وسواس النجاسة والتحقق والعد القهري! م
حالة إنسانية
السلام عليكم دكتورة رفيف. أرسلت للموقع وطلبت منهم التواصل معك بدون عرض مشكلتي لأسباب عائلية، فأنا ممنوعة من قِبَل أهلي من إرسال مشكلتي على النت لأحد. أرجو منك مساعدتي، فليس لي إلَّاكِ بعد الله، أرجوكِ.
لديَّ وسواس في كل شيء، ولكن وسواس الاستنجاء دمَّر عليَّ حياتي بكل ما تحمله كلمة "تدمير" من معنى. جرَّبت الحرب والقلق والحرمان، ولكنه أصعب من كل شيء. وأرسلت لك من فترة مشكلتي، ونصحتِني بتطبيق الحل المالكي، وارتحت جدًّا لقراءته، وعندما جئت لأُطَبِّق فشلت فشلًا ذريعًا. ومن ثَمَّ قرأت هنا في الموقع استشارة لأحدهم يسأل "هل يمكن اعتبار الاستنجاء سنة كما أن إزالة النجاسة سنة عند المالكية؟" فأجبتيه بنعم. حرفيًا بكيت عندما قرأت هذه الاستشارة، وأحسست أن مشاكلي انتهت، فيمكن ألَّا أستنجي، ويمكن أن أسْتَجْمِر، ويمكن ألَّا أستنجي جيدًا، لكن عندما ذهبت لأُطَبِّق أيضًا فشلت وبقوة، ولم أستطع ألَّا أستنج،ي لم أستطع ترك ما أقوم به وكأن شيئًا يُمْسِكُني ويستحوذ عليَّ.
مشكلتي بالتفصيل هي أنه عندما أريد قضاء الحاجة _أكرمك الله_ أدخل دورة المياه وأُفَرِّغ البول، وهنا الكارثة، فالبول لا ينتهي، ويبقى ينزل، وأَشُدّ شدًّا خفيفًا وينزل، وأشد وينزل، وإذا حاولت تجاهل الباقي لا أستطيع وأشعر بحصر شديد، وإذا أكملت التجاهل رغم شعور الحصر أتَبَوَّل _أكرمك الله_ بمجرد فتح المياه وأعود لنقطة البداية، وهكذا أبقى أتبَوَّل حوالي ساعة أو أكثر. ومن ثَمَّ يبدأ هَمٌّ آخر بعد جهد جَهِيد لانتهاء التبول، وهو هم الاستنجاء، فأستنجي وأنسى وأُعِيد. والمشكلة التي تُعِيقُني جدًّا هي نزول بول مع ماء الاستنجاء، وأعيد وأُعيد حتى أتأَكَّد أنَّ ما ينزل هو ماء فقط، وأستنجي من المخرج ويمين المنطقة ويسارها وفوقها وتحتها، وحتى لا أنسى منطقةً أقوم بالشَّدِّ على يدي بواسطة أسناني (أَعُضُّ يدي)، وأَشُدُّ أيضًا بواسطة أظافري، لدرجة أني أُصِبْتُ بجروحات عديدة وسال الدم بسبب ما أفعل.
لم يَعُد يتحَمَّلُنِي أحد من أهلي، فأصبحت أحصر نفسي كثيرًا كي لا يروني في الحمام، وحتى أنَّنِي أحيانًا أتَبَوَّل على الفوطة التي أَضَعُها، المهم ألَّا أدخل أمامهم، وعندما أدخل أبقى حوالي الساعة والنصف للساعتين. تعبت جدًّا والله، أُنْهِكْت بمعنى الكلمة. منذ فترة أبي غضب جدًّا وقال لي أني إذا لم أخرج سيكسر الباب عليَّ وأنا في الداخل، ومنذ تلك الحادثة وأنا أصبحت عندما أسمع أي حركة أو صوت وأنا في الحمام أُوقِف كل شيء وأُعِيد من الأول، ليس بيدي والله، أصبحت أتوَتَّر بشدة ولا أستطيع، وتزيد المدة أكثر كلَّما سمعت أصواتًا أو حركةً أو جاؤوا ليصرخوا عليَّ.
