الشك في الغيب: عمه الدواخل والوسواس القهري م1
فهم الوسواس
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته، الإخوة في شبكة مجانين لكم التحية.
هو مشكلة الموسوس إيه بالضبط يعني هي كثرة الشكوك؟ أم عدم تصديق؟ أم مشكلة في التفكير؟
تقولون أفكار غير منطقية وهو يعلم أنها غير منطقية لماذا يهتم بها إذا كان يعلم هذا؟؟
مثلا أنا يأتيني الوسواس في الجانب العقدي على شكل شكوك وأنا أهتم بها وأحاول طرد الفكرة ومطلوب من الموسوس ألا يبحث عن أجوبة لأنها ترسخ الوسواس وهذا أراه صحيحا.. الإشكالية لو فقط في الإلحاح مع علم الشخص أن الفكرة مجرد وسوسة وليست منه لارتاح، يبحث الموسوس عن الجواب وهل معنى بحثه عن الجواب أنه متأثر بالفكرة؟
شخص طبيعي جائته فكرة الشك وشخص موسوس الفرق فقط في الإلحاح أم هناك شيء آخر؟
أين الخلل في الموسوس؟ وجزاكم الله خير
2/9/2022
رد المستشار
الابن الفاضل "زول سوداني"، أهلا وسهلا بك على مجانين وشكرا على ثقتك، ومتابعتك خدمة الاستشارات بالموقع.
أسئلة جميلة يا "زول" تريد أن تفهم الوسواس وسنساعدك في ذلك، ولكن هذه المرة فقط، وضعت ثلاث مشكلات وكأنها بدائل هي كثرة الشكوك، أم عدم تصديق، أم مشكلة في التفكير؟ هي الثلاث معا فالموسوس أو بالأحرى من لديه استعداد للوسوسة مختلف عن الإنسان الطبيعي وعن مرضى اضطرابات القلق بقابليته العالية للشك في معلوماته الداخلية بسبب عمه الدواخل والذي يدفعه لطلب بدائل خارجية للتحقق من وجود ما هو موجود داخله، وقد شرحنا لك ذلك من قبل، والموسوس أيضًا معرض للمعاناة من مشاعر عدم الاكتمال ومنها أنه يعرف أن كذا صحيح لكنه غير قادر على الاقتناع! أي غير قادر على التصديق، كما أن لديه لا مشكلة واحدة وإنما مشكلات تتمثل في خصائص معرفية شعورية تجعله غير قادر على عدم الاهتمام بالوساوس رغم معرفته بأنها وساوس وانظر إلى ما كتبته أنت (أفكار غير منطقية وهو يعلم أنها غير منطقية لماذا يهتم بها إذا كان يعلم هذا) وأيضًا (أنا يأتيني الوسواس في الجانب العقدي على شكل شكوك وأنا أهتم بها وأحاول طرد الفكرة) وكذلك (هل معنى بحثه عن الجواب أنه متأثر بالفكرة؟) وإجابة السؤال الأخير هي طبعا بوضوح... لأنك مثلا ترى أن ورود مثل هذه الأسئلة على عقلك يمثل خطرا على إيمانك وعقيدتك، أو ترى أن عدم الرد على السؤال معناها أنها ستبقى شبهة تشوب إيمانك، أو لأنك مفرط المثالية وتطلب الكمال في التزامك بالدين ... أو أنك من الذين يستهويهم التفكير في الغيبيات ...إلخ .. كل هذه عيوب تفكير يعمل عليها المعالج السلوكي المعرفي.
نقطة أخيرة هي أن الوسواس القهري مثله مثل كثير من الظواهر الإنسانية لا تستطيع نظرية واحدة أن تفسر كل جوانبه وما الأمر إلا اجتهادات ومحاولات فهم أكثر منها محاولات شرح، وبناء على تلك الرؤى والنظريات توضع برامج علاجية وتجرب ويكون الحكم عليها حسب نتائجها أي إذا نجح البرنامج العلاجي المبني على نظرية "س" فإن النظرية "س" نظرية صحيحة صالحة للتطبيق، والعكس بالعكس... المهم لا تتوقع أن الرد على سؤال ما الفرق بين الطبيعي والموسوس يمكن أن ينجز في عجالة الرد على استشارة، ولا أن سؤال أين الخلل في الموسوس؟ يمكن أن يحاط به علما حسب المعطيات المعاصرة علميا.
ومرة أخرى أهلا وسهلا بك دائما على موقع مجانين فتابعنا بالتطورات.
ويتبع>>>>: الشك في الغيب: عمه الدواخل والوسواس القهري م3