هل أتزوج من أخت صديقي؟ لا تحمل الشك ل.ت.ش م7
كيف أحاسب نفسي يوميا؟
السلام عليكم، جزاكم الله خيرا على الرد على الاستشارات دائما، الإجابات كلها ما شاء الله، وسؤالي هذه المرة:
كيف أحاسب نفسي يوميا؟ تطبيقا لقول سيدنا عمر بن الخطاب -تقريبا- (حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا).
27/10/2022
رد المستشار
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، أهلا وسهلا ومرحبا بك "د.أحمد" في موقعكم مجانين، وجزاكَ الله تعالى خيرا، ورفع اللع قدرك، ونفع بك، وجعلك في عليين دنيا وآخرة، والناس أجمعين.. آمين.
أما بعد.. فاستعين بمدد الله -جل جلاله- وبتوفيقه، وفضله وكرمه، واسأله سدادا تاما ينفعكم في مبتغاكم .. آمين.
فإن حساب النفس قضية تتعلق ب"الضمير"، فكلما كان ضمير الإنسان مستيقظا وواعيا، وحاضرا في عالم الشعور، فإن حساب النفس يكون قائما في كل أحوالها، وزمانها، لا ينتظر وقتا حتى نُحققه، كأن نأتي نهاية اليوم مثلا ونبدأ في حساب أنفسنا، وإن كان ذلك جائز، ولكنني أتحدث عن المبدأ الأولي الذي سيجعلني مُحاسبا لنفسي.
وهذه نقطة لا شك لها جانب تربوي، يَنشأ عليه الإنسان من الصغر، ولكن أبشر؛ فلها جانب أيضا سلوكي، وهو المتعلق بسؤالك، أي بعد أن صار الإنسان كبيرا، كيف له أن يًنمي ضميره، لأن الضمير هو "نفسنا اللوامة"، تُلقي إلينا تلقائيا بأخطائنا التي ارتكبناها، وتبقى توخذ في مكامن الروح وخزا يقض راحتها حتى يُصلح الإنسان ما صار، وذلك طبعا بطريقة مناسبة لما حدث.
- لنذهب إلى جانب السلوك الآن،
*يبدأ الجانب السلوكي من وعي الإنسان وإدركه للقيمة التي يُريد أن يُكْسبها لنفسه، وأنت ما شاء الله عندك هذا، بدليل أنك سألت السؤال.
* تأتي الخطوة التالية وهي إدخال القيمة أو الصفة التي أريدها إلى ذهني بحيث تصبح من طباعي، وأحب في هذه النقطة عدة أمور منها:-
١- أن يجلس الإنسان إلى نفسه، جلسة ليلية، أو خلوة نهارية، المهم أن يُهيأ لنفسه جوا يحبه.
٢- يضع ورقة وقلما أمامه يستخدمهما إن احتاج ذلك.
٣- يتحدث بصوت عال قليلا ويقول لنفسه أريد أن أكتسب هذه الصفة الجميلة، ويبدأ يُعدد أسبابه التي يريد لأجلها أن يكتسب هذه الصفة؛ مثلا:-
لأنني أشعر بسعادة عندما أتحقق بها، وأشعر بأنني أصنع خطوات تجاه الكمال الإنساني عندما أفعل ذلك.
ويمكن هنا أن تستخدم الورقة والقلم وتكتب كل ما يجول في خاطرك من نقاط تحت سؤال:- لماذا أريد أن أكتسب هذه الصفة، وأتحلى بهذه القيمة؟؛ فالكتابة أو التحدث يساعد نفسك على تشرّب الصفات والقيم وأي شيء نريده في شكل سليم وجو محبب للنفس.
* "نقطة هامشية"
- لماذا نصنع جوا محببا حين نريد أن ندخل ما تريده للنفس؟.
- لأن هذا الجو.. هو الذكريات الأولى لهذا التحميل الذهني، فكلما كانت جميلة وحلوة، أصبحت حافزا للنفس للنقطة الآتية.
