الكفر بذات الله
السلام عليكم، ذات يوم كنت أصلي وخطر في بالي أنني لن أشك في الصلاة أو أتوسوس -هكذا أذكر- لكن فجأة قلت في بالي أن فلان أستغفر الله هو ....... لا أريد أن أتكلم أرجو فهمي أنه كفر في نفسي ولكن لم أنكر ما قلته أكملت صلاتي وبعد أعدت الصلاة أخاف أن تكون بطلت.
وسؤالي أنني لم أنكر ما قلته فهل هذا كفر؟
أرجو التوضيح وكيف أتخلص من هذا الشيء دون استشارات نفسية؟؟
21/09/2021
رد المستشار
وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته يا بنيتي، سررنا برسالتك واستفسارك
يبدو أنك تعانين من الوساوس الكفرية، وهي أفكار تقتحم عقلك في أي وقت شاءت، مضمونها الكفر بالله تعالى.... والوساوس أيًا كان مضمونها، وفي أي وقت جاءت، وعلى أية حالة اقتحمت، لا تؤثر على الموسوس أبدًا أبدًا أبدًا....
الوسواس مرض، وليس على المريض من حرج.... وكما أن صلاة المريض العاجز للفريضة قاعدًا لا تبطل صلاته، فكذلك صلاة الموسوس تبقى صحيحة مهما كانت الوساوس التي تهجم عليه أثناء الصلاة.
الوساوس تسبب القلق لا أكثر، ولكنها لا تغير شيئًا في الواقع، ولهذا محاربتها تكون بمحاربة القلق لا أكثر!! وذلك عن طريق:
1- معرفة أنها أفكار غير خطيرة رغم أنها مزعجة.
2- معرفة أنها لا تؤثر على إيمانك ولا على أي من عباداتك
3- لا يهم أن تذهب 100% ولكن المهم ألا تعيريها اهتمامك... فكما تعلمين، أي شخص يرى الذي بجانبه لا يعيره اهتمامه، فإنه سيبتعد عنه، وكذلك هي الأفكار الوسواسية. هنالك أشخاص (دبقة) يصعب طردهم بالكلية، ولكن على الأقل تخف زيارتهم ولا يبقون كقبضة تخنق الرقبة....
4- كلما جاءت إلى ذهنك تذكري وقولي: هذا وسواس.... لا يؤثر على طاعتي، وليس مخيفًا، ويجب ألا أدقق فيه... وتابعي عملك وحياتك بسرور ونشاط.... إياك أن تحاولي الأخذ والرد والتمحيص فيه، لأن زوال القلق لا يكون إلا بإهمال التفكير، وإهمال التفكير كفيل مع الوقت بإذهاب الفكرة....، وأية معلومة لا تكررينها تنسينها كما تعلمين.
وهناك أمر مهم: باعتبارك موسوسة في هذه السن الصغيرة، -ولعل هناك وراثة بالوسوسة في عائلتكم-، فكوني على يقظة دائمًا.... لأنك قد تتخلصين من هذه الفكرة الوسواسية، فيأتيك الوسواس له بفكرة أخرى قد تكون لا علاقة لها بالأولى نهائيًا! فانتبهي لأية فكرة مزعجة تحاول الإقامة في رأسك، وعامليها بنفس الطريقة السابقة....... وكلما انتبهت إلى الفكرة الوسواسية مبكرًا كلما كان الخلاص منها أسهل.
فإذا استطعت فعل هذا، والالتزام به، فالمؤمل ألا تحتاجي إلى طبيب.
أكثري الدعاء بالمعونة على التطبيق والعافية، وأنا بدوري أدعو لك بالتوفيق والشفاء العاجل