صديقة عمري
الأساتذة الأَجِلاَّء، أرجوكم، أَرجوكم، أرجوكم، أفيدوني بالرأي السَّديد والحلِّ الرَّشيد، فمُشْكِلتي مع أعَزِّ الناس لي، صديقة عمري التي عرَفْتُها منذ عشرين سنة، وكانت لي بمثابة الأُخْت والصَّديقة الحنون العاقلة الطَّيبة التي ما تَحْلو حياتي إلاَّ بوجودها بجانبي في أزمات كثيرة، فهي متزوِّجة ولديها ثلاث بنات وولد، وزَوْجها يعمل في بلد خليجي منذ 4 سنوات، وقد حصَلَت لي معها قِصَّة غَيَّرت مجْرَى حياتي وعلاقتي بها، فأنا بحكم عملي أعيش في منطقة غير منطقتها منذ ما يقارب 15 سنة، ولا نلتقي إلاَّ في الإجازات أو المناسبات، ولكن نتواصل بالهاتف يوميًّا.
وفجأة، بدون مقدِّمات، يتَّصل بي شخصٌ يُخْبِرني بأنه على علاقة مع صديقتي، وأنه يعرف عني أنني أقرب صديقاتها، وأنِّي يجب أن (أُعقِّلها) لأنَّها قد بَدَأت تعرف شخصًا آخَر غيره و.. و... صعقت من هذا الكلام، ونهَرْتُه وقلتُ له: أنت إنسان كذَّاب، لا يمكن أن تكون صديقتي بهذه الأخلاق، ولكنه فاجأَني بحقائق تُثْبِت صِحَّة كلامه، من ضِمْنها أنَّه يعرف شقَّتي، وكانا يلتقيان فيها، ويمارسان الفاحشة - والعياذ بالله - فأنا مِن ثِقَتي بصاحبتي أعطيتُها مفتاح شقتي التي اشتريتُها مُؤخَّرًا، لكي تتفَقَّدها بين الحين والآخر، وعندما وصَفَها لي تأكَّدتُ فِعلاً بأنه لا يكذب، فدارت الدَّوائر علَيَّ ولَمْ أُصدِّق، فسارعت إلى الاتِّصال بصديقتي، فأنكَرَت في البداية، وعندما رأَتْني أَصِيح وأنهرها اعترَفَت بكلِّ شيء، وأنَّها فعلاً عرَفَتْه من خلال (الدَّردشة)، وهي نادمة، وتريد أن تبعد عنه، لكن هو يهدِّدها أنَّه يَفْضحها عند زَوْجها وعندي إذا هي لم تَرْضخ له، وتستمر معه في العلاقة.
المهم أنا صُدِمْتُ كيف تَعْمل هكذا؟ خاصَّة وأنَّها متزوِّجة، لهذه الدرجة صديقتي ضعيفة؟! وأنا معتقدة أنَّها قوية وشُجاعة! والمشكلة التي زادت الطِّين بلّة أنَّها مُلْتزمة، ولا تذهب إلى أعراس فيها أغانٍ، فكيف بها تفعل هذه الأفعال الشائنة؟!
المهم، قلتُ لها: استغفري ربَّك وارجعي إليه، أمَّا بالنسبة لعلاقتي بك فسنتكلَّم عندما آتي إليكِ في الإجازة، وفعلاً التقينا، ولكنْ منذ ذلك الوقت وهي تتهَرَّب منِّي، ولا تريد فَتْح الموضوع معي بالرغم من أنَّها وعدَتْنِي أن تَحْكي لي تفاصيلَه كاملة، والآن مرَّت سَنَتان كاملتان وأنا أعيش (على نار)، كلَّما أتذكَّر هذا الموضوع، وأصبَحَت علاقتي بها باردةً جدًّا، لا نلتقي إلاَّ في المناسبات، وقلَّ الاتصال الهاتفي بيننا، ونادرًا ما نتواصل، أنا أحب صديقتي جدًّا، لكن كلَّما أتذَكَّر ذلك الموضوع أشعر بالضِّيق، خاصَّة وأنَّنا لم نتصافَ فيه.
أرشدوني أرشدكم الله، هل أستمرُّ معها؟ أم أنقطع عنها؟ أم ماذا؟
أنا أنتظِرُ ردَّكم بفارغ الصَّبر، ودمتم بخير وعافية.
15/08/2021
رد المستشار
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على طاعتك، واهدنا رشد السبيل، وكن لنا ولا تكن علينا.
لا أستطيع اتخاذ القرار عنك في علاقتك بصديقتك فأنت أدرى بما تطيقين وما لا تطيقين، وإن كان يبدو أن العلاقة قد فسدت بالفعل فهي تشعر بالخزي منك وأنت تشعرين بالغربة والاستهجان من سلوكها.
ما أعرفه إن كنت تريدين الاستمرار في معرفتها فعليك تجاوز أمر التصاف أو فتح موضوع خطئها مرة ثانية، فإن كنت قادرة على تجنب الحديث عن هذا الأمر والتفكير فيه يمكنك عندها الاستمرار في علاقتكما وإن كنت غير قادرة فالابتعاد المهذب أفضل.
ما الذي تريدين معرفته منها، أسألي نفسك، هي ليست ملاك وكل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابين، فإن أخطأت وتابت وتاب الله عليها لماذا تصرين على تذكريها به، اذكرك بقول الله تعالى والعافين عن الناس والله يحب المحسنين، فأحسني لصديقتك وتجنبي مناقشة زلتها فهي في حق نفسها وربها ولا شأن لك بها، وإن كانت تريد دعمك فإن إلحاحك في الحديث عن الأمر لن يشجعها عليه.
الأهم من استمرار أو عدم استمرار صداقتك معها هو حرصك على حفظ عرضها وسرها فمن ستر مؤمنا ستره الله يوم القيامة، وأكثري من الدعاء لها بأن يثبتها الله ويهديها سبيل الرشاد وإيانا.
التعليق: سيدتي: صديقتك مخطئة أكيد وكان الله في عونها ولكن أعتقد بدل معاقبتها عليك محاولة احتوائها ودعمها هذا هو الوقت الذي تثبتين فيه صدق صداقتك
لا شك أنها عانت كثيرا من الفراغ والوحدة وبتوفر الإغراء زلت
هل الحل في العقاب والمقاطعة؟ الحل في المحبة والاحتواء