لدي مشاكل اجتماعية وعقلية وضباب في التفكير
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. جزاكم الله خيراً وأعانكم. أنا طالب في الثانوية وعمري 17 سنة ولم يتبقى للامتحان سوى 3 أسابيع. سوف أحاول شرح حالتي وما واجهته بدقة، وأعانكم الله عليّ: بعدما رحلت مع أهلي عن القرية التي كان سكني بها إلى المدينة، وكان عمري حينها 14 عاماً، انتقلت بالطبع إلى المدرسة الجديدة، وعندها كنت أعاني من الخجل ولم أكن أتفاعل مع من في صفي وأُصبت بالاكتئاب مرّات عدة، علماً أنه كان لي الكثير من الأصدقاء في المدرسة الأولى.
حاولت مراراً أن أتفاعل وأن أصبح شخص طبيعي لكن سرعان ما أعود لحالتي الأولى، وهكذا بقي بي الحال في الصف إلى أن قررت الرجوع إلى مدرستي الأولى والبعيدة عني بسبب ما واجهته، وعندما رجعت _تخيل يا دكتور_ بقي لدي نفس الخجل وكأني مثل التمثال في الصف، فقدت كامل شخصيتي ومعها أيضاً أصدقائي القدامى.
رجعت مرة أخرى للمدرسة الثانية وبقي الحال على ما هو عليه، إلى أن أصبحت في الثانوية وبدأت الدراسة بهمة عالية، علماً أني مجتهد ولدي حلم لتحقيقه.
مشكلتي الكبرى بدأت هنا عندما انعزلت تماماً عن العالم، اعتمدت تماماً على الدراسة الجديدة (الأونلاين) من المنزل ولم أكن أذهب إلى المدرسة ولا إلى المراكز التعليمة.في البداية لم تكن أموري سيئة مثل الآن فقد كنت أدرس أولاً بأول وأموري طبيعية، إلى أن أصبح لدي أمور غربية، أصبحت أتوقف عن الكلام فجأةً أثناء الحديث، وأنسى ما كنت أتحدث عنه، أصبحت لا أجد الكلمات المناسبة للتعبير عند الحديث، أصابني تشوش في الأفكار، ومشاكل في التواصل البصري حتى مع أهلي، أحياناً أكون أدرس مع والدتي فهي معلمة فأرتبك عند الحل وأتشوّش ذهنياً في أبسط المسائل.
فما الحل يا دكتور؟ وهل هناك دواء مناسب لحالتي؟
شكراً لكم
7/6/2020
رد المستشار
صديقي
عدم التفاعل هو اختيار مثل التفاعل تماماً، ولك حرية الاختيار في هذا. حالة الخجل والانعزال عن الناس قد تسبب الاكتئاب على المدى الطويل، وبمرور الوقت واستمرار الاكتئاب قد تتأثر الغدد وإفرازاتها وبالتالي قد تكون حالة التشوُّش التي تصفها هي بسبب هذا. الحل في هذه الحالة بسيط وهو ممارسة الرياضة حتى العرق، ثم الاستمرار في الحركة لمدة لا تقل عن عشرين دقيقة، هذا يمكن تحقيقه من خلال المشي النشيط لمدة ساعة، ثلاثة مرات في الأسبوع على الأقل.
تقول أيضاً أن لك أحلام وأهداف تريد تحقيقها. ابدأ فوراً في التنفيذ واحرص على المرح أثناء العمل، المرح الناتج عن الإحساس بالإنجاز في كل خطوة لأن كل خطوة تقربك إلى الهدف.
تواصل مع أهلك فإنهم آدميون مثلك وفيهم كل متناقضات الوجود بدرجات مختلفة، أمك ليست معلمتك ومعلمتك ليست أمك وكلتاهما من البشر وليسا الله حتى تشعر بالضآلة عندما تسألاك سؤالاً.
الخجل هو الخوف من حكم الآخرين وافتراض أن رأيهم الذي قد يكون (سلبياً بسبب حكمك السلبي على نفسك) هو بمثابة حكم نهائي على استحقاقك لأي شيء. ما رأيك أنت في الآخرين؟ ماذا يعجبك فيهم؟ ماذا يزعجك فيهم؟
في النهاية هم مجرد بشر يذهبون إلى الحمام ويقضون حاجتهم مثلك. من المهم أن تتخيل هذا لتضع الأمور في حجمها، هم مجرد بشر، والبشر يرحبون بمن يرى فيهم شيئاً جيداً أو جميلاً. انظر لمن حولك ولاحظ ما يعجبك فيهم، قل لهم (بصدق) أنك معجب بمقدرتهم أو معلوماتهم أو ملبسهم أو طريقتهم في شيء ما. من الصعب على الإنسان أن يرفض من يرى فيه شيئاً جيداً أو مثيرا للإعجاب.
خجلك واكتئابك هما مجرد عادات يمكن استبدالها بعادات أخرى أكثر إيجابية. تذكر أنك أنت من اختار البعد عن الناس وعدم تكوين صداقات.
إذا استعصى عليك الأمر فلا بأس من مراجعة معالج نفساني.
وفقك الله وإيانا لما فيه الخير والصواب.