مشكلتي مشكلة عاطفية تواجه الكثير من الفتيات والكثير من الآراء بين معارض وموافق، هي الحب عن طريق الشات، كيف تتأكد الفتاة من صدق الطرف الثاني في إقامة علاقة شرعية؟
لقد قرأت لديكم الكثير من المشكلات عن هذا الموضوع، ولكني ما زلت حائرة لا أعرف الطريق السليم لنجاح علاقتي بالطرف الآخر.
وأعتقد أن الشاب الذي يحب عن طريق النت يواجه مشكلة أيضا في التأكد من حب الشخص الآخر، وأنه الشخص المناسب اجتماعيا ودينيا، فكيف نساعده على التغلب على هذه المشكلة وأن يتخذ الخطوات السليمة في الارتباط دون التعرض للأخطاء التي نسمع عنها كثيرا؟.
أرجو منكم وضع النقاط الأساسية التي تساعد كل شاب وفتاة ممن يتعرضون لمثل هذا الموقف حتى لا يكون هناك الكثير من ضحايا حب النت، وتوضيح الصورة السليمة لبناء علاقة سوية بين الطرفين.
14/10/2022
رد المستشار
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، أهلا وسهلا ومرحبا بكِ يا "نهى".
فيم يتعلق بهذا الموضوع أقول بعد الاستعانة بالله تعالى ومدده وتوفيقه وسداده، أن هذا موضوع واسع جدا، ووضعه داخل إطار معين يكاد يكون صعبا، لأن هذا السؤال سواءا كان من دون علاقات داخل عالم الإنترنت، أو في الإنترنت فهو يحتاج إلى الكثير لتنضبط العلاقة في شكل سليم وصحي، لذلك ستكون الإجابة متخذة شكل وضع خطوط عريضة، والتفاصيل يقيِّمها صاحبها.
أولا: نتأكد من خلال "الحديث"، فمجرد الحديث ليس فيه شيء، لكن كيف سيكون الحديث، هو القضية، فشكل الحديث فيم بعد هو ما يوضّح النوايا، فحديث الشخص لا شك يَظهر فيه مدى انضباطه.
- كذلك نقطة الحديث، توضح مدى الصدق، فالصادق تجاه شخص ما عموما، في إنترنت أو غيره، يُظهر مدى احترامه وخوفه على الطرف الآخر من أن ينخدش بتصرف غير مهذب.
- كذلك ينعكس في الكلام مدى التزامه بمبادئ يؤمن بها، فالإيمان بالمبادئ تجعل الشخص لا يستطيع انتهاك نفسه ومبادئه، بل نجده شخص يدفع الأمور دائما لما لا يخالف الوضوح والشفافية، فلن يفكر لحظة في وضع العلاقة في طريق سليم يحفظ للجميع احترامه ووضعه، لأنه يفكر في أنها علاقة دائمة، بأي شكل يكون مناسبا.
- أهم ما في نقطة الحديث أنه لا يجر العلاقة أبدا إلى ما لا يليق، وإلى ما لا يجوز، باسم الحب، لأنه يحترم نفسه، ويحترم الطرف الآخر، ويحفظ العلاقة من أن يشوبها معكرات، لذلك عندما يدفع الشخص العلاقة إلى مثل هذا، فيمكن أن نشكك في صدقه.
ثانيا: هناك نقطة المشاعر، الله خلق لنا المشاعر والإحساس ليس هباءا، ولكن تلتقط من الخارج، وتترجم في الداخل، ويتعاطى الإنسان مرة أخرى مع المحيط الخارجي من خلال ما شعر به، لذلك مشاعرنا من كلمة واحدة تستطيع أن تفهم الكثير، وتعي الكثير، المهم ألا نتجاوز ما شعرنا به، على الأقل نحاول أن نتأكد مما خالج أحاسيسنا، حتى لا نندم لاحقا، عندما نتذكر أننا شعرنا بشيء ولكننا تجاهلناه لأجل أننا نريد شيئا.
ثالثا: يمكن أن نقرأ كتبا في العلاقات، وفي علم النفس الاجتماعي، لنعرف عن أنفسنا، وعن الآخرين، ونتعلم كيف ندير حياتنا، ولا ننساق فقط خلف ما نريده، باسم الحب، مهم جدا أن نتعلم فهم أنفسنا ومشاعرنا، وفهم الآخرين كي نُقَيّم المواقف بشكل آمن وصحي، حتى نتجنب الأضرار المعنوية التي قد تعود بأضرار جسدية.
رابعا: مهم جدا لأي علاقة أيا كانت، أن تسير وفق قواعد العلاقات والعادات التي نعرفها، من الجلوس وجها لوجه، وكذلك من معرفة الأهل، أي الحرص على ألا يكون الأمر سرا ما دمنا قد عرفنا مشاعرنا، وقررنا أن نكون في علاقة، الوضوح والشفافية، أساس لبناء علاقة سليمة.
-خامسا: الدعاء، له دور عظيم في حفظ الإنسان من الوقوع في أخطاء غير محمودة، ما دام الإنسان صادقا مع نفسه، ومخلصا لها في إرادته تحقيقَ وبناء علاقة آمنة وصحية وسعيدة تنفعه في دينه ودنياه، وتوصية الوالدين بالدعاء بالتوفيق والحفظ.
في النهاية أدع الله تعالى لك أن يوفقك، وأن يهديك طريق الرشاد، وأن يرشدك إلى ما ينفعك في الدين والدنيا والآخرة، وفي انتظار مشاركاتك على الدوام وعلى موقعك مجانين.
- دمت سالمة
اقرئي على مجانين:
حكم الشات: فتوى مجانين يا بنات!
مدمنة الشات هل هناك علاج؟
الشات: الحب في الفضاء والزواج في الأرض!
كذبت في الشات وتسأل وايش أسوي الحين؟