٤- وهي "التكرار"، أي تذكير النفس على فترات متقاربة، وأجواء مماثلة بهذا التطبيق الذي نُحمّله إلى الذهن الآن، وهنا تكون قد تشبعت النفس بالطلب الجديد المُراد تحميله إليها.
٥- يبدأ بعد ذلك "التفعيل"، فكلما صار موقف جديد، تبدأ النفس تلقائيا في تذكيرك، أو تُذَكّر أنت نفسك بأنك أخطأت من جديد وأن عليك أن تنتبه لكي تتجنب الخطأ مرة أخرى، وهكذا حتى يصبح ما فعلنا صفة نفسانية من طباعنا.
* فإن طبقنا هذه الخطوات على "رفع مستوى الضمير، وتدعيم النفس اللوامة" ... أصبح لنا نفس تحاسبنا آنيا على أخطائنا.
* وحينها يصبح الحساب الذي نفعله في نهاية اليوم، حساب متعلق بالإدارة للأخطاء التي وقعت، أي الاتزان في شأن قضية حساب النفس، حتى لا يتحوّل إلى جلد ذاتي، ولإيقاف حياتنا عند حدوث أخطاء وقعت منا لا تتحملها النفس، فالاتزان يحفظ النفس من السقوط في إحدى الأطراف، نحاسب أنفسنا نعم، لكن بلا قهر ولا جلد.
* "لاصقة روحية".
مما يعين الإنسان على الاتزان، وتربية الضمير، هو الالتزام بوِرْد من قراءة القرآن بنية التعبد، وكذلك ورد من ذكر الله -جل وعلا- (والذاكرة الله كثيرا والذاكرات)، ممكن نبدأ بالاستغفار، أو الصلاة على النبي، أو لا إله إلا الله، ليكن لك عدد معين وفي وقت معين... مثلا سبعون مرة، وقبل النوم، أو في الصباح، أي وقت تستحسن فيه الورد، ولك أن تكثر من العدد إلى ما شاء الله.. ترى بذلك عجبا.. فأبشر.
*خطر لي خاطر، وهو أنه ربما تقصد "كيف أعظُ نفسي، فأستطيع بذلك الوعظ محاسبتها، أو تذكيرها بأن هناك حسابا كبيرا آت عندما أذهب لعالم آخر؟.
- فإن كان ذلك قصدك، وليس قصدك التدريب النفساني على تربية النفس تجاه اكتساب ما نوده من الخارج. فيمكن ذلك بعدة خطوات يرافقها النية:-
- سماع الدروس الدينية مفيد في ذلك.
- يمكن قراءة كتب أو سماع دروس منتظمة في السيرة النبوية، فذلك يأخذ الإنسان إلى عالم موازي، عالم الروح، وعالم الحياة الأخرى.
- بناء علاقات وأصدقاء لهم نفس الاتجاهات التي نحبها.
- تقليل الصحبة التي تباعد بيني وبين ما أريد.
- الدعاء.. "اللهم حببي إلي الإيمان وزينه في قلبي، وكره إلى الكفر والفسوق والعصيان" علمتني والدتي هذا الدعاء في فترة مراهقتي، ولا أزالُ أحمل في صدري لذة تذوقه حين دعوتُ الله -جل جلاله- به. الذكر كما هو موجود في الفقرات السابقة، لكن بنيةِ وقصدِ تربية النفس على أن تحاسب نفسها، وتصبح لوامه.
- في النهاية لا يسعني إلا إن أدعو الله-جل شأنه- لك بالتوفيق والسداد وصلاح الحال في الدين والدنيا، وتحقيق الأماني، وأن ينفع الله بك، آمين.
-دمتم سالما
ويتبع>>>>: كيف أحاسب نفسي يوميا؟ لا تحمل الشك ل.ت.ش م9