حائرة عاطفيا
السلام عليكم أولا كل الشكر لكم على كل ماتقدمونه .. سأبدأ مباشرة بحكايتي لأنني منذ مدة وأنا أتوق لسردها لكم هنا وأفهم كيف أتعامل مع مشكلتي.. منذ صغري تعرضت للتنمر وهذا لأن لوني حنطي عكس إخوتي ومن اللعب تحت آشعة الشمس زاد اسمرارا فكنت كلما تشاجرت مع إخوتي أسمع منهم ما يحطم نفسيتي بشأن لوني، ولا أنسى أبدا عندما ذهبت مع خالي وأخي الأبيض فقال لي خالي ابتعدي عني كي لا يظنونك ابنتي،عندها لم أكترث للأمر ضحكت وابتعدت ولكن أثر في الأمر
لاحقا ربطت بين السمرة والبشاعة وظننت أنني لن أتزوج ولن يحبني أحد مرت الأيام وكنت من المتفوقين وكان حلمي دراسة الطب والكل ظن ذلك ولكن لم أحظى بذلك فلم أتلقى دروس دعم وكنت بحاجة إليها ولكن لم يكن لدينا مال كاف لذلك لأن مدرستي كانت في الحضيض، فلا مدرس للرياضيات لعدة أسابيع كما أن أختي كانت مريضة نفسيا وكل يوم مشاكل وضجيج في البيت، وكنت أعاني رهابا فأخاف أن أسأل إن لم أفهم الدرس، بسبب العنصرية التي مورست علي في صغري.
حزنت جدا لقلة درجاتي فدرست علم الأحياء وتفوقت وكنت من الأوائل وهنا بدأت مشكلتي الكبرى، أحبني أحد الطلبة الذين يدرسون معي كان يتبعني للمنزل، يأتي في الصباح الباكر فقط ليراني أخرج من البيت وأرسل لي هدية قيمة ورسالة معها فرفضت لمبادئي وأخلاقي ورددت عليه برسالة مضمونها أنني لا أريد علاقة غير شرعية فليصبر وإن كتبنا لبعض تزوجنا .لن أكذب كنت فرحة بحبه لي كيف لا وقد أفهمني الجميع في صغري أنني بشعة، حقيقة في الجامعة أثنى الكثر على جمالي ولله الحمد وجبروا بخاطري بدون قصد، المهم هو أصر إلى أن حصل على رقم هاتفي وبعد إصرار منه تحدثت معه اتفقنا أن يكون الحديث مرة كل أسبوع بالرسائل فقط ثم كل يوم ومن ثم بالمكالمات ومن ثم باللقاءات إلى أن وقعنا في المحظور المحذور منه
كنت أعود باكية إلى البيت نادمة وما إن يترجاني حتى أعود للخطأ معه فما أغواني كان أنه متدين وأهله بحالة مادية جيدة جدا، ومتأكدة أنه سيتزوجني فحبه لي فاق الوصف وأن ما نقوم به ليس زنا فعليا بل ملامسات فقط، توقعوا أننا كنا نتوضأ ونصلي هناك فنبرر الذنب بالصلاة. كنا بين الفينة والأخرى نتشاجر فهو يريدني أن أهتم به وأن أتواصل معه يوميا وأنا لم أستطع ذلك إلى أن أصبح يهينني ويضربني إن تشاجرنا، ثم إنني كنت عندما أعجب بأي شخص في نفسي فقط أخبره بذلك كي لا أكون خائنة له فأصبح يتهمني بالخيانة
