وساوس قهرية كفرية : العلاج المتكامل م8
حصار فكرى ووساوس قهرية وأشياء أخرى
السلام عليكم د. وائل تحياتي الخاصة لسيادتكم على ما تبذلونه من جهد لمساعدة الإخوة الأفاضل
طبعا أنا مريض الوسواس القهري بالسب في الذات الإلهية والمقدسات منذ ثلاثة أعوام أتناول الأدوية بانتظام أحصل على جلسات سلوكي معرفي بانتظام أصلي وبفضل الله بانتظام رغم ذنوبي الكبيرة ولكن أضع ربي نصب عيني وأحاول أن أتقيه على قدر استطاعتي وأتمنى من الله أن يغفر لي فقد تبت من جميع الكبائر وأتحاشى الصغائر قدر الإمكان.
ما المشكلة في كل هذا؟ توجد مشكلة كبيرة بالقطع بل هم ثلاثة
الأولى أن السب ما زال مستمرا ويضغط عليّ في كل صغيرة وكبيرة ولكني أمضي بطريقي مهما يفعل
الثانية الأحاسيس هل جربت إحساس أنك كافر أو مذنب أو تشك بالدين مهما فعلت ولكني أمضي بطريقة مهما فعل
الثالثة هي ضغط مستمر برأسي وليس صداعا بل ضغط وأحيانا أشعر بعدم اتزان وهذا ما يحيرني فعلا
فلقد أجريت فحوصات كثيرة عضوية رنين على الرأس رنين على الكتف رسم القلب أشعة إيكو تحاليل أنيميا وكالسيوم وصوديوم ومزرعة وعدة تحاليل للدم العادية وكلها سلبية أجريت كشوفات مخ وأعصاب والأطباء جميعهم محتارون لماذا هذا الضغط مستمر؟
هل هناك تفسير لهذا الضغط الذي يجعلني ضعيف التركيز في كل شيء؟
وشكرا لسيادتكم
27/10/2022
رد المستشار
الأخ الفاضل "محمد السيد" أهلا وسهلا بك على مجانين وشكرا على ثقتك، ومتابعتك خدمة الاستشارات بالموقع.
أثلجت صدري حقيقة متابعتك هذي يا أخي الفاضل وصديق مجانين، أنت تتصرف كما يجب حقا أن تتصرف في كل شيء متجاهلا الوسواس وكل ألاعيبه وحيله قدر استطاعتك ... يعني أنت في حالة تحسن مبدئي إن شاء الله سيستمر ويتطور ... لكني سأضع تساؤلاتك أو مشكلاتك الثلاث وأحاول الرد عليها:
الأولى أن السب ما زال مستمرا ويضغط عليّ في كل صغيرة وكبيرة ولكني أمضىي بطريقي مهما يفعل..: السب لن يتوقف حتى تفلح في التهوين من أمره أولا ثم تحسن تجاهله واستفزازه ليحدث وتتدرب على تجاهله... الآن أنت فعلت الأصعب وهو المضي في طريقك مهما فعل، لكنك تتعذب لأنك ما زلت لا تقبل بأن السب يحدث! وهو يستغل نقطتي ضعف فيك سألت عنهما بنفسك! وهما المشكلتان الثانية الثالثة.
الثانية الأحاسيس هل جربت إحساس أنك كافر أو مذنب أو تشك بالدين مهما فعلت ولكني أمضي بطريقي مهما فعل: إحساس أنك مذنب جربناه جميعا يا "محمد السيد"، ولا يوجد في حالتك لا كفر ولا عيب عقدي هذا أمر منتهي ... لأن الوسوسة تسقط التكليف... المشكلة أنك تتجاهل وأنت غير مقتنع ما تزال! وأما نقطة الضعف هنا فهي حساسيتك العالية للذنب التي بقدر ما يعذبك الذنب بسببها بقدر ما تقنعك بحتمية العقاب.. ولا صلاحية التوبة (حاشا لله) ... وقد أشرنا إلى علاقتك الخاصة بمشاعر الذنب في م4 على ما أذكر حياك الله واصل مضيك بطريقك مهما فعل
الثالثة هي ضغط مستمر برأسي وليس صداعا بل ضغط وأحيانا أشعر بعدم اتزان وهذا ما يحيرني فعلا
عندي خبران الأول ظريف ويشرح لك السبب المحتمل للضغط وعدم الراحة (وقلت عنها اتزان كما أخمن) في كثير من حالات مرضى الوسواس القهري عرض و.ذ.ت.ق توجد أحاسيس مزعجة بعدم السواء أو الصحة أو الاكتمال تصحبها مشار جسدية تسمى إ.ل.ص.ت NJREs أي إدراكات ليس صحيح تماما وهذه تتراوح بين النبض أو إحساس غير مريح في مكان ما من الجسد إلى إحساس عام بالضغط أو عدم الراحة سمعت له وصفا مثل وصفك من أكثر من مريض ومريضة ... ويبدو أن وظيفة هذه الأحاسيس المرتبطة بالوسواس هي الضغط على المريض بحيث يستسلم ويؤدي الفعل القهري أولا من خلال أثرها المزعج وثانيا من خلال من تضفيه من واقعية (كذوبة) على الأفكار، هذا هذا الخبر الظريف عرفناه!
أما الخبر غير الظريف فهو أن علاج هذا الإحساس سيحتاج منك جهدا علاجيا إضافيا لأنه يحتاج إلى علاج سلوكي معرفي يستند إلى الرؤى الجديدة في العلاج بالتعرض ومنع الاستجابة، وإلى العلاج بالقبول (الرضا) والالتزام (بجلسات تأمل واسترخاء) ... ربما هي رحلة ثقيلة رحلة العلاج من الوسواس القهري (وربما شركاؤه) لكنها تعلم الإنسان الكثير، وأنت تمصي في طريقك للنجاح.. أهلا بك.
ومرة أخرى أهلا وسهلا بك دائما على موقع مجانين فتابعنا بالتطورات.