أنا فتاة في العشرينيات من عمري ومشكلتي أنه وبعد عِشْرة استمرت 6 أعوام مع صديقة العمر أجد أنني لا أستطيع التعامل ولا التفاهم معها والسبب هو الغيرة الزائدة من جهتي، كذلك خوفي الزائد عليها من كل من حولها خاصة وأن طيبة قلبها أوقعتها في كثير من المشاكل العائلية، أو مع بعض الصديقات، كذلك الخوف من الحسد حيث إن كل من يرانا يردد"إلى الآن لم تفترقا"
فأصبحت الفكرة تسيطر على علاقتنا الأخوية لدرجة كبيرة حيث إن بعد كل خلاف تكرر هي كلمة "الفراق" إن لم أتركها تفعل ما تشاء خاصة أن الذي تقوم به ليس عيبا ولا حراما بالرغم من أن بعض التصرفات تضايقني وهي لم تكن تقوم بها من أجلي إلا أنها الآن تحاول أن تقوم بكل شيء، لتفهمني أنها تحررت من قيودي كما تقول.
وهي دائمًا تشعرني بأنها في ضيق شديد من شدة خوفي عليها واهتمامي الزائد بها؛ لذلك لا أدري كيف أتصرف معها هل أتركها تفعل ما تشاء مادامت لا تخالف الدين والأخلاق، وأبتعد قليلا عنها كي لا تشعر بالاختناق كما تقول مع أننا لم نفترق عن بعضنا منذ أن تعارفنا وكانت علاقتنا الأخوية أفضل بكثير من اليوم!!
أفيدوني أفادكم الله ..؟؟
ولكم كل الشكر
30/1/2022
رد المستشار
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
تعتبر الحاجة للاستقلال وتحقيق الذات من أهم الحاجات الإنسانية وهو ما تمنعي صديقتك من الوصول إليه. تبررين سيطرتك عليها بوقوعها في مشكلات سابقا، ربما كنت أكثر نضجا منها عند بداية صداقتكم ولكنها كباقي البشر تحتاج للاستقلال وتحقيق ذاتها كما تفعلين أنت من خلال سيطرتك عليها.
يروى عن الرسول عليه الصلاة والسلام "أن اختلاف أمتي رحمة" فلماذا تصرين عليها أن تتبع نصيحتك أو أهوائك!! طالما لا تختار ما يخالف الدين والأخلاق، وإن اختارت ما يخالف الدين والأخلاق لها عليك بحكم الصداقة والأخوة النصيحة فقط، وتبقى هي مسئولة عن سلوكها واختياراتها.
انتبهي إلى أن محاولاتك المستمرة في السيطرة على صديقتك هو ما يهدد هذه الصداقة وليس الحسد. الصداقة علاقة مختارة بناء على ما تقدمه لنا مما نحتاجه، تحتاجين إلى من تسيطرين عليه وتحتاج هي إلى الاستقلال. قرري أيهما أهم لك الاحتفاظ بها صديقة وإفساح المجال لها لتجرب خياراتها وإن أخطأت تكوني إلى جانبها للمحاولة مرة أخرى أو الإصرار على السيطرة عليها حتى لو عنى ذلك فقدانك لها.
اعطيها مساحتها من الحرية وانشغلي بإصلاح نفسك وميلك للسيطرة.