المهم زادت المشاكل فطلبت منه أن يتقدم لخطبتي لكي ننهي هذه الخلافات ويكون أهالينا على علم بذلك وبالفعل أتى أهله لطلبي وحدثت مشكلة أخرى بين الأهل وكان سوء تفاهم فقط ولكن حل .. وفي أيام خطبتي كنت من أتعس الناس على عكس المخطوبات لأنه كان يريد تواصلا يوميا ليلا نهارا وأنا لم أستطع، فعلى عاتقي أعمال المنزل كما أن بيتنا صغير وأي محادثة قد يتم سماعها من أبي حتى وإن كانت عادية أنا أخجل منهم، قد تقولون ولم تخجلين عندما اختليت به سأجيب بأنني كنت عمياء والله .. مرت الأيام والمشاكل تنقص وتزيد وخلالها انفصلنا مرتين فهو يهينني كثيرا إن لم أهتم به (بشعة، أنت أصفار، أنت لا تستحقينني، لعبتي بي، أنت قمامة) كما اتهمني بالزنا
تعبت منه صحيح أنني أخطأت في حقه ولكن تمادى بتلك الكلمات هو لم يقولها بل يرسلها ومع هذا كرهته وأصبحت أراه بعينين خاليتين من الحب ورأيته أبشع الناس وكي لا أكون كاذبة فهو ساعدني عدة مرات، المهم انفصلنا نهائيا لأنني كرهته كما أفصح لي أنه شخص سادي في العلاقة وكانت طلباته مقززة إن تزوجنا فكرهته جدا جدا فقد أعطيته فرصة من قبل ليحترمني لكنه ما إن تشاجرنا حتى انفلت علي وأرسل لي بأنه مجبر للزواج بي فقط لأنه وعدني، وأمي خافت علي منه فقد رأتني أذبل أمامها بسبب معاملته لي ولم ترضى بهذا الزواج فعندما أراد خطبتي هددني عدة مرات بأنه سيلغي الخطبة وهي تفاجأت من ذلك وكرهته من البداية.
المهم بعد انفصالنا اعتذر كعادته فهو يعتذر ولكن ندوب جروحه لي لا تذهب أبدا.. بعد انفصالنا كان يتحسب ويدعوعلي ولكن والله لم ألعب ولم أتسلى كم تمنيت الزواج به وكم تمنيت البقاء بجنبه ليقوي شخصيته لأنه عانى من القسوة في صغره لكن إهاناته هدمت كل شيء، من كلماته الجارحة كنت أمرض وأحس بأن قلبي جرح كما لو أن سكينا ساخنا اخترق قلبي .. كان يطلب مني الابتعاد عن صديقاتي ويخيرني بين أعز صديقة لي وبينه رغم أنه لا يعرفها أصلا .. كان يقول لي إن تزوجنا لن أسمح لك بالمبيت عند أهلك .. صدقوا مرة قام بإزالة تعليق لي على فيديو متعلق بالصحة فقط لأن الناس تفاعلت معه وحصلت على عدة إعجابات.. مرة صفعني غدرا فقط لأنني نعته بنفس الكلمة التي نعتني بها.. قال لي بأن المرأة التي لا تقبل الإهانة لن يتزوجها
المهم رأيته اليوم مع والده فأشفقت عليه فقط مع أنني أكرهه.. كرهته كرهته كره العمى مرت عدة شهور وأنا الحمد لله تحسنت فأنا متأكدة إن تزوجته إما أن أقتله وأن يقتلني وأن أقتل نفسي ولكنني الآن أصبحت مهزوزة المشاعر وخائفة أن لا أتزوج فسني كبر، أقراني تزوجن وأتمنى لهن حياة سعيدة وأنا وحيدة بعدما دمرت نفسي بذلك الشخص الذي سمحت له باقتحام حياتي، خائفة أن لا أحصل على زوج بالمواصفات التي أتمناها. منذ عدة أيام تزوجت قريبتي بطبيب وسيم أجنبي مقيم بالخارج سبحان الله مواصفات الزواج الذي أتمناه حصلت عليه هي، أحسست بحزن كبير بت باكية على نفسي، لم أحسدها والله ولكن غرت، تزوجت في سن صغير وبرجل جل الفتيات يتمنينه تعرفت عليه عبر الفايسبوك ولكنه تزوجها ولم يهنها إلى أن كرهته.
