في البداية أود أن أشكركم جزيل الشكر على هذه الخدمة الرائعة والممتازة التي فتحت للشباب بابا يعبرون فيه عن مشاكلهم وهمومهم، في هذا الزمان الصعب، وأنا من المتابعات لهذه الصفحة منذ فترة طويلة، أقرأ معظم الاستشارات.
أما عن مشكلتي.. فأنا فتاة في الـ24 من عمري، تخرجت في الجامعة منذ سنتين، أعمل في نفس الجامعة التي درست فيها، ومن ذلك الوقت وأنا أشعر أن الدنيا أصبحت أكثر قساوة علي من قبل. لدي عدة منغصات ومشاكل حولي ألخصها فيما يلي:
1. أشعر أن قطار الزواج قد فات علي لأن كل من حولي من زميلاتي قد تزوجن، أو خطبن، وكل من في سني إما أن يتحدث عن الزواج أو الخطبة؛ مما جعلني دائمة التفكير في الموضوع، وأصبح شغلي الشاغل، وهذا ما يتعبني أكثر وأكثر، بالرغم أنه تأتي لخطبتي النساء لأبنائهم ولكن في معظم الأحيان لا يرجعن.. وقد يأتي الشاب لرؤيتي ولكن أشعر أن موضوع الخطبة لا يتم في النهاية، وهذا يؤثر على نفسيتي كثيرا، خاصة إذا جاء الشاب وتحدث معي، ولم يرجع وهذا ما حدث معي منذ أيام، وهو ما أثر على نفسيتي كثيرا؛ لأنني تعلقت بالشاب.
مللت من طريقة الزواج التقليدي، حيث تأتي في البداية الأم ثم العريس ثم... وفي النهاية لا تتم الخطبة، مللت من هذه الزيارات، وتعبت نفسيتي منها، وفي نفس الوقت أريد الزواج بعيدا عن الطرق غير الصحيحة، كأن أقابل الشاب خارج البيت أو أتعرف عليه خارج نطاق الأسرة، لأني والحمد الله لم أقابل في حياتي شابا أو أحكي معه خارج نطاق العمل، وأحمد الله على هذا الأمر، ولكن أريد الزواج، وأشعر أنني احتاج إلى الحنان والحب، وزاد هذا الشعور في هذه السن أكثر وأكثر.
لا أشعر بطعم السعادة في أي شيء في الحياة، أشعر أن حياتي دون طعم أو لون، أشعر بالاكتئاب بسبب هذا الأمر، وأعلم أنه رزق من الله، ولكن أصبح انتظار هذا الرزق كالنار المشتعلة في صدري، وهنالك بعض زميلاتي في العمل ممن خطبن أو يتزوجن يسمعنني الكلام القاسي عن هذا الموضوع.. ماذا أفعل؟ أرشدوني.
2. أنا فتاة خجولة يحمر وجهي لأتقه الأسباب وأتضايق كثيرا من احمرار الوجه خاصة أمام زميلاتي وزملائي في العمل. كيف أقوي شخصيتي؟
3. بسبب عملي في الجامعة وحصولي على درجة البكالوريوس فقط أشعر أنني أقل من الجميع، وبالإضافة إلى أن عملي ممل ولا يعطي خبرة، أشعر أن حياتي توقفت بعد تخرجي في الجامعة؛ حيث إن عملي في الجامعة كإدارية، وأدرس مادة بسيطة للطلاب. أريد أن أكمل الماجستير، ولكن أخاف من أن خجلي سيمنعني من التدريس بعد أن أكمل الماجستير، علما أنني تخرجت بتقدير ممتاز من الجامعة.
4. في البيت.. أبي متقاعد عن العمل، جالس طول الوقت في البيت بدون أي عمل سوى مضايقتنا، هو عصبي جدا ودائم الصراخ والسباب، وإلقاء الأوامر علينا؛ بالإضافة إلى أخي الكبير الذي رجع من الخارج دون أن يأتي بالشهادة، فهو دائم المشاكل مع أبي وأمي، فهو عاق لأقصى درجات العقوق.. عدواني وشرس، لا أستطيع وصفه بالكلمات؛ لذلك أشعر أن الزواج هو الحل، ولكن حتى فرصة الزواج لا تأتي ماذا أفعل أريد الهروب؟
5. لدي أوقات فراغ أريد أن أستفيد منها في الدراسة أو في تعلم المزيد في مجال تخصصي، ولكن الظروف من حولي تحبطني، وأشعر أني غير قادرة على أن أحمل كتاب وأتصفحه؛ فبدلا من قراءة الكتب، أفكر في همومي وتأخذني همومي ومشاكلي إلى مكان آخر بعيد كل البعد عن العلم، أو قراءة القرآن أو أي شيء آخر بسبب هذه المشاكل وغيرها. أشعر أن حياتي جحيم، وأن الموت هو الحل، أدعو ربي ليل نهار أن يخفف عني وأدعوه إذا كانت الحياة أفضل لي أن يحيني، وإن كان الممات أفضل لي أن يغفر ذنوبي وأن أموت.
