الأنوثة المحاربة ..تصالحي معها م1
أحلام متكررة
السلام عليكم ورحمة الله
يراودني حلمين منذ سنوات (غالبا ما يقارب من أكثر من ١٠ سنوات حسب ظني) ولا أستطيع فهم المغزى النفسي من ورائهما لكنهما يسببان لي حالة من الضيق في كل مرة وتستمر أيضا لبعد الاستيقاظ.
الحلم الأول (الأكثر تكرارا) :
يتبادل في شكلين، أحلم أني متجردة من الثياب تماما أو أنني في حمام بثياب جزئية وهو حمام غير محكم الغلق ويستطيع من خارجه أن يراني، وفي كلا الشكلين أحاول مرارا وتكرارا أن أخبئ نفسي وجسدي مع وجود أناس آخرين ويتملكني شعور بالقلق الخوف والخجل الشديد، ومع كثرة المحاولات لا أستطيع بل وأفشل في ستر نفسي.
الملفت في الحلم أن الناس التي بالحلم وتراني لا يلفت نظرهم وضعي، بل يتعاملون كأن لم يكن شيء غريب على الإطلاق.
الحلم الثاني:
أحلم أني بمركب أو قارب وسط بحر هائج، وحالة طقس غير مستقرة، وأحيانا أمطار غزيرة، وتترنح المركب وسط البحر يمينا ويسارا ولكن دون أن تغرق، وأيضا يتملكني شعور بالخوف الشديد من الغرق (حيث أنني لا أعرف العوم) ومن الحالة غير المستقرة للقارب والطقس.
المشترك بين الحلمين هو شعور الخوف الشديد والقلق أثناء الحلم غالبا بنفس الدرجة ومن نفس النوع، وبعدهما من ضيق وخنقة، وتكرارهما.
فما هو البعد النفسي لهما ولتكرارهما طيلة هذه السنوات؟
وشكرا جزيلا
12/6/2019
ملحوظة:
بعد وصول الرد الأول على الاستشارة من أ. حسن خالدي تم عرضها على الدكتور خليل فاضل وهذا كان رده :
رد المستشار
أهلا وسهلا بك
غالبًا ما يستخدم تفسير الأحلام (طبيا نفسيًا)، ومن منظور التحليل النفسي والمفهوم الديناميكي للحلم والحالة، كما يستخدم للعلاج النفسي ولفهم الأعراض.
لم أعرف عنك الكثير فأنت غير متزوجة وعمرك 27 سنة.
واضح أن الحلم متكرر ويسبب ضيقًا، اعتبر فرويد أن الأحلام تبع من اللاوعي مكمن الكبت، قمتِ أنتِ بعملية تداعي حر بالكتابة إلينا، أي قمت بالبوح على السطور.
الحلم المتكرر مرتبط بأفكار تتكثف في عملياتها لحماية الإنسان في وعيه.
لكن بعض القلق والانزعاج لديكِ ما هو إلا ثمن قليل لما تعانينه، والحلم هنا صمام أمان لعدم حدوث ما هو أسوأ على مستوى الوعي أو الشعور.
اللاوعي تلقائي ومرتبط بأزمنة وأمكنة سابقة، وأيضًا بأحداث حدثت لك تتداخل وترتبط تختفي وتظهر.
إن أفضل من يفسر الحلم هو الحالم نفسه أي أنت لأنك أدرى بحياتك وسيرها، بما مررت به في الطفولة.
هنا أنا سأساعدك على فهم الحلم. الأول الأكثر تكرارًا من خلال ما يطرح من رؤية ورموز محددة:
1- التخفف من الثياب أو التعري، وأنت أنثى لك وضعية خاصة فيها الخوف ومفهوم الجسد وكذلك الجنس كموضوع (تابو) يصعب الكلام فيه في مجتمعاتنا، الحمام مكان الوجود غير محكم الغلق وأنت تحاولين (السَتر) درء، عكس أن تنكشفي على الآخر (رجل كان أم امرأة)، عمومًا الخطر هنا يأتي من الذكر.
العيب والفضيحة تأتي من صورة الجسد الخاصة جدًا التي تُرى.
2- تفشلين في ستر نفسك.
3- وجود ناس.
4- تشعرين بالخجل الشديد، الخوف والقلق.
5- الناس يتعاملون معك بشكل عادي جدًا.
إذن هذه الأفكار وتلك المشاهد هي تصوير نابع من أمور حدثت قبل عشر سنوات أي عند سن 17 سنة تقريبًا، هناك ما يتعلق بالعيب، بالحرام، بالجسد، بالرجل، بالجنس، أمورٌ لا يعرفها إلا أنتِ، قد تكون طفيفة للغاية وقمت بتضخيمها لأنك حساسة جدًا، ولأن تلك المواضيع (الجسد – الذكر – الجنس) مواضيع مُخيفة بالنسبة لك، ومن الممكن ألا يكون قد حدث شيء بالغ الأهمية، وإنما أنت التي ترينه كذلك.
يتداخل هذا الحلم مع الحلم الثاني، ألا وهو وجودك بمركب وسط بحر هائج، عواصف، أمطار غزيرة، يترنّح المركب لكن دون أن تغرق، الغرق هنا يعني (موتك) وهذا لم يحدث، أنت لا تعومين، وطبيعي لديك خوف شديد من الغرق (الدخول إلى علاقة مستحيلة من الحب أو الارتباط تطيح بدرجة أمانك الشخصي)، وكذلك عدم استقرارك العام فيبدو أنه لا زواج ولا عمل، ولا – ربما – أمور مادية غير مستقرة هنا ربط بين الحلمين.
الحالمة هنا نسميها صاحبة (النفس غير المستقرة)، أين تلك العاصفة في داخلك؟ أم أنها خارجك حتى لو ظهرت الأمور حولك شبه مستقرة؟!