أنا ذهبت لدكتور نفسي، وأخذت 3 أدوية نفسية، وكلها لم تُجْدِي معي. والآن لا أستطيع الذهاب لأي دكتور لسببين: الأول أنه لا يوجد بمحافظتي دكتور ثقة، والآخر أنه وبسبب الوضع لم نَعُد نستطيع دفع كشفيات الدكاترة. وأيضًا لا أستطيع شراء الأدوية التي سيصفونها لي، حتى أنني آخر دواء قطعته بسبب سعره، وهذا ما أثَّر عليَّ سلبًا حيث لا يجب قطع الدواء النفسي فجأة، ولكن هذا ما حصل.
لا أعلم الآن ماذا أفعل. لم يعد أمامي أيَّ حل يفيدني ويُرِيح عائلتي سوى موتي وانتحاري، لكن أردت أن أسألك حتى أرتاح أنني حاولت بكل ما أستطيع. هل لديك طريقة تُخَلِّصُني من وسواس الاستنجاء؟ وهل أُطَبِّق سُنِّيَّة الاستنجاء؟ وكيف أُطَبِّقُها؟ حاولت، ولكن خُفْتُ جدًّا من تنجيس البيت والملابس والأحذية والفرش وما يَصعُب غُسْلُه لأني سأكون حينها مُتَيَقِّنَة من النجاسة. ماذا أفعل فأنا سأُجَنُّ؟ كيف أخرج من دورة المياه بسرعة؟ هل يُوجَد أي شيء يُخَفِّف لي توتري وخوفي من أهلي؟ ماذا أفعل عندما أكون شارَفْتُ على الانتهاء من الاستنجاء ويصرخون عليَّ فأتوَتَّر وأتَبَوَّل من جديد وأعود لنقطة البداية بعد ساعتين من الهلاك؟
هل هناك طبيب يستطيع أن ينصحني على الإنترنت؟ هل هناك دواء يُخَفِّف لي توتري؟
هل يمكن أن أُشْفَى أم أن الحقيقة كما أشعر وهي أنَّع لا يُوجَد حل إلا موتي؟
3/4/2021
وبعد 6 أيام أرسلت عبر صفحة اتصل بنا تقول:
السلام عليكم.
أعتذر عن إرسالي المُتَكَرِّر وإن كنت قد أزعجتكم، لكن أود أن أسأل عن استشارتي فقد مَضَى على إرسالها حوالي الأسبوع، ولا أعرف إن كنتم ستَرُدُّون عليها أم لا، لكن فعلِيًّا وحرفيًّا حياتي مرتبطة بجوابكم، فقد كنت على وشك الانتحار من معاناتي التي ما عُدْتُ أتحَمَّلُها، ولكن طَرَقْتُ بابكم على أمل أن أَجِد بَصِيص أمل، و لكن لم أجد جوابًا. فقط أريد أن أعرف هل يوجد جواب أم لا حتى لا أشعر بالذنب من أني تركت باب لم أَقْصِدْه.
جزاكم الله كل خير يا رب.
والله إنِّي أنتظر جوابكم على أَحَرِّ من الجَمرِ المُشْتَعِل.
9/4/2021
رد المستشار
وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته، وأهلًا وسهلًا بك مرة أخرى على موقعك مجانين.
يبدو أنك قد حاولتِ جميع المحاولات، وجرَّبت ما يمكن أن يُقَال لك من نصائح (حتى الذهاب إلى الطبيب)، ولم يُفْلِح معك شيء!
بقي شيء واحد: أنت موسوسة، وأهلك يعرفون هذا، ويعرفون أن ما تعتقدين نجاسته هو طاهر حقيقة. أمَّا أنت فاعْمَلِي بسُنِّيَّة إزالة النجاسة، ولا تهتمي لشيء. هذا هو الحكم بالنسبة لك، ولا يهم بالنسبة لك أيضًا انتشار النجاسة.
وأمَّا أهلك، فهم يَرَوْن أن ما تفعلينه كافٍ في التطهير، وأن ما حولهم طاهر يقينًا حتى لو أخذت بسُنِّيَّة إزالة النجاسة، فَدَعِيهم واعتقادهم، فهم سيحاسبون على حَسَبِه.
على أنِّي متأكدة من أنك عندما تأخذين بسُنِّيَّة التطهير، فإنك ستقومين بأفعال كافية في التطهير على أرض الواقع.
وأخيرًا اعذرينا لأننا سننشر استشارتك مع تجهيل البيانات، وهناك عشرات الحالات المشابهة، فلن يعرف أحد مَن صاحبة الاستشارة.
دعواتي لك بالتوفيق.
التعليق: السلام عليكم، هل يمكنني ذكر تجربتي المشابهة قد تفيد السائلة؟