أفيدوني
وجزاكم الله خيرا.
28/10/2022
رد المستشار
شكرا على متابعتك الموقع وثقتك فيه.
روايتك اليوم تتعلق بشعورك المرير من عدم الانتقال إلى موقع جديد في الحياة عن طريق الزواج. هناك أيضاً شعورك بالشلل الوظيفي وعدم اقتناعك بالعمل. وأخيراً هناك الضغوط المنزلية وعدم شعورك بالرضا من الأب والأخ على حد سواء.
السؤال الأول الذي يخطر على بال كل من يجيب على هذه الاستشارة هو سبب كتابتها في هذا الوقت تماما كما يتساءل الطبيب النفساني عن سبب زيارة المراجع له في وقت ما. الجواب على هذا السؤال هو في نهاية الفقرة الرابعة من الرسالة حيث تشعرين بخيبة أمل من شاب تعلقت به ولكنه لم يتقدم إليك لخطبتك ولم يصرح لك بحبه. رغم ذلك لا تتحدثين في الاستشارة عن الحب أبداً وإن كنت تحبين هذا الشاب أم لا والحديث فقط هو عن تعلقك به. هذا السرد يتكرر أكثر من مرة في الاستشارة ويعكس ميولك إلى الخضوع والطاعة بدلا من الهيمنة والسيطرة. ربما هذا البعد في شخصيتك يعكس ضعفا يحس به من يقابلك ولا يتوقعه من آنسة ناجحة في حياتها التعليمية والعملية. هذا البعد في الشخصية يحتاج إلى جهود أكثر من قبلك والحرص على عرض قوة شخصيتك واستعدادها للكفاح سواء كان ذلك في إطار الزواج أو العمل.
ربما ما دفعك إلى كتابة الاستشارة هو فشل تجربة عاطفية تدركين بأن سبب فشلها هو أنت حيث لا يمكن القول بأن عزوف الشاب عنك كان سببه مراوغته وعدم مصداقيته. يمكن تعميم هذه الملاحظة على بقية الرسالة وما تشعرين به الآن قد يتغير وينتهي أمره خلال بضعة أيام أو أسابيع. لكن في نفس الوقت هناك الحديث عن نهاية الحياة وشعور باليأس وخيبة الامل٬ وهذا يثير الشك بدخولك في موقع اكتئابي سببه إصابتك باضطراب الاكتئاب. إذا كنت تشعرين بالاكتئاب بصورة مستمرة وعدم الشعور بالمتعة أو التلذذ لمدة أسبوعين ويصاحب ذلك أعراض مثل الأرق٬ انخفاض الوزن٬ ضعف الشهية٬ وضعف التركيز فعليك بمراجعة طبيب نفساني والاتفاق معه على خطة علاج.
وأخيراً هناك نظرتك للحياة بصورة عامة. المرأة حالها حال الذكر تبحث عن شريك حياتها وخاصة المرأة التي سنحت لها الفرصة لإكمال تعليمها والعمل فعليها إكمال حياتها والبحث عن زوج المستقبل عدم انتظار الفرصة لقدوم خطيب ما عن طريق ما. ثم هناك أهداف المستقبل وتحديدها والسعي إليها حيث أنك لا تشعرين بالرضا من وظيفتك الحالية. أما ظروف البيت وتسلط الذكور فيها فهذه مهمتك تواجهين من يتطاول عليك وتصرحين بأرائك دون خوف من أي ذكر يتصور أن له الحق في التسلط على الآخرين فهم عموما حفنة من الجبناء.
وفقك الله.
واقرئي أيضًا:
سارة والخطة الإلهية وضياع الحبيب!
شخص أحببته ولكنه لم يحبني!
كيف أجعله يحبني؟
خائفة من العنوسة: زيادة حبتين
ملف تأكيد الذات