ولكن ما يحزنني حقا أن أقارن بين أي شخص يتقدم لي (إن تقدم لي أحدهم أصلا) وبين زوج قريبتي هذه، فأعلم أن مواصفات زوجها كبيرة علي وتبقى مجرد أحلام بالنسبة لي ولكن أريد أن أتخلص من هذا الشعور فهل أنا أيضا أستحق شخصا مثله وأحسن منه؟؟؟!!!!!.. أنا حائرة فأحيانا أقول أنني لن أتزوج فالشباب يتزوجن من هن أصغر وأقول لو تزوجت ذلك الشخص وقبلت بإهاناته، فحبه لي كبير وماديا أهله مقتدرون.. وأحيانا أقول بأنه علي الاعتراف بأنني سأبقى بدون زواج طول عمري .. هل يمكنني الحصول على زوج بمواصفات أتمناها أم هي مجرد أحلام لفتاة أخطأت من قبل وان لم تصل أخطاؤها حد الزنا!!
أنا متعبة نفسيا لم العديد من الشباب يثني على جمالي ولكن لا أحد يمشي خلفي ليعرف بيتي فيأتي لطلب يدي في الحلال.. الحمد لله أنا لم تكن لي أي علاقات سابقة فقط مع ذلك الشاب وحتى بعد فسخ الخطبة لم ولن ولا أريد أي علاقة أخرى محرمة المهم أن يرضى الله عني
ولكنني للأسف أحس بالنقص لأنني بلا زوج وحتى إن أتى خائفة أن لا يكون بالمواصفات التي أتمناها..
انصحوني فأنا تائهة فكيف أتخلص من هذه الأحاسيس السلبية؟؟؟
24/10/2022
رد المستشار
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تكمن مشكلتك الحقيقة في شخصيتك لا ظروفك. ترين أنك مميزة وربما ضحية تستحق التعويض ومن هنا تجرأت على حدود الله وقاربت الزنا والحمد لله الذي أنجاك منه، مستعدة لفعل أي شيء لتصلي إلى ما تريدين، لقد انزلقت في تلك العلاقة لطمعك في وضع أهله المادي المتميز. تغارين من قريبتك وممن وسع الله عليهم رزقهم، لديك عدة مظاهر من اضطراب الشخصية الحدية مثل شعورك بالخواء وخوفك من الوحدة والهجر واندفاعك في تعلقك ثم الانفصال العنيف وأفكار قتله أو قتل نفسك.
سيساعدك طلب المساعدة النفسية في تجاوز معاناتك الناتجة عن شخصيتك. أذكرك بأن الشخصية عبارة عن تراكم من الخبرات والأفكار التي تصبغ السلوكيات، وتتميز اضطرابات الشخصية بأن المضطرب يرى نفسه ضحية ويريد من الناس أن يتغيروا ليحققوا مطالبه. راجعي أفكارك ومعتقداتك التي تبنيتها بناء على خبراتك، عدليها ليتغير سلوكك ونتائجه لتكوني قادرة على اتخاذ قرارات منطقية توصلك إلى الرضا في الحياة والسعادة في الاخرة.
لا تنشغلي بالماضي فقد أخطأت وأخطأ هو أيضا، اشغلي نفسك بالعمل والسعي للوصول إلى ما تغارين منه من سعة رزق. لا تقلقي بالرزق والزواج بل استخدمي طاقتك النفسية في العمل والارتقاء فهذا باب للسعادة يمكنك التحكم فيه بدل الانتظار أو الانشغال مقارنة نفسك مع قريبتك أو حتى مجرد التفكير في العودة للشخص ذاته، هو أمر يشغلك كونك تظنين أنك تعرفين مداخل الوصول إليه.
لن تسعدي ما لم تغيري أفكارك وطريقة تصرفاتك.