زوجي أرى أنه يحبني جداً لا يبخل علي بشيء، يحترم أهلي، وعلى خلق وملتزم بتعاليم الإسلام والحمد لله. هذا في الأحوال العادية؛ ولكن إذا مرضت في يوم ما أصبح إنسانًا آخر؛ وكأنه لا يعرفني وليس بيني وبينه أي شيء فلا يفكر حتى في مجرد أخذي للطبيب إلا إذا ساءت حالتي جداً ويتركني وينام في غرفة أخرى لدرجة أنني دخلت المستشفى للولادة لمدة أسبوع وكانت حالتي متأخرة جداً ولم يكن يأتي إلي في المستشفى إلا دقائق معدودة
علمًا بأننا مقيمين في بلد عربي غير بلدنا وليس لنا أصدقاء وهذه المشكلة معي منذ زواجنا وكلما عاتبته في هذا تهرب من الحديث
فأصبحت كرامتي لا تسمح بمجرد فتح الموضوع معه
16/8/2023
رد المستشار
أختى الكريمة:
أشكرك لأنك بدأت بذكر إيجابيات زوجك من التزام، وكرم، وخلق.. إلخ. فمن الشائع أن:
عين الرضا عن كل عيب كليلة وعين السخط تبدي المساويا
وبنفس القدرة على الشعور بنعمة الإيجابيات أرجو أن تتذكري أنه لا يوجد إنسان بغير عيب، والحمد لله أن عيب زوجك في هذا الطابع الذي يتصف به.
وهذه الصفة ناشئة عن عدم قدرة على تحمل مسؤولية الرعاية أثناء المرض، فهناك نمط من الناس يصابون بالارتباك الشديد إذا سقط من يحبون في أسر مرض ومعاناة، وكأنهم ينتظرون أن تصفو لهم الحياة على طول الخط بلا أدنى كدر أو تعكر.
وملاحقتنا لهذا الصنف من الناس بالعتاب والتأنيب لا يصل بنا إلى شيء، خاصة إذا كان لديهم ما يشغلهم فعلاً من عمل أو غيره عن أداء واجبهم العاطفي تجاهنا في لحظات الشدة وبالمناسبة فالمصريون عندهم مثل شعبي طويل منه مقطع يقول: "جوزك يحبك عفية" أي بصحة جيدة.
أنصحك بعدم التطرق إلى الموضوع بشكل مباشر أبداً، ويكفي العتاب لمرات سابقة، وفي نفس الوقت قد يكون من المفيد عقد صداقات عائلية مناسبة في البلد الذي تعيشون فيه لعل زوجك يرى من آخرين كيف ينهضون بتلك المسؤولية.
أما أنت فأرجو أن تتمتعي بإيجابيات زوجك الأخرى، وتتذكريها دائماً، ولا تنقطعي عن الدعاء لنفسك وله بصلاح الحال