنصر الخيال فعال جداً لديك لدرجة جعلك تبغضين هذا الخيال الواسع وتقومين بمهاجمته ومحاولة توقيفه لكن كلما حاولت كبحه وتوقيفه زاد أكثر وخرج عن سيطرتك أكثر وحين يخرج عن سيطرتك تدخلين في اكتئاب بسبب لومك لنفسك وإحساسك بأنك غير ناضجة بسبب هذه التصورات، كل هذا جعلك تدخلين في حلقات متداخلة كل حلقة تؤدي إلى الثانية ونتيجتها النهائية شعورك بالتعاسة والكآبة.لذلك يجب أن نكسر هذه الحلقة من مكان ما!
قد تكون أفضل حلقة للكسر هو تصورك بان لديك مشكلة بسبب خيالك ويجب ان تتوقفي وإلى آخره.
فلو بدلاً عن ذلك تقبلتِ إنكِ إنسانة واسعة الخيال وتستطيعين توظيف خيالك الواسع في أمور إبداعية تستمتعين منها سوف يقل تلقائياً إصرار الخيالات للاستمرار، فطبيعة الأفكار والخيال هي الطغيان أمام الكبح يعني كلما حاولت أكثر أن تمنعي خيالك من العمل كلما ظهر بقوة أكثر.
لذلك توقفي عن ذلك وبدلاً عنه حاولي أن تستخدميه في مجالات أخرى، مثلاً ابدئي في كتابة قصص قصيرة أو قصص للأطفال استخدمي فيها موضوع خيالك في ذلك اليوم، مثلاً شاهدت فيلم أو مسلسل وبدأت معاك أحلام اليقظة، بدل أن تجعلي نفسك بطلة الأحلام اكتبي قصة واجعلي الأحداث تدور حول بطلة القصة.إذا كتبت قصص للأطفال حاولي أن تحكيها للأطفال الموجودين في العائلة وتستمتعي بتأثيرك عليهم، هكذا سوف تشعرين بفائدة أحلام اليقظة لديك وتتوقفين عن لوم نفسك عليها.
واقرئي أيضًا:
استشارات عن أحلام